طوني مهنا ممثل مسرحي وتلفزيوني مخضرم، انطلق من المسرح الكوميدي وشارك في مسرح الرحابنة والأخوين ماهر وفريد الصباغ في "حركة 6 أيار"، وجسد العديد من الشخصيات في عدد كبير من المسلسلات، منها الكوميدي مثل "نيال البيت"، كما أدى أدواراً درامية في "وأشرقت الشمس" و"مش أنا" و"الشقيقتان" ومسلسل "عاشق الذهب" مع الممثل أنطوان كرباج و"حبيبي اللدود"، ومؤخراً مع الممثلة كارين رزق الله في مسلسلين هما "مش أنا" و"قلبي دق"، وكذلك شارك في "حنين الدم" و"سكت الورق" و"موجة غضب" وغيرها، وعلى الرغم من أن أدواره لم تكن بطولة مطلقة في المسلسلات، إلا أنه استطاع أن يضع بصمته الخاصة وأن يبدع في ميادين الفن المختلفة.

هو من مواليد 1 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1948 وتعود أصول عائلته إلى بلونة في كسروان، لكنه ولد ونشأ في منطقة الحدت.

مع الممثل اللبناني طوني مهنا كان لنا في موقع الفن هذا الحوار:

أخبرني عن بداياتك

حين كنت تلميذاً في المدرسة بالمعهد الأنطوني في بعبدا كنت أريد أن أصبح راهباً، وكان لدي أستاذ أحبه كثيراً وكان المشرف علينا وقد اختارني للمشاركة في المسرحيات المدرسية، وشعرت برغبة في التمثيل، ثم تركت المدرسة في الثالث متوسط (4eme) وبدأت أفتش على عمل ضمن مهنتي، وسافرت وعدت، وكانت بداياتي في المسرح مع وسيم طبارة، لأنه للأسف الوحيد الذي منحني فرصة وطلب مني أن أظهر ما لدي لأقدمه، وكنت حينها في سن الـ 27 أو 28، وتعذبت كي أعمل، وكي أعمل في التلفزيون كان يجب علي أن أكون منتسباً للنقابة.

مسرح وسيم طبارة بالطبع كان عبارة عن شانسونييه، وفي عام 1982 إبان الاجتياح الإسرائيلي توقف طبارة عن العمل، فأخبرني أحد الأشخاص من الذين أعرفهم، أن الأستاذ مروان نجار يريد وجوهاً جديدة للمسرح وكان ذلك في السنة نفسها التي استشهد فيها الشيخ بشير الجميل، وعملت معه إلى عام 1992 ثم لاحقاً شاركت في مسرحية "فلتانة عالآخر" مع غابي يمين وجيزيل بويز، ومع الرحابنة في مسرحية "الانقلاب"، ثم لاحقاً انتقلت إلى الشاشة الصغيرة في عام 1983 تزامناً مع عملي مع مروان نجار.

ما الفرق بين الأمس واليوم بالنسبة للتمثيل؟

في الماضي كنا نحتاج إلى وقت كبير كي يستطيع ممثل ما أن يعمل في التلفزيون، عكس اليوم فلقد أصبح الأمر سهلاً نظراً لكثرة القنوات التلفزيونية والبرامج والمسلسلات، ويختار المنتجون عادة أشخاصاً جدداً من جيل الشباب.

هل يعتمدون باختياراتهم على الشكل أكثر من الموهبة والدراسة؟

الشكل الخارجي له دور كبير لأن التلفزيون يدخل إلى كل بيت، لكن ما هو أساسي هي الموهبة التمثيلية التي يمتلكها، بالنسبة لي ليست لدي مشكلة إذا قررت مذيعة أو ملكة جمال أن تمثل فهذا يحصل في كل بلدان العالم، إذا كانت لديها الموهبة.

زميلتك عايدة صبرا رأيها مغاير وهي تعتبر أنه يجب أن نعتمد على خريجي التمثيل والإخراج والمسرح.

أنا لم أقل أنه لا يجب أن نستعين بالخريجين، ولكن بالنسبة للشكل بالطبع يجب أن يكون الممثل أو الممثلة بمظهر حسن.

سافرت إلى الولايات المتحدة الأميركية ثم عدت ما كان السبب؟

"متل ما رحت متل ما رجعت"، فأنا قررت أن أسافر وأن أعود، أولادي أصروا أن يعودوا ويستقروا في لبنان، فبعد أن سافرنا وبقينا لمدة 11 عاماً قررنا العودة.

هل ندمت على العودة؟

لا أبداً، وأنا عدت عام 2011 وهم لحقوا بي في عام 2012.

أخبرني عن أولادك..

لدي شاب وصبية، إبني ألان مهنا يعمل أستاذاً جامعياً وكان لديه برنامج في إذاعة لبنان، وابنتي ماندي-ماريا تزوجت منذ سنتين.

ما رأيك بالأحداث الحالية؟

أنا من جماعة الثورة، ,من يشاهد مسرحيات الرحابنة القديمة يرى أنها تنطبق على ما يحدث حالياً، وهذا ليس لأنهم تنبؤوا بالأمور التي كتبوها، ولكن الأمر أنه لم يتغير شيء منذ ذلك الوقت وحتى اليوم.

وهل أنت مؤمن بالتغيير؟

ضروري، والتغيير "جايي"، والإرادة ما زالت مستمرة وكلما قست كلما اقتربت من النهاية.

هل تشعر بأنك ظُلمت في التلفزيون، أو أنك لم تهتم بالبطولات المطلقة؟

لا تهمني مساحة الدور وما يعنيني أن لا يكون الدور سطحياً، فعندما يبدأ الممثل بتقديم دوره أمام الكاميرا، وحتى لو كان الدور ثانوياً، ولكن إن كانت له مكانة والشخصية معينة مؤثرة في الحبكة الدرامية، فإن الممثل يُعطي للشخصية حقها.

نلاحظ أن بعض المنتجين يختارون ممثلين عرب ويضعون أمامهم ممثلات لبنانيات فيما الممثلون اللبنانيون يشاركون في مسلسلات خارج لبنان وببطولة، ما رأيك بهذا الأمر؟

الإنتاج السوري غزا الدول العربية بكل سهولة، وحالياً المسلسلات التي يجسد فيها دور البطولة ممثلون لبنانيون بدأت تذهب إلى الدول العربية، وبرأيي باسم مغنية ممثل ممتاز، ونيكولا معوض نجح في مصر وسيمثل في فيلم بـ هوليوود شخصية النبي إبراهيم.

ما جديدك؟

حالياً هناك حديث عن عمل جديد لكن لا شيء مؤكداً بعد، ولدي دور في مسلسل للمنتج إيلي معلوف، كتبه طوني شمعون بعنوان "رصيف الغربا"، وهذا المسلسل الثالث الذي أعمل فيه مع الأستاذ معلوف، ويمر بعدة حقبات في تطور زمني، ودوري يأتي في أواخر حلقات المسلسل، وقد صورت مشهداً منه حتى الآن ونتابع العمل.

ولدي عمل في فيلم أميركي، فمنذ سنة تقريباً كان هناك مسؤول عن اختيار الممثلين على اتصال مع ابني على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، وطلب مني المخرج أن أخضع لتجربة أداء فقمت بها وأرسلتها له، العمل مع الممثلين مالك الرحباني وسارة أبي كنعان، وسيكون باللغتين الإنكليزية والعربية، ولا أعرف بعد أين سيعرض.

هل سيتم عمل جزء ثانٍ من "حنين الدم"؟

لا أعتقد وهو حالياً يعرض على شاشة الـLBCI .