أثارت حادثة إقتحام منزل الفنانة نانسي عجرم وزوجها الدكتور فادي الهاشم بقصد السرقة وقتل المعتدي ردود فعل متباينة بين من أكد أن الهاشم لم يقم سوى بما كان أي شخص مكانه سيقوم به، ألا وهو الدفاع المشروع عن النفس خصوصاً بعدما دخل السارق غرفة بناته مهدداً.
فيما حلل آخرون بأن إطلاق أكثر من 15 رصاصة بقصد الدفاع عن النفس أمر مبالغ فيه، وهناك من قال إن الشاب يعمل في حديقة منزل نانسي عجرم وأنه ذو سمعة جيدة، وأن مستحقات مالية له كانت بحوزة أحد الحراس العاملين ولم يتم تسديد المبالغ المترتبة له، متهمين الدكتور فادي بأنه المعتدي وأنه تقصد قتله مع علمه بأنه لا يحمل مسدساً حقيقياً، وأن الشاب كان ينتظر في حديقة منزل الهاشم لأكثر من 5 ساعات ليطالبه بالمال الذي له في ذمته، من دون أن يُسمح له بمقابلته قبل إقتحامه المنزل.
وهنا يجدر القول، لو أن هذه الفرضية كانت صحيحة، ومهما علا شأن فادي الهاشم ونانسي عجرم، فلا يمكن لجريمة قتل إجتمعت فيها هذه العوامل التي إدعى كل من إتهموه بها أنها توافرت، أن يفرج عن مرتكبها في القضاء ويترك، إذ إن الوقائع ثابتة بأن من إقتحم المنزل، نفذ الموضوع على غفلة من ساكنيه، وهذا ما تبينه فيديوهات كاميرات المراقبة بدليل أن بنات فادي ونانسي كن نائمات وكان الأبوان يرتديان البيجاما، وتم الأمر في وقت متأخر جداً، فمن يريد أن يطالب بمال لا يحضر في هذه الساعة لو كانت أخلاقه حميدة وسمعته جيدة، ولكان كشف عن وجهه ولم يخفه، ولما إضطر ليشهر مسدساً ولو خلبياً في وجه عائلة مشغليه، على فرضية إذا كان الأمر كذلك.
وأي أب يشاهد شخصاً يقتحم منزله بهذه الطريقة ويهدده ويدخل غرفة بناته، يعتبره الأب خطراً كبيراً، وقد يكون ينوي هذا الشخص الأذية بالفعل وليس الأمر مجرد تهديد، لذا أبسط حقوق صاحب المنزل التي يكفلها القانون هي الدفاع عن نفسه وعن عائلته بأية وسيلة، وما كان أمام الدكتور فادي سوى المسدس، وبالطبع في لحظة انفعالية قد لا يكون مسيطراً على نفسه ليحسب كم رصاصة أطلق وأين أطلقها.
لذا فلتسكت الأفواه الحاقدة التي بدأت تروج لفكرة أن لبنانيا قتل سورياً لمجرد أنه سوري، فالمعتدي لا هوية له ولا دين ولا أخلاق، وهذا لا يعني أن كل السوريين معتدون أو كل اللبنانيين شرفاء، ودعوا هذه العائلة وشأنها، وربما نانسي وعائلتها يدفعون ضريبة السعادة والنجاح، ونعمة المال التي وهبها الله لهذه العائلة لا تستدعي كل هذا الكره والغيرة وتشويه السمعة التي تتعرض لها.
فادي الهاشم رجل مقدام شجاع وأب حامٍ لبناته، وزوج لا يمكن أن نصفه إلا بالسند والرجل الحقيقي، ولا يجوز التجريح قبل إنتهاء التحقيق وصدور الحكم النهائي.