هو نجم ستار أكاديمي وصاحب الرؤيا التي راودته مراراً عن أنه سيموت في حادث سير وسيكون حينها جالساً بقرب السائق، وهذا فعلاً ما حدث، توفي رامي منذ حوالى التسعة أعوام وصدقت الرؤيا، ولكن المصري محمود شكري، زميل رامي في ستار أكاديمي، أنكر أنه هو من كان يقود السيارة، وقال إن رامي هو من كان يقودها.
ربما نجح شكري ووالده في إخفاء الحقيقة، وساعدهما في ذلك عدم التعاون جدياً من قبل المسؤولين اللبنانيين في هذه القضية، لإظهار الحقيقة، ولكن عدالة السماء تبقى أهم من عدالة الأرض، والرسالة التي تركها رامي لم تتوقف بعد موته، بل هي مستمرة، وهي تمجيد الله والعمل بوصاياه، وهي حاضرة في الرسيتالات الدينية التي تقيمها عائلته، مرتين أو ثلاث سنوياً.
"ميلادك ثورة حب" هو الرسيتال الذي أقامته عائلة رامي الشمالي في كنيسة القديسة رفقا في سهيلة رنّم خلاله شقيق رامي شادي الشمالي، وصديق العائلة جان إيف راضي، بمشاركة عازف البيانو نيكولا الدكاش وعازف الإيقاع كابي الحصواني.
قدمت الرسيتال رئيسة التحرير هلا المر التي قالت :"أبدأ تقديم الرسيتالات دائماً بعبارة القديس شربل "المجد لله"، خصوصاً في ظل قطع الطرقات وإشعال الإطارات خلال التظاهرات، لأقول لكم إن القديس شربل والقديسة رفقا والقديس الحرديني والأب بشارة أبو مراد وكل القديسين الموجودين في لبنان، هم هنا ليحموا لبنان، وكل الشهداء الذين ماتوا فداء عن لبنان، دمهم يغذي لبنان لنعيش بأمان، لا تخافوا، إجعلوا قلوبكم مليئة بالرجاء والسلام، لأن الرجاء وحده هو الذي يخلص الإنسان، الرجاء طبعاً بسيدنا يسوع المسيح، وأملنا بالغد، وثقتنا بكلمة العذراء مريم أنها بمسبحتها تسيّج لبنان".
وأضافت :"ميلادك ثورة حب هو عنوان رسيتال اليوم، وللحقيقة عندما جاء يسوع قام بثورة حب، ثورة من دون قتل ودم ومشاكل وجروحات، وهي التي تنتصرفي البداية والنهاية، واليوم في هذا الرسيتال سنثبت أكثر ثورة الحب التي نحملها في قلوبنا وعيوننا".
وتابعت المر :"أنا كإعلامية تعرفت على رامي الشمالي، واليوم بعد مرور تسع سنوات على غيابه، جئت لأقدم له لحظة حنان ووفاء، منذ تسع سنوات توفي رامي بحادث سير، وقبل أن يتوفى رامي كان قال لأستاذه ميشال جبر إنه حلم بأنه سيتوفى بحادث سير وسيكون في السيارة جالساً بقرب السائق، وهذا فعلاً ما حدث، ولكن رامي لم يمت مرة واحدة، بل مات مرتين، مات حين توفي، ومات حين قرر محمود شكري أن رامي هو من كان يقود السيارة، والدة رامي قالت إنها تسامح محمود إن إعترف بالحقيقة، وهذا عمل بطولي، ولكن إذا كان رامي توفي مثلما تموت حبة القمح في الأرض لتكون هناك سنبلة فيها عشرات حبات القمح، فيصبح رامي الحياة مثلما تقول القديسة تريزا الطفل يسوع :"أنا لا أموت بل أدخل الحياة"، رامي دخل الحياة، وهو شفيعنا في السماء، وهو النجمة التي ترشدنا إلى مغارة يسوع، إن أضعنا مرة هذه المغارة".
وأضافت :"أرى رامي في عيون شقيقيه شادي وناجي، وفي عيني جان إيف، وعيني والدته كوليت التي أطلب منها أن تكف عن البكاء، فالعذراء مريم عانت مثلك عندما شاهدت إبنها معلقاً على الصليب ويموت شاباً، وكان تدرك كم يتعذب، ولكن رامي موجود الآن في مكان لا وجع فيه ولا بكاء، أطلبي شفاعته ليخلص لبنان ويخلصنا جميعاً من هذه الأزمة الكبيرة".
وختمت المر :"بدأ رامي رسالته بتمجيد الله منذ أن كان صغيراً، وذلك قبل أن يقرر أن يصبح فناناً، فحمل رسالة المحبة، وأنا كإعلامية أدرك جيداً مدى صعوبة أن يرنم الفنان لأنه تتم محاربته لأنه يحمل صليبه وينشر ديانته المسيحية، ولكن رامي لم يكترث للمحاربة لأن ثقته كانت كبيرة جداً بيسوع، وسلم هذه الأمانة لشادي وناجي وجان إيف ليكملوها، وهم لازالوا يحملونها بكل إيمان وفرح". ثم أطل شادي وجان إيف، اللذان أبدعا في الترنيم، ونقلانا معهما بصوتيهما الرائعين، إلى حيث المحبة والسلام، كما قدما تأملات روحية مميزة.
وتضمن الرسيتال الترانيم والأغاني الميلادية الآتية: بضيعة زغيرة، عيّد الليل، سبحان الكلمة، عم صليلك، طوباكِ مريم، عمانوئيل، يا هالطفل النايم، المجد لك أيها المسيح، كان يا ما كان، هلّل هلّل، ضوي يا نجوم، بميلادك يا ربي، أرسل الله جايي الليلي يسوع وWhite Christmas، إضافة إلى ترنيمة شادي الجديدة "العيلة السعيدة".
ومفاجأة الرسيتال كانت ترنيمة "مورانتاه"، التي أثرت بنا كثيراً وشعرنا بأن صوت رامي قادم من السماء لأنه أداها بإحساس عالٍ جداً وخشوع كبير.
موقع "الفن" الذي كان حاضراً، عاد بهذه اللقاءات الخاصة.
والدة رامي السيدة كوليت الشمالي قالت :"الهدف من هذه الرسيتالات هو أن يبقى شقيقا رامي، شادي وناجي، سائرين على خطى رامي، وهذه المرة صودف أن ناجي لم يشارك في الترنيم لأنه مسافر، ولكن جان إيف الذي يشارك معنا دائماً، رنم اليوم أيضاً، وأنا أريد أن يبقى ولداي من أولاد هذه الكنيسة، وطبعاً رامي يريد ذلك، لأن ناجي في البداية لم يكن يملك صوتاً جميلاً، ولكن عدنا وتفاجأنا بأن صوته أصبح جميلاً، وهذه نعمة من الرب، وشادي هو الذي إختار هذا الإسم للرسيتال لأننا أحببنا أن يكون هناك حب بعد هذه الثورة الحاصلة في لبنان".
وأضافت :"رامي موجود معنا وفي حياتنا، وغرفته التي كان يحب أن يرتبها لازالت كما هي، ونحن نلمسه بالروح في أية خطوة نقوم بها، ولكني كأم أشتاق أن أحدثه ويحدثني، وخصوصاً في هذا العيد والذي هو أجمل عيد، تكون لدي غصة صغيرة".
وعما إذا كانت تشعر بأن الإعلام لم يعطِ قضية رامي حقها وبأن القضاء لم ينصفه، قالت الشمالي؟ طبعاً أشعر بذلك، وزير الداخلية السابق زياد بارود هو أكثر مسؤول تواصل معي، ملف رامي كان لدى رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان وأخفاه عنا، وعدت وحصلت على الملف بواسطة أحد الأشخاص، بعد أن وعدنا الرئيس بأن حق رامي لن يضيع وبأنه سيهتم بالقضية، في إحدى المرات أبلغني الوزير بارود، بعد أن إطلع على ملف رامي، بأنه سيطلب موعداً من وزير الخارجية جبران باسيل لنذهب إليه سوياً ونتحدث معه في القضية، لكن باسيل لم يعطنا موعداً، وأنا في النهاية تركت حق إبني بين يدي ربنا لأن العدالة عنده، لم يعد يهمني أي مسؤول لأني أصبحت قوية جداً بإيماني، وواثقة من أن إبني قديس، وهو عاش القداسة على الأرض، لم تعد تهمني عدالة الأرض لأنها لن تعني لي شيئاً بوجود عدالة السماء".
وعن نجوم ستار أكاديمي الذين كانوا في دورة رامي والذين لازالوا يتواصلون مع العائلة، ذكرت الشمالي الفنانة العراقية رحمة رياض والفنان اللبناني ريان عيد.
وختمت :"أقول لرامي إني أحبه جداً وإشتقت إليه كثيراً، هو يعلم أنه عندما تنهمر دموعي فهذا يعبر عن مدى إشتياقي له، ربما رامي يستأهل أن يكون بقرب الرب، ولكني أحبه وأشتاق له، وأنا بحاجة له في كل لحظة وكل دقيقة".
شادي الشمالي قال :"تخصصت في دراسة الموسيقى في جامعة الروح القدس في الكسليك، وكان شقيقي رامي الداعم الأكبر لي، وهو دائماً إلى جانبنا، أنا شقيقه الأصغر وهو يكبرني بعشر سنوات، وأذكر كل شيء معه، كان يدرسني وكنت أحيانه أعذبه، وكان يدللني".
وأضاف :"بدأت الترنيم بعد عام من وفاة رامي، وكل عام نحيي رسيتالين أو ثلاثة رسيتالات، على عيد الميلاد وعيد الفصح وعيد السيدة العذراء، وكنت أرنم في كل هذه الرسيتالات وكذلك شقيقي ناجي، وكان يرافقنا دائماً نيكولا على البيانو وكابي على الإيقاع، ولكن هذا المرة ناجي موجود خارج لبنان، وسيشاركني في الترنيم جان إيف الذي كان معنا منذ بداية الرسيتالات".
وعن ترنيمة "العيلة السعيدة" قال :"هذه الترنيمة من كلماتي وألحاني، وهي من ضمن ألبوم عيد الميلاد سأطرحه في عيد الميلاد من العام المقبل".
وعما إذا كان سيطلق أغنيات خاصة به، قال :"بدأت العمل على أغنية خاصة، ولكن قبلها سأصدر أغنيات Covers لكي يتعرف عليي الناس أكثر".
وختم شادي حديثه مع موقع "الفن" قائلاً :"الترنيم هو أمر مهم جداً بالنسبة لي، مع أني وضعت خطة كبيرة لعملي في الموسيقى، ولكن لو مهما كبرت شهرتي، لن أتوقف عن الترنيم، فأنا أشعر بسعادة كبيرة حين أرنم، تفوق سعادتي حين أغني".
جان إيف راضي الذي يقدم برنامج "نور جديد" عبر قناة نور الشرق، ويتضمن فقرات عديدة، منها فقرات دينية وثقافية وإجتماعية، وعمل في أكثر من Production House، قال :"أنا أفضل أن أرنم أكثر من أن أغني، وقدمت Jingles منها لكاريتاس وللفرسان والطلائع ولأكثر من جمعية دينية، ولدي ترانيم خاصة، أنا أكتب وألحن، وأشارك قليلاً في التوزيع الموسيقي لأني درست الموسيقى".
وعن علاقته بعائلة رامي الشمالي، قال :"آل الشمالي هم مرجع بالنسبة لي، فثلما ألجأ إلى عائلتي بمشاكلي وهمومي، كذلك ألجأ إلى عائلة الشمالي، وأنا تعرفت على العائلة خلال لقاء صلاة بعد وفاة رامي بفترة صغيرة، وأصبحت هناك علاقة صداقة بيني وبين العائلة، وهذه العلاقة مستمرة".
وأضاف جان إيف :"في رسيتالات هذه العائلة أشعر بأن رامي هو من يقدم لنا ولسنا نحن من يقدم له، وحين أصلي وأرنم أقول له "إجعل الناس تتعلم منا، ومن خلالك أنت، كيف نوصل المسيح، رغم كل الأمور التي تقدم لنا في المجتمع، وليس أن نوصل أنفسنا"، فالمسيح هو الهدف ونحن الوسيلة، وهذا ما تعلمته من رامي الذي كان يوصل المسيح في كل الأماكن التي كان يتواجد فيها".