تفرّد بلونه وأسلوبه الخاص في الغناء، هو فنان متمكن صاحب صوت مميّز وأغنيات تصل للجمهور منذ إنطلاقته في عالم الفن، في كلّ فيديو كليب يقدّم فكرة ورسالة إنسانية واضحة تهم الناس بعيداً عن الإستعراض، ويعتمد البساطة والعفويّة، وهذا يتناسب مع اللون الذي يؤديه.
الفنان ربيع الأسمر يتحدث في هذه المقابلة مع موقع "الفن"، عن أعماله الجديدة ومواضيع فينة أخرى.
ماذا عن أغنيتك الجديدة "سم الموت"؟
الأغنية من كلمات عامر لاوند، ألحان صبحي محمد، وإخراج سامر محمود، وموضوعها مميّز جداً وهو وجداني، وكنت سعيداً جداً بالأصداء الأولية عنها، والبعض عندما سمعها تأثر بها وهنؤوني عليها، وأوجّه تحية لشمس الأغنية الفنانة نجوى كرم التي قالت إنها تحب صوت ربيع الأسمر بالإضافة إلى البحة الغريبة التي أتميز بها، وأنا أقول لها هذه شهادة أفتخر وأعتز بها.
كيف كانت أصداء أغنية "شمس الهيبة"؟
لاقت الأغنية إقبالاً كبيراً في لبنان والعالم العربي، على الرغم من أن موضوعها يتحدث عن أوضاع المناطق الحدودية في لبنان، وكان الإختيار مع المخرج بلال زيبارة أن تكون الصورة والمشاهد مطابقة لتفاصيل الأغنية.
على أي أساس تختار مواضيع أغنياتك؟
أختار أغنياتي بطريقة دقيقة حتى تصل رسالة معينة إلى الجمهور، وأنا ضد الإستعراض لأنني فنان أحرص على الفكرة التي تدخل بشكل جيد إلى بيوت الناس، ومن خلال أعمالي طرحت الكثير من المواضيع مثلاً عن مرضى السرطان والمدمنين على القمار، ولهذا سأبقى أختار المواضيع البناءة.
وهل من الممكن أن نرى ربيع الأسمر يؤدي لوناً غنائياً مختلفاً عن الذي عرفناه فيه؟
دائماً أنوّع بإختياراتي والألوان الغنائية، فمثلاً غنيّت "قلبي داب" وهي لون إستعراضي والـ"ستايل" مختلف، كما غنيّت "بعالي الصوت" وهي رومانسية بالإضافة الى اللون الشعبي، ولذلك على الفنان أن يقدّم مختلف الألوان حتى يحقق النجاح المطلوب، لأن ليس كل الناس تحب لوناً غنائياً واحداً.
هل ترى أن معيار نجاح الأغنية بات فقط على مستوى نسبة المشاهدة عبر "يوتيوب" ومواقع التواصل الإجتماعي؟
النجاح يتضمن عملاً جيداً والحظ، وهناك الكثير من الأعمال الجيدة التي لم يحالفها الحظ، في مقابل أعمال أقل من المستوى وكان لها الحظ في النجاح.
وعن نسبة المشاهدات فهي ليست معياراً، مع أنها أصبحت الآن أساساً مثلها مثل الفيديو كليب، الذي أصبح عنصراً مهماً في نجاح الأغنية، وأيضاً لا أضع نسبة المتابعين عبر مواقع التواصل الإجتماعي كعنصر أساسي في نجاح أعمالي الفنية، لكن قد تكون شرطاً في الحياة العادية التي نعيشها بسبب التطور التكنولوجي.
مَن ينافسك في اللون الغنائي الذي تقدّمه؟
ليس لدي لون غنائي واحد هو مزيج من الألوان الغنائية، بين البدوي والجبلي بالإضافة إلى الشعبي اللبناني، وأعتقد أن لا أحد يختار اللهجة مع اللحن والقرار والجواب الذي أغنيه بطريقتي الخاصة، وهذا بشهادة الكُتّاب والملحنين، الذين يعرفون أن لا منافس لي في اللون الغنائي الذي أقدّمه.
كيف تنظر إلى مستوى الفن في لبنان؟
الفن في لبنان مصاب بمرض كبير، لأن ليس هناك طبيب مختص ولا رقابة والنقابة غائبة، وهذا يزعج كثيراً لأن اللبناني بات يسمع أي شيء يعرض على الشاشات وللأسف وصلنا إلى هذا المستوى فأصبح المسرح أرضاً للمعارك، وأطلب من كل الفنانين أن يضعوا الأمور الخاصة جانباً ويلتفتوا إلى فنهم، فلا داعي للكلام القاسي، لأن مهمتنا أن نسعد الناس ونقدّم لهم فناً راقياً.
كونك من بعلبك، ما هو رأيك بأغنية "راسي بعلبكي" التي قدّمها عباس جعفر؟
تحية الى عباس جعفر وكل أهل بعلبك، وأعتبرها طرفة وليست أغنية، وهي نوع من الكوميديا وقدّمها عباس لإضحاك الناس، لكن بالطبع لا يمكن أن أقيّمها من الناحية الطربية.
أين ربيع الأسمر مما يجري حالياً في لبنان؟ وهل أنت مع "الثورة"؟
لبنان دائماً على المحك وهو ساحة للتجارب بين الدول، الله يحمي لبنان وشعبه من كل العوارض الداخلية والخارجية. أنا طبعاً مع الثورة ومع الناس التي تطالب بحقها، وفي التاريخ دائماً مطالب الناس محقة، لكن أن تكون هذه المطالب لها أجندات خارجية فأنا ضدها، ولا أبرئ الزعماء في لبنان وعليهم أن يقفوا مع حقوق الشعب.
وعلى الناس المنتفضة في الشارع أن لا تعطي الذرائع حتى تتحوّل هذه المطالب المحقة الى أخطاء، وأنا كنت ضد قطع الطرقات وحرق الدواليب، كي نصل الى مطالبنا بالشكل الصحيح، وعلى الجميع الصبر حتى نيل هذه الحقوق وليس لدينا "عصا موسى" كي نغيّر الوضع بشكل جذري، كما لا بد من إحداث تراكم في عملية التغيير حتى نصل الى بر الأمان.