"على أمل" فيلم يتناول الواقع اللبناني اليوم إنطلاقاً من الثورة اللبنانية وما سبقها من أحداث وأزمات إقتصادية ومعيشية أدت الى التحركات الشعبية، هي قصة شاب لبناني يجسد شخصيته عارض الأزياء كريم الشاعر، يعيش مع والدته التي تقوم بدورها الممثلة اللبنانية أرزة الشدياق، يعيش قصة حب معقدة وصعبة مع حبيبته التي تقوم بدورها الشابة بشرى جرجس، وذلك بسبب وضعه المادي وتدهور ظروف البلد المعيشية.

هذا إضافة إلى ظروف عمله، فهو يعمل في مطعم يديره شريكان، الأول متعجرف يؤدي شخصيته الإعلامي اللبناني زكريا فحام، والثاني متفهم يؤدي شخصيته الممثل سمير عاشور، فتنشب بينهما خلافات بسبب تضييق فحام الخناق على الموظفين بسبب الوضع الإقتصادي، بينما يحاول عاشور التساهل معهم.

هذا ما يمكن أن نختصره مما حاولنا مشاهدته وفهمه من الفيلم، قدر المستطاع، إذ إننا للأسف لم نستطع إكمال المشاهدة حتى النهاية وذلك لعدة أسباب.

أقيم حفل إطلاق الفيلم يوم الأربعاء الماضي بحضور الممثل خالد السيد، الفنان سعد حمدان، الدكتور هراتش ساغبزاريان، الفنانة إليسار، وحشد من الممثلين والمهتمين وأهل الصحافة والإعلام.

لنبدأ من لحظة وصولنا، والتي من المفترض أن تكون مساحة يجب فيها تأمين الراحة والإمكانية للصحافيين والإعلاميين الحاضرين كي يجروا المقابلات الصحفية التي يرغبون بإجرائها، لكن الجو كان غير ملائم.

ثمّ وعند دخولنا إلى القاعة تمهيداً لبدء عرض الفيلم، لم تكن المقاعد منظمة وكانت هناك حالة من الهرج والمرج، فبدأنا نشعر فعلاً بأن الامور ليست بالمستوى المطلوب.

قبل إنطلاق العرض، كانت هناك كلمة لفحام تحدث فيها عن الفيلم والرسالة التي يريد إيصالها، وأخذت كلمته وقتاً طويلاً، وتحولت وكأنها خطاب يلقيه في إحدى ساحات الثورة، حتى بدأت أصوات الحاضرين تعلو ويتذمرون، كقول أحدهم "في عرض فيلم أو لأ"؟

وبعد إنتهاء فحام من كلمته، ألقى مخرج وكاتب الفيلم ياسر هاشم كلمة قصيرة، أشار فيها إلى الصعوبات التي واجهتهم خلال التصوير، إذ كان هناك تصوير حيّ ومباشر خلال التظاهرات.

ثمّ قدمت الفنانة اللبنانية رزان شارة الفيلم، ليتم بعدها تقديم دروع تقديرية لها وللممثلين المشاركين، وأخذ الصور التذكارية.

بعد كل هذه التفاصيل وما رافقها من أخطاء في التنظيم، حان وقت العرض وهنا كانت المصيبة الأكبر، إذ بدأت مع مشكلة في تشغيل الفيلم، أدت لتأخره أيضاً حوالى العشر دقائق، وبعد حلّها تنفسنا الصعداء لأن عرض الفيلم سيبدأ، وليته لم يبدأ.

أعتقد أنه من الصعب وصف ما كنا نشاهده، ولكن أقل ما يقال إنه بعيد كل البعد عن فكرة الإخراج الفعلي والمهني، من مشاهد وأحداث غير مترابطة، وتصوير غير متقن لناحية الإضاءة وزوايا التصوير والصوت، وهذا كله ترافق مع اداء ضعيف جداً لأكثر الممثلين المشاركين، بإستثناء أرزة الشدياق.

بإختصار وبعد كل هذا السرد، وعلى الرغم من أن هذا العمل هو إنتاج شخصي بميزانية بسيطة، وهذا ما أكده لنا كل الممثلين والقائمين على العمل الذين تحدثنا معهم، إلا أن هذا لا يبرر أن يخرج العمل بهذه الصورة غير الموفقة وغير اللائقة أبداً.

وكما قلنا سلفاً إننا لم نتابع مشاهدة الفيلم حتى النهاية وغادرنا الصالة، علمنا لاحقاً أن الممثلة أرزة الشدياق غادرت القاعة أيضاً قبل إنتهاء عرض الفيلم بسبب إستيائها من المستوى الذي تم عرضه، ليلحق بها الإعلامي زكريا فحام والفنانة رزان، هذا إضافة الى بعض الحضور الذين كانوا بدأوا بالمغادرة قبلنا حتى.

وتعليقاً على الموضوع كان لنا إتصال مع أرزة للوقوف أكثر على رأيها، إذ أعربت عن إستيائها الشديد لما خرجت به صورة الفيلم، مشيرةً إلى ندمها لأنها شاركت فيه.

وقالت إن مشاركتها جاءت إنطلاقاً من رغبتها في دعم المواهب الشابة، والرسالة التي يتمحور حولها الفيلم، لكنها لم تكن تعلم أن المستوى سيكون بهذا الشكل، وأضافت أنه كان الإتفاق معها لتكون ضيفة شرف في العمل، وخلال التصوير الذي إستمر يوم واحد فقط، إستغربت من طريقة التصوير، وحاولت الإستفسار من المخرج فقال لها إن الفيلم سيكون على هيئة برامج الواقع.

وعما إذا كانت تقبل بعرض الفيلم للجمهور، قالت أرزة إنها لا تستطيع مقاضاة المخرج، كونها لا تريد أن تقطع برزقه، وكل ما تستطيع فعله أنها إستنكرت وتبرأت من الفيلم.

وخلال العرض كانت لنا هذه المجموعة من اللقاءات.

الإعلامي زكريا فحام قال :"أنا لست ممثلاً، وأعتبر نفسي في هذا الفيلم دخيلاً على الفن، إذ كان لي تجارب تمثيلية سابقاً وبطولة في عدة أعمال، ولكن اليوم أنا إعلامي".

وأضاف أن مخرج الفيلم إلتقاه وقال له إن الدور يليق به، وقال :"ما تشاهدونه لا يعكس شخصيتي أبداً، فأنا لست عصبياً ولئيماً".

وعن المخاطرة بإطلاق الفيلم في هذا الوقت الحساس، قال :"فعلاً هي مخاطرة كبيرة في ظلّ الثورة، ولكن أحببنا أن ننقلها من الشارع إلى السينما، وأنا متأكد من أن الفيلم سينجح لأنه يجسد واقعا أليماً".

الفنانة رازن أعربت عن سعادتها بتقديم شارة الفيلم، مشيرةً إلى أنه يحاكي الواقع اللبناني اليوم، وتحديداً قلة فرص العمل، والشاب الذي لا يستطيع أن يتزوج، والمريض الذي لا يستطيع شراء دواء.

مخرج الفيلم ياسر هاشم قال إن مخاطرتهم بعرض الفيلم في هذا الوقت تشبه ورقة اليانصيب "يا بتصيب يا بتخيب"، مشيراً إلى أن الإخراج كان متواضعاً جداً.

بطل الفيلم كريم الشاعر قال إن الفيلم يحكي عدة مواضيع، منها الفساد والزواج المدني، وأضاف :"إخترت الدور ليس على أساس أنه دور مركب، هو دور يشبهني كثيراً، ولا نبغي الشهرة والكسب المادي من هذا الفيلم، بل الهدف إيصال رسالة للجيل المقبل".