ولدت الفنانة ذكرى في 6 أيلول/سبتمبر عام 1966، وبدأت مشوارها الفني عام 1980 وقدّمت مسيرة مليئة بالنجاحات والأغنيات التي حققت إنتشاراً واسعاً، قبل أن تنطفئ نجوميتها بعد أن قُتلت على يد زوجها رجل الأعمال أيمن السويدي، ولم يبق منها إلا الذكرى الطيبة والأعمال التي لا تموت.
نشأتها
ولدتذكرىفي تونس، وتحديدا في منطقة وادي الليل، وهي أصغر اخواتها الثمانية، وهم توفيق، محسن، السيدة، سلوى، الحبيب، هاجر، كوثر، ووداد. وكانت ذكرى محبوبة جداً في المنطقة التي كانت تسكنها، أكان من قبل عائلتها أو الجيران، وكانت معروفة بحنيتها الكبيرة وحبها الكبير لوالدها، الذي تعودت أن تنام بين أحضانه منذ أن كانت طفلة.
بداية مسيرتها الفنية
بدأتذكرىمسيرتها الفنية منذ أن كانت صغيرة في المدرسة، وعلى عكس معظم العائلات المتحفظة، فوالدها كان يشجعها على الغناء بينما أمها هي التي لم تتقبل دخول إبنتها الى مجال الفن، وعلى الرغم من صغر سنها إلا أنها برزت بصوتها وبعدها صدمت بوفاة والدها، وبعدها بدأت والدتها بدعمها وجميع أخواتها.
مشاركتها في برامج هواة
في عام 1980 شاركت ذكرى في برنامج المسابقات "بين المعاهد" بأغنية "أسأل عليا" للفنانة ليلى مراد، وهي نفس الأغنية التي شاركت فيها بعد ذلك ببرنامج الهواة "فن ومواهب" عام 1983، وفازت بالجائزة الكبرى، عندها قرر عز الدين العياشي أن يضمها لكورال البرنامج.
أول أغنية والإنطلاقة الفعلية
في عام 1983 سجلتذكرىأول أغنية تم تلحينها خصيصاً لها، من قبل عز الدين العياشي "يا هوايا"، وبعدها أحيت أول حفلة لها في مهرجان قرطاج بتونس، وإنضمت بعدها إلى فرقة إذاعة والتلفزة التونسية بقسم الأصوات، وقابلت السيد عبد الرحمن العيادي، الذي لحّن معظم أغانيها بعدها.
أغنياتها
في مصر التقت ذكرى بالموسيقار هاني مهنا، والذي أنتج لها ألبومين وهما "وحياتي عندك" عام 1995 و"أسهر مع سيرتك" عام 1996، وفي عام 1997 طرح لها ألبوم "الأسامي"، وعام 2000 أصدرت ألبوم "يانا"، أما آخر ألبوماتها باللهجة المصرية كان "يوم عليك"، والذي طرح قبل وفاتها بثلاثة أيام.
ومن أشهر أعمال ذكرى باللهجة المصرية هي، "وحياتي عندك"، "مش كل حب"، "الأسامي"، "الله غالب"، "يا عزيز عيني"، "يوم عليك"، "بحلم بلقاك". أما على صعيد الخليج، فطرحت "التلاقي" 1997، "ذكرى 1" 1998، "ذكرى 2" 2002، "ذكرى 3" 2003، "وش مصيري" 2003، والأغاني "أعجبتني" 2004 (طرح بعد وفاتها)، و"تبقى ذكرى" 2004.
جمعتها علاقة حب مجنونة بزوجها
بعد وفاة ذكرى، صرحت الممثلة المصرية كوثر رمزي أن ذكرى كانت تجمعها علاقة حب كبيرة مع زوجها رجل الأعمال أيمن السويدي، والتي تحولت الى غيرة قاتلة.
وأضافت أن العديد من الاشخاص حذّرواذكرىمن شخصية زوجها، إلا أنها لم تكترث أبداً للتحذيرات التي تلقتها، وظلت معه وتدافع عنه وتقول أنه صاحب قلب طيب، لكن تصرفاته كانت تدل على أنه شخص غير موزون خصوصاً مع معجبيها، الذي لم يكن يتقبلهم ويحاول إبعادهم عنها، وكان يغضب حين تسافر لإحياء حفلات في دول عربية، لكن على الرغم من كل هذه الغيرة الكبيرة، لم يتوقع أحداً أن تكون نهاية حياتها على يد زوجها.
مقتلها
في ليلة 28 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2003، إنتشر خبر مقتلها على يد زوجها، والذي إنتحر بعد أن إرتكب جريمته، وأعلنت السلطات المصرية أن زوجها قتلها وقتل مدير أعماله بسلاح ناري، قبل أن يقتل نفسه.
وأشارت التحقيقات الى أن زوج ذكرى كان تحت تأثير الخمر حين قتلها، وأضافت أن كان هناك بعض الشكوك حول أسباب قيام الزوج بهذا الأمر.
كوثر رمزي الشاهدة الوحيدة على مقتل ذكرى
مقتلذكرىعلى يد زوجها، كان نقطة تحول كبيرة في حياة كوثر رمزي، فهي تُعتبر الشاهدة الوحيدة على الواقعة، وكشفت قبل ذلك تفاصيل الواقعة من خلال لقاء تلفزيوني، وقالت إنها فوجئت بزوج ذكرى يدخل المنزل، ثم بدأ الشجار بينهما، وطلب من كوثر أن تتركهما وحدهما للحديث عن أمور عائلية، بحسب ما قالت، وأوضحت أنها أخبرتهما بأنها ستذهب وتعود إليهما في وقت لاحق، ولكن هذا ما رفضته ذكرى بشدة.
وأضافت أن زوج ذكرى أمرها أكثر من مرة بأن تترك مجال الغناء، لأنه كان يغار عليها كثيراً، وكانت ترفض ذكرى هذا الأمر، وتابعت :"ذكرى كانت عارفة أنه مريض بالشك، وأنه كان بيشك في كل من حوله".
وأكدت كوثر رمزي أن حياة ذكرى أصبحت مليئة بالمشاكل المتكررة، والعنف من قِبل زوجها، حتى قتلها، لافتة إلى أنه كان يترك سلاحاً في منزلة دائماً، ولم تتوقع منه إطلاقاً أن يقتلها به.
ما علاقة جمال مبارك بمقتلها؟
قضية مقتل ذكرى ظلت غامضة، إلا أنه بعد سنوات إنتشرت أخبار حول إتهام عائلة ذكرى إبن الرئيس المصري السابق جمال مبارك في الجريمة، وفتحت القضية بعد حوالى 8 أعوام من مقتلها، من دون توضيح الأسباب، التي دفعت جمال مبارك إلى التورط في تلك الجريمة.
أما سبب تأخر العائلة في رفع الدعوى، فهو لأنها تعرضت لضغوط شديدة من قبل النظامين الحاكمين السابقين في مصر وتونس، لكن بعد سقوط نظامي محمد حسين مبارك وزين العابدين بن علي، شجع العائلة على إعادة فتح التحقيقات.