توفيت الفنانة اللبنانية مجدلا مكرزل، وإسمها الحقيقي نزيهة مكرزل، بعد صراع مرير مع المرض، يوم 31 كانون الثاني/يناير عام 2020.
هي إبنة "الزعيم" إيليا مكرزل، إبنة منزل مشرعة أبوابه لأهل السياسة والفن، منهم وديع الصافي وهيام يونس ونصري شمس الدين، ولكل الناس.
في أجواء الصلاة والتراتيل، إنجذبت مجدلا الى أجواء الكنيسة والراهبات اللواتي أقنعنها بدخول الرهبنة، وإقتنعت بالفكرة، و ما لبثت أن عادت عنها.
بداياتها من أدراج بعلبك
بداياتها الفنية كانت من على أدراج مدينة بعلبك، مع المخرج والفنان الكبير روميو لحود، حين صودف أن لجنة مهرجانات بعلبك الدولية كانت تبحث عن وجه جديد، وتتطلع لبطلة جديدة تطل على أدراجها، بعد الشحرورة صباح وفيروز.
وفيما كان لحود متوجها من بيروت الى بعلبك مرورا بالكحالة، استوقفه صوت يصدح عبر مايكروفون الكنيسة مرتلاً، توقف، سأل عن صاحبة الصوت، أخبروه.
وقصد لحود منزلهم مع شقيقته بابو، وبدأت قصة نجمة جديدة في سماء الفن في لبنان، أطلق عليها إسم مجدلا.
"الفرمان" هو عنوان أول مسرحيات مجدلا إنتاج عام 1970،من تأليف الشاعرة نادية تويني وبمشاركة الممثلين والفنانين أنطوان كرباج، جوزيف عازار، سمير يزبك، نبيه أبو الحسن وشوشو، وتوزعت الألحان في هذا العمل ما بين زكي ناصيف وروميو لحود وعصام رجي، اختارت لها نادية تويني لقب (مجدلا) ليحل محل إسمها الأصلي (نزيهة مكرزل)، لتبدأ البروفات بعد ذلك، في الغناء تولى تدريبها الفنان الراحل زكي ناصيف، وفي التمثيل الممثل أنطوان كرباج، وعلى هذه الحال إستمرت ما يقارب الستة أشهر لتتعرض لإختبار آخر من نوع مختلف ومع شخصية مختلفة.
اللقاء مع أم كلثوم
المحطة التالية المؤثرة واللافتة في حياة مجدلا، كانت لقاءها بالفنانة المصرية الراحلة أم كلثوم، التي صودف مجيئها إلى لبنان لإحياء حفل على أدراج بعلبك، لتلتقي بمجدلا، وتطلب منها أن تسمعها صوتها، فغنت مجدلا للفنان الراحل فريد الأطرش.
أعجبت أم كلثوم بصوت مجدلا، لتنصحها بأن لا تتزوج وبأن تتفرغ للفن، متوقعةً لها أن تكون ذات شأن كبير في الفن العربي وليس اللبناني فقط.
تزوجت مجدلا من نبيل خاطر وذهبت للإستقرار في فرنسا وذلك بعد الحرب اللبنانية، وأنجبت إبنتها الأولى ومنحتها لقبها (مجدلا)، وهي الآن الإعلامية اللبنانية المعروفة مجدلا خاطر، ثم أنجبت بعدها نضال وإستمرت في الغربة لأكثر من عشرين عاما تفرغت خلالها لتربية مجدلا ونضال، ولم تكن بالمهمة السهلة بالنسبة لها، خصوصاً بعد وفاة زوجها عام 1995.
رغم إعتزالها ظلت أغانيها محصورة ضمن ما قدمته في المسرحيات التي شاركت بها، وبعض التسجيلات في الإذاعة والتلفزيون ومنها أغنيتان سجلتهما في برنامج (حنكشيات) تقديم خفيف الظل نجيب حنكش أوائل السبعينيات، رغم ذلك لم تسجل هذه الأعمال على كاسيت يتداوله الناس بعد توقفها عن الغناء، ما ساهم بنسيانها من قبل الجمهور الذي عرفها في البدايات، وقد أقرت بهذا الخطأ في أكثر من لقاء تلفزيوني.
عودتها الى لبنان وأشهر أعمالها
عادت مجدلا إلى لبنان عام 1999، وظهرت بعدها في أكثر من لقاء تلفزيوني، ومنها برنامج (خليك بالبيت) مع الإعلامي والشاعر زاهي وهبي، وفي السنوات الأخيرة بالإضافة لتفرغها للأعمال الخيرية عادت عام 2008 لتقدم مجموعة من الأغاني الدينية والوطنية منها غنوا القصايد، كلمات وألحان إيلي شويري بمناسبة عيد الجيش اللبناني.
نذكر من أشهر أغنيات مجدلا "غريبة"، وقدمتها في أول عروضها المسرحية، وعيون الغزلان، أنا والريح الجبلية، هجرونا ونسيونا، مرق الصيف، موشح عبث الشوق، مشينا وغنينا، عمر دارك ع العالي، دخلك يا مرسالي، أنا وديتلو مكاتيب وكان الصيف، ومن الأغاني الثنائية قدمت مع مروان محفوظ "دويتو".
قدمت مجدلا مجموعة من الأغنيات المشتركة مع أهم النجوم اللبنانيين، منها (ع مطلك يا مدينتنا) مع نصري شمس الدين ووديع الصافي، (من بعد غياب عاد اللي ضايع) بمشاركة نصري شمس الدين ومروان محفوظ، (رايحة مشاوير بعاد) وغنتها مع سمير يزبك وجوزيف عازار وعصام رجي، (كيف عملتوا الليلة عيد): مع ملحم بركات ومروان محفوظ..