ممثل سوري - فلسطيني، كان أحد أبرز مؤسسي المسرح الوطني الفلسطيني في دمشق منتصف القرن العشرين، وهو قبل ذلك وبعده أحد الوجوه التلفزيونية التي لا ينساها المشاهدون حتى اليوم، من خلال الأدوار الكثيرة واللافتة التي لعبها في الأعمال الدرامية السورية منذ بداياتها، وهو الذي واكب الإنتاج الدرامي السوري، وعاش مراحل تطوره، وصولاً للإنتاج الكثيف والناضج فنياً.
ولد الممثل يوسف حنا في الرامة قرب عكا في فلسطين، أثناء الانتداب البريطاني في 11 آذار/مارس عام 1941، وتوفي باكراً في الأول من كانون الأول/ديسمبر عام 1993، بسبب مرض عضال عن عمر ناهز الـ 52 عاماً.
كان والده يعمل مدرساً في مدارس عكا، وبعد النكبة عام 1948 إنتقل إلى سوريا عندما كان عمره 7 سنوات، وفي دمشق تلقى علومه حتى المرحلة الجامعية ودرس الأدب الإنجليزي.
مسيرته الفنية
أما بالنسبة لمسيرته الفنية، فقد ظهر ولعه بالسينما والمسرح منذ يفاعته، ويعتبر أحد أعلام المسرح الجاد في سوريا.
إشتهر يوسف حنا بأدوار البطولة في "المسرح القومي" على مدى عشرين عاماً، وقدم العديد من العروض منها "ماكبث، زيارة السيد العجوز، رحلة حنظلة، رقصة التانغو" وقد لعب فيها أدواراً تراجيدية وكوميدية.
وقد إمتاز منذ بداياته وحتى آخر أعماله بالحيوية والعنفوان، وتقلب في أداء الأدوار المختلفة حتى بلغ من عمر مشواره الفني آخر المحطات بين عامي 1961-1963، حين شارك في فرقة "ندوة الفكر والفن" إلى جانب رفيق الصبان مخرجاً، وصلحي الوادي مؤلفاً موسيقياً فضلاً عن كبار الممثلين منهم منى واصف وهاني الروماني وأسامة الروماني، وقدموا خلال هذه السنوات ثلاث مسرحيات وهي "انتيفوانا، تاجر البندقية، طارطوف"، وبعدها انتقل إلى فرقة المسرح مع سعد الله ونوس وعلاء الدين كوكش وهاني الروماني ابتداءً من عام 1966، وإستمر ست سنوات قدم خلالها مسرحيات عديدة، كما عمل يوسف حنا مع الفنان الكبير دريد لحام خلال مسرح "الشوك وأسرة تشرين"، ولعب أدواراً مهمة في مسرحيتي "كاسك يا وطن" و"شقائق النعمان".
بدا يوسف حنا ممثلاً بارعاً في الدراما التلفزيونية، لا يحتاج إلى جهد كبير لتقمص أية شخصية، فلقد اختار أدواره بتمعن وامتلك أدواته بشكل صحيح .
عمل على خشبة المسرح، وشارك في عدد من الأفلام السينمائية السورية، وبعض الأفلام المشتركة المصرية – السورية. ومع ذلك يتذكره المشاهد العربي في دوره اللافت مع دريد لحام في مسرحية "شقائق النعمان"، وأيضاً من خلال دوره الجميل فـي مسلسل "الدغري"، والذي أطلق خلاله طاقات تمثيلية جمعت الصدقية بتعبيرية الأداء البسيط.
أخلص لفنه
يوسف حنا هو من جيل الفنانين الفلسطينيين والسوريين الذين بدأوا التمثيل في زمن الهواية، فأخلصوا لفنهم، وعاشوه باعتباره الوجه الأهم والأجمل لوجودهم على قيد الحياة، إذ ظل حتى اللحظة الأخيرة من عمره القصير مسكوناً بالفن، يحلم بأدوار جديدة في أعمال أهم وأجمل من تلك التي أنجزها.
ينتمي إلى عائلة فنية وأدبية متميزة، فهو إبن شقيق الشاعر نقولا حنا، وشقيق الكاتبة أمل حنا، وابن عم الممثل رامي حنا والكاتبة ريم حنا.
أعماله
شارك في ما يقارب الخمسين عملاً درامياً، منهم "حارة القصر" عام 1970 و"أولاد بلدي" عام 1971 و"انتقام الزباء" عام 1974 و"أسعد الوراق" عام 1975 و"حرب السنوات الأربع" و"بصمات على جدار الزمن" عام 1980 و"طبول الحرية" و"عز الدين القسام" عام 1981 و"حصاد السنين" عام 1985 و"غضب الصحراء" و"شجرة النارنج" عام 1989 و"الخشخاش" و"هجرة القلوب إلى القلوب" و"أبو كامل" عام 1991 و"الشريد" و"البديل" و"الدغري" و"اختفاء رجل" عام 1992.
وليوسف حنا مساهمات كبيرة في الفن السابع، وشارك في العديد من الأفلام المعروفة نذكر منها "رجال تحت الشمس" عام 1970 و"المخدوعون" عام 1972 و"المطلوب رقم واحد" و"وجه آخر للحب" عام 1973 و"راقصة على الجراح" عام 1974 و"حبيبتي يا حب التوت" عام 1979 و"قتل عن طريق التسلسل" عام 1982 و"الشمس في يوم غائم" عام 1985 و"شيء ما يحترق" عام 1993.