مؤمن هو ربيع الزين، الممثل وعارض الأزياء اللبناني ولولا ذلك لما استطاع تحقيق ما وصل إليه اليوم، فقد حصل على لقب ملك جمال لبنان 2014 ولقب الوصيف الأول في مسابقة ملك جمال العالم 2015، وتزوج عام 2016 من أخصائية التغذية أنجي قصابية وبفضل إيمانهما معاً واجها مشكلات كثيرة في الحمل وتخطياها، وها هما اليوم تعمهما السعادة بعدما رزقهما الله صبياً أطلقا عليه إسم "راين". عن كل ما مرّ به في السنوات الماضية يتحدث ربيع بتفاؤل، وكما اعتدنا عليه بكلام جميل وراقٍ يشبهه تماماً.
مبروك ربيع ولادة "راين" ما هذه المفاجأة التي كشفتما عنها أنت وأنجي؟
لقد تعلمنا درساً من بعد تجاربنا السابقة، وهو أن لا نتحدّث عن الأمور التي نرغب بأن تتحقق. خصوصاً أنّنا عانينا من صعوبة في هذا الموضوع وقرّرنا أن نتكتّم قدر المستطاع عن حمل أنجي والحمدلله نجحنا بذلك.
حقاً كيف استطعتما كتمان هذا الخبر؟
بعضهم إعتقد أننا انفصلنا أنا وأنجي، خصوصاً عندما كانوا يشاهدوني وحدي في المناسبات وقد لاحظوا غياب أنجي. لقد تركنا حديث الناس وكان همّنا أن تكتمل معنا ويصمد الجنين.
بداية دعنا نسترجع مرحلة ما قبل الحمل، أخبرني عن التّحديّات التي واجهتكما أنت وأنجي بعلاقتكما كثنائي بعد خسارتكما لتوأم وجنين؟
منذ زواجنا حملت أنجي بتوأم بنات بعد أسبوعين تقريباً ولم نكن قد خططنا لذلك. فجأة في الشهر الخامس، حصل ثقب في أحد الكيسين وطلب الطبيب من أنجي ان تستلقي على ظهرها طيلة فترة حملها وارتقى أن تدخل المستشفى، وعندما دخلت إلى المستشفى أصيبت بفيروس، عندها طلب الطبيب من زوجتي أن تجهض التوأم بعدما ظلت شهراً في المستشفى. فكانت أوّل خضة في علاقتنا على الصعيد النفسي.
مرّت أنجي بفترة صعبة، بعدها حاولتُ قدر المستطاع أن أبقى إلى جانبها واستطاعتْ أن تخرج من أزمتها النّفسية وبعد فترة، حصل حمل آخر، وقبيل انتهاء الشهر الرابع، أبلغنا الطبيب أنّ نبض الجنين توقف وللأسف كانت أنجي في كلّ مرّة تجري عملية إجهاض للجنين كانت تكرّرها مرّتين لأنّها لم تنجح من المرّة الأولى 100%. إنجي تعذّبت كثيراً .
لكن كيف كنت تتلقى كلّ تلك الصّدمات؟
لو لم أكن إنساناً مؤمناً لما استطعت تجاوز الصدمات، كل تلك الأمور لا تراها الناس ولا تعرفها، بل يعتقدون أننا نعيش حياة وردية ومثالية ولكنهم لا يدركون مدى صعوبة الأمور التي مررنا فيها.
لأوّل مرّة أقولها بصراحة وصلت إلى مرحلة فقدت فيها الأمل بأن تنجب أنجي طفلاً لأنه عندما تصبح نفسيًّا متأثرة بالصدمات، ينعكس ذلك سلبًا على صحّتها، لكن الحمدلله حصل خير. وكل ما كان ينبغي عليها فعله هو أخذ إبر للسيلان منذ الأسبوع الأول، ولم نكن نعلم بذلك.
هل شككتم للحظة بأن الأخطاء الطبية المتكررة كانت مقصودة؟
لا أبداً أقول الحظ كان سيّئًا في مكان ما وهذا قدر، وأنا أؤمن بالقدر ومكتوب أن يحصل ما جرى، وفي مكان آخر كان الإهمال من الطبيب.
كيف تلقت إنجي خبر الحمل الأخير؟ وأنت كيف كانت ردّة فعلك؟
بعد ثلاث سنوات من الزواج حملت أنجي خلالها ثلاث مرّات، إعتدنا على الفكرة ولم تكن هناك مشكلة، بل الخطأ كان في المتابعة وفي كلّ مرّة كنّا نحاول التّكتّم على الموضوع بطريقة ما.
كيف تصف التسعة أشهر الماضية التي مرّت عليكما خصوصاً أن كل واحد منكما كان في بلد؟
التّسعة أشهر الماضية، مرّت كأنها عشر سنوات على قدر ما كنا نترقّب مجيء الطفل، خصوصًا بعد مرور خمسة أشهر وبعدها السادس وتلاه السابع، أصبحنا نعدّ الأيام أكثر وكنت طيلة تلك الفترة أسافر الى بلغاريا لأطمئن على أنجي.
من علم بموضوع حملها؟
أهلي وأهلها فقط علموا بالأمر، فلقد ظلّت أنجي مدّة أربعة أشهر في بيروت وبعد مرورها مرحلة الخطر ثبت الحمل وارتقينا أن تنتقل إلى بلغاريا لمتابعة عملها من المنزل، ومع انطلاق الثورة زالت فكرة عودة أنجي إلى لبنان، ونحن الآن في بلغاريا مع المولود وسنعود الى بيروت حين تهدأ الأحوال.
ماذا تخططان من أجل مستقبل مولودكما الأول "راين"؟
انا لا أحب أن أتوقع كثيراً وأحلم، كي لا يخيب أملي. في النهاية، أعيش كل يوم في يومه، هدفنا البقاء إلى جانبه قدر المستطاع وأن نربيه تربية صالحة والعلم هو الأهم بالنسبة إلينا، ويجب أن نربيه بشكل صحيح ونتعب عليه كي يكون على قدر تمنياتنا ونطلب من الله أن يقدرنا لتربيته بالشكل الصحيح ويمنحنا الصبر والوقت.
أنا ضدّ الإفراط في الدلع، فالولد المتوفر لديه كل شيء يفتقد لقيمة الأشياء. هذا ما تعلمته من تربيتي وأطمح أن أنقله إلى إبني.
ربيع صدقاً أول لحظة حملت فيها "راين" وتحقق حلم الأبوة، ما كان إحساسك؟
الأبوّة حياة ثانية، تغيّرك على الصعيد الشخصي. صدقني! شعرت بسعادة لا توصف، مجرد النظر الى الطفل، وأنا أحب الأطفال، هي السعادة بحدّ ذاتها، خصوصاً أنه بصحة جيدة.
هل أنت مستعد لمساعدة أنجي في الإهتمام بالطفل وخصوصاً في أمور يهرب منها الأبّ مثل تغيير الحفاض والإستحمام؟
بالعكس أركض على هذه الأشياء وأستمتع في عملها وصدّق أن مفاهيم الحياة تتغيّر، وبعد أسبوع من ولادته حين يوقظنا صباحاً نستفيق "عقلبنا مثل العسل" ولم نعد نعرف الليل من النهار، نحاول النوم أحياناً في النهار للاستيقاظ ليلاً.
وحقاً أنا مستعد لأي شيء، فبعدما عانته أنجي خلال المرحلة تلك سأخجل من نفسي إن لم أتولَ مسؤولية هذه الأولويات، وبالعكس تفرحني هذه الأمور كثيراً.
لماذا أخذتم القرار بعدم نشر الصور له؟ هل لأنكما مشهوران أو خوفاً من "صيبة العين"؟
نخاف من "صيبة العين" ولا أحد يقول إنه لا توجد "صيبة عين". وأؤمن بالحسد أيضاً وبرأيي إن الطفل لا علاقة له لإقحامه في عالم افتراضي ولكي نستعرضه أمام الناس فهو لا ذنب له.
هذا بالإضافة إلى أننا نعلم أنه هناك كثر من الناس يصعب عليهم الانجاب، لذلك وبعد ما مررنا به فضّلنا عدم عرض الطفل إحتراماً لمشاعرهم.
تضررتم من وسائل التواصل الإجتماعي؟
صح، في النتيجة الله هو الحامي من كل شيء، وصودف أنني مشهور وأنجي أيضاً، وكلانا تحت الضوء وتضرّرنا من الشهرة في مكان ما والناس تترقب ما نفعله وأعتبر أن موضوع الأطفال شيء جانبي، الله رزقنا به كي ننعم به وحدنا وليس لنتشاركه مع الناس.
باركوا لك ملوك الجمال السابقين؟ والسيد نضال بشراوي؟
مايكل خوري، رودولف ابو نادر، رامي عطالله فرحت كثيراً أنهم باركوا لي. طبعاً نضال بشراوي اتصل بي وكان أول المباركين لي والخلاف بيننا قد انتهى في السابق.
ولم استطع الرّدّ على جميع المباركات، وحقاً الانسان الايجابي عندما يرى هذا الكم من الناس إلى جانبه لا يعود يلتفت إلى الناس التي لم تقف الى جانبه.
كثر علموا بأنني رزقت بطفل ولم يباركوا لي ولا أعتب عليهم، وأؤمن أنه حين يزيد أحباؤك شخصاً واحداً يزيد أعداؤك عشرة أشخاص.
هل تفكر أنت وأنجي في أن تنتجوا من تجربتكم مسلسلاً واقعياً؟
فكرنا بالموضوع ولقد طلبت من أنجي أن تأخذ هذه المرحلة التي انحرمنا فيها من الأولاد ونوصل الرسالة كي لا يفقد الأهل الأمل. وانشالله إن توفر الوقت ولو اختار أحدهم ان يحوّله إلى مسلسل فلا مانع.
كيف حال أنجي قصابية اليوم؟
أنجي صحيًّا تستعيد عافيتها بعد تعب الولادة، والحمدلله هي جيدة وأمٌّ بكل ما للكلمة من معنى وتستأهل أن تكون أمّاً.
ماذا تقول لها بكلامك الجميل؟
أقول لها إني سأظل إلى جانبها طول العمر، وما قررنا بناءه معاً سنستمر في بنائه العمر بأكمله حتى النهاية وأعتقد أن هذا الولد هو تكريم لعلاقتنا، وأعدها أن أكون أفضل زوج وأفضل أب ستتعرف عليه.
كلمة أخيرة
قررت أن أربي إبني على أن يكون ثائراً وليس شخصاً خاضعاً، بل ثائر على الفساد والخطأ والخوف والجبن وهذا ما تعلمته من أهلي، وتعلمت أن الرجل الكبير الذي أريد السير وراءه يجب أن أحاسبه، وهذا ما أريد أن أعلمه لابني وهذا ما يجب أن نلقنه لأولادنا جميعاً بأن لا يكونوا تبعيين وخاضعين وخانعين.
وعلى عكس ما تربى الجيل القديم على محبة الزعيم كمحبة الله والقديسيين والأنبياء.
للأسف الحب بهذه الطريقة لم يوصلنا إلى أي مكان، ويجب أن نتمتع بعقلية جديدة تشبه هذا العصر الذي نعيشه.