إعتدنا على شاشة LBCI وخلال فترة الاعياد المجيدة، أن تقدم حلقات إستثنائية من برنامج "مطرحك" الذي يعده ويقدمه النجم الذي يشع إنسانية ومحبة طارق سويد.
هذا الرجل الاستثنائي في الاعلام، في زمن جوع الشهرة ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي، أعد حلقة مصورة منذ حوالى السنة ونصف السنة من برنامج "مطرحك" استضاف من خلالها الفنانة النجمة ماريتا الحلاني لتحل مكان صبية من عمرها من جرد صنين، وتقوم بالمهمات التي تقوم بها هذه الصبية.
التناقض سيد الموقف في هذه المعادلة الاجتماعية، بين صبية نجمة توفرت لها كل مستلزمات الحياة السعيدة والهنيئة، وبين فتاة تعيش بمعزل عن الحياة الاجتماعية بعيدا عن بهرجة الاعلام ومواقع التواصل، مكتفية بجمع السماد وفرزه لبيع ما تيسر منه.
ماريتا الحلاني ورغم حياة الترف التي تعيشها، هي بنت بيت، وتدرك جيدا قيمة التعب والنضال والأمرين الذي تذوقه والدها النجم عاصي الحلاني ليحقق النجومية الكبيرة، ويوفر لها الحياة الهنيئة.
ماريتا الحلاني التي تراقب والدها عن كثب، وهو إبن البقاع إبن الارض، كيف يهتم بنفسه بمزرعته التي يملكها في منطقة الحلانية، ويعتني بجواده وأرضه بأدق التفاصيل، خاضت هذه التجربة لتكسب رهان الانسانية والاحترام لكيان الانسان مهما كان العمل الذي يمارسه في الحياة ليحصل على لقمة العيش.
قررت ماريتا أن تخوض هذه التجربة رافضة الإستسلام، رغم صعوبة المهمة... تعبت، وإستسلمت أحياناً، وأصيبت بالمرض بسبب البرد القارس في تلك المنطقة الجبلية، لكنها أصرّت أن تكبر بنظر الانسانية وبنظر والدها، وأن تعود إلى تلك الحياة البدائية لتجمع روث الحيوانات وحليب الابقار والماعز وتتجرد من كل مباهج الحياة، وتكون مثالاً في الانسانية والمحبة، وتقدم صورة مؤثرة لبنات جيلها، مقوماتها الانسانية والرحمة وإحترام الإنسان، بعيداً عن طبقته الإجتماعية وطبيعة عمله... لنقولها بالحرف الواحد إن الانسان بإنسانيته ونضاله في هذه الحياة اللعينة، وليس في ماله وشهرته.
ماريتا الحلاني لم تخذل من يحبها، فهي كما نشاهدها ونتابعها بأبهى حللها، أظهرت تواضعاً موروثاً في جيناتها من والدها النجم عاصي الحلاني، ووالدتها ملكة جمال لبنان السابقة كوليت بولس التي ربّت إبنتهما على تقدير نعم العيش ومساعدة الآخر.
تثبت ماريتا الحلاني مرة جديدة أنها حقيقية وبعيدة عن زيف الشهرة، ويثبت طارق سويد أنه ليس فقط إعلامياً بارعاً وممثلاً موهوباً، إنما مشروع إكتمل في الانسانية.
