مازن معضم ما بين وسامته اللافتة وموهبته التمثيلية المميّزة، تمكن من جعل إسمه الفني يحظى بشعبية كبيرة، سواءً في لبنان أو سوريا أو غيرها من البلدان.
شارك في أعمال سينمائية، ودخل إلى بيوت كل المشاهدين من خلال الدراما فشارك في العديد من المسلسلات بينها "الغالبون"، "لونا"، "اخترب الحي"، "الشقيقتان"، "جريمة شغف"، "موت أميرة" و"بوح السنابل".
واليوم يتحضّر مازن لبطولة مسلسل درامي جديد سيعرض خلال الموسم الرمضاني المقبل، فماذا عن تفاصيل هذا العمل وغيرها من المواضيع التي تناولنا الحديث فيها من خلال هذه المقابلة معه.
تطل خلال شهر رمضان المقبل من خلال مسلسل "مرايا الروح"، ماذا تخبرنا عنه؟
هو عمل إجتماعي بحت، يتناول مواضيع تطرح للمرة الأولى في الدراما اللبنانية، رأينا هذه القصص على السوشيال ميديا، لكنها مطروحة بشكل مغاير في هذا العمل.
يتناول العمل قصصاً حساسة جداً تنطلق نوعاً ما من السوشيال ميديا، ومن الممكن أن تدمر عائلات وحياة أشخاص.
هل هناك من أعمال أخرى؟
أقرأ حالياً عملاً آخر، ولكن لم أحسم الموضوع بعد.
كيف تتعايش مع الوضع الذي يشهده لبنان حالياً؟
مثل كل اللبنانيين، نفسيتنا محبطة، وننظر إلى مستقبلنا بسواد، والعمل هو الأمر الوحيد الجيد الذي يساعدنا قليلاً على النسيان، خاصة لنا، أننا كممثلين نقوم بأداء شخصيات جديدة، فنخرج قليلاً من شخصيتنا الحقيقية.
نتمنى الأفضل طبعاً، وأنا دائماً أدعو في صلاتي، أن يحمي الله هذا البلد ويُبعد عنه شبح الفتنة والمشاكل.
ما هو تعليقك على التحركات التي تحصل؟
منذ البداية لم أعلّق عبر صفحاتي الخاصة سواءً عبر تويتر أو انستغرام @mazenmoadam، لأن هناك مشكلة كبيرة اليوم في لبنان، تقع في السوشيال ميديا، وهي عدم إحترام الرأي الآخر، فإن أعطى شخص رأيه، يجابه بالشتائم وغيرها.
ولهذا فضلت أن تكون تعليقاتي بالدعاء، والعلم اللبناني، فأنا دائماً أبحث عن القصص التي تجمع بين اللبنانيين ولا تفرّق، لأن اليوم أي رأي في السياسة من الممكن أن ترى الكثير من الناس تختلف عليه وللأسف بطريقة بشعة، فلو كان الإختلاف بطريقة حضارية وبإحترام الرأي الآخر فهذا أمر جيّد، ولكن هو إختلاف بشع ومؤذٍ.
والأهم، أنه انا لدي أولاد، فأفكر كيف سينشأ إبني في هذا الجو الذي هو جوّ مشحون بالكره والحقد، فأنا أعلّم إبني أن يحترم ويحب كل الناس، وأن لبنان لكل اللبنانيين.
ونحن اليوم وأكثر من أي يوم مضى، بحاجة إلى العقلاء والحكمة كي تسود وأن لا يذهب البلد إلى المجهول.
من هنا، برأيك هل على الفنان الخوض في الأمور السياسية أم لا؟
إن كان ينادي بالعدالة الإجتماعية والحقوق فهذا أمر مهم، خاصة أن الفنان هو واحد من الناس، وهو موجوع مثلهم ولديه الحقوق نفسها، ونحن أيضاً كممثلين في أماكن معيّنة مظلومين أكثر من غيرنا كلبنانيين.
ولكن المشكلة أن السياسة تفرّق وتسبب مشاكل بين الناس، ولهذا أبعد عنها.
هل تفكر في الهجرة؟
صراحةً، دائماً ما أفكر في الموضوع، مثل كل الناس، ولكن المشكلة هي أنني متعلق ببلدي وبيئتي التي أريد أن أربي أولادي بها، فإن سافرت وهاجرت إلى بلد آخر، وخاصة إن كان بلداً أجنبياً، ستكون البيئة مختلفة وبعيدة عن بيئتنا، وهنا سنواجه معاناة في تربية الأولاد.
ومن هنا، فالشخص يبقى بين نارين، إما أن يبقى هنا والمستقبل غير واضح، وإما أن يهاجر وضمنها مخاطرة كبيرة.
برأيك، هل أصبح من الضروري لثورة في الفن؟ وإن نعم على ماذا؟
لا أدري إن كنت سأسميها ثورة، ولكن نحن اليوم بحاجة أكثر إلى التكاتف، وأعتقد أننا بحاجة لثورة على المسؤولين، بسبب غيابهم عن دعم هذا القطاع.
وإن استثنينا الدولة، هل المنتجون اللبنانيون يتحملون جزءاً من المشكلة؟
طبعاً، إن كان المنتج اللبناني لا يسوّق للممثل اللبناني، وليس هو الأولوية.
ولكن من الممكن الجمع بين الإثنين، فإن كان الممثل العربي يحقق للمنتج مبيعات عالية، فمن الممكن الإعتماد عليه لتحقيق هذه المبيعات، ولكن بوضعه مقابل ممثل لبناني، وهو الأمر الذي يعطي فرصة للأخير بأن يحقق إنتشاراً عربياً، وأن يُطلب مجدداً.
أصبحنا نلاحظ أن أي حدث يقع يتعلق بشخص لبناني وآخر سوري، تأخذ القضية أبعاداً عنصرية، كما حصل بحادثة سرقة منزل الفنانة نانسي عجرم، أو بقضية الممثل اللبناني والسوري، لماذا برأيك؟ هل السوشيال ميديا هي السبب؟ أم هناك من يستغل الموضوع؟
أولاً، أريد أن أقول لإخواننا السوريين، أن لا يأخذوا هذه الأمور بطريقة إستفزازية، وليس هناك من عنصرية في الموضوع، نحن نحبكم، ونحن نعتبر أننا وإياكم اخوة وأصحاب، ولا تفرقة لدينا ولا عنصرية أبداً، وأنا أعلم أن لدي جمهوراً كبيراً في سوريا يحبونني وأنا أحبهم.
ونحن كممثلين لا نقول إننا لا نريد السوريين أن يعملوا معنا أو عندنا، بل على العكس، ونحن أيضاً نحب أن نكون معهم، ولكن نحن ندافع عن وجودنا من دون التهجم على أحد.
وفي ما خصّ حادثة منزل نانسي عجرم، فأنا لم أتابع الموقف بشكل مباشر، ولكن أقول إنه هناك قضاء يتولى القضية ويحقق فيها وفي النهاية هناك إنسان دخل إلى منزل عائلة هم أيضاً بشر ولديهم أطفال، ودخل من أجل السرقة، وهنا لا علاقة للجنسية بالموضوع، فقد كان من الممكن ان يكون من جنسية غير سورية.
ماذا بالنسبة للسينما؟
مطروح عليّ فيلم عالمي، وما زال قيد الدرس، وقريباً سأعلن عن الموضوع.
كيف تقيّم سنة 2019 عليك؟
بالطبع لم تكن سنة جيدة على اللبنانيين، ولكن بالنسبة لي الأمر الوحيد الجيّد والجميل أنني رزقت بإبني الرابع، ولكن على الصعيد العملي والوطني والبلد ككل لم يكن جيداً أبداً.
وما هي أمنيتك لعام 2020؟
لا أتمنى سوى كل الخير للبنان والعالم العربي، وأنا دائماً أقول إن اللبناني غير معتاد على "القلّة" و"البهدلة"، بل هو يحب الحياة والرفاهية والسفر وغيرها من الامور، فأتمنى البحبوحة للجميع، وأن يكون لدينا دولة، وأن نشعر بالأمان والإستقرار.