فنانة سورية شابة، لمن لا يعرفها فهي من أهم الأصوات التي تعمل بمجال الدوبلاج في الوقت الحالي لأفلام وثائقية وكارتون ومسلسلات هندية ومكسيكية، وفي الوقت نفسه تتمنى فرصاً تمثيلية جيدة تُخرج ما بداخلها من قدرات، وخصوصا أن التمثيل كان حلم طفولتها، شاركت بعدة أفلام بسوريا آخرها "تشيز" الذي سيتم طرحه قريبا، وفيلم آخر مع سيف الدين سبيعي، فضلا عن مشاركات متميزة بمسلسلات سورية من بينها "بقعة ضوء" و "دنيا".
.
هي الممثلة السورية نور الوزير التي تكشف لـ"الفن" عن جديدها، والمرحلة الفنية التي تعيشها حاليا، ورأيها بالنجومية وتحقيق الشهرة العربية والعمل بمصر، وعن مجال الدوبلاج والحب والفن وطموحاتها وتفاصيل كثيرة في اللقاء الآتي.
في البداية.. كيف كانت بدايتك الفنية؟
بدايتي الفنية كانت قبل 12 عاما حيث درست بمعهد "تياترو" وكانت تدرسنا مي سكاف، وحصلت على كورس معها لمدة عام ونصف العام، وللأسف لم يكن هناك مجال للدراسة بمعهد الفنون المسرحية لدراستي مجال آخر، وبحكم أنني أحب الفن فكان من الضروري أن أتعلم، ووالدي كان بالوسط الفني وشقيقتي الماكييرة نيرمين وزير، وكان حلمي أن أدخل مجال التمثيل، وحتى ولو أن حظي قليل بعض الشيء، ولكنني أعتز بالتجارب التي قمت بها.
وهل التمثيل كان حلم الطفولة أم أنه جاء بالصدفة ومن ثم تحول لشغف؟
التمثيل هو حلم الطفولة بالفعل ومنذ نعومة أظفاري كنت شغوفة بالدراما السورية التي عودتنا على القصص التي تلامس المجتمع السوري من خلال فنانين سوريا الكبار وكنت أتطلع لهم بذهول، وبالتأكيد هو حلم رافقني من` الطفولة وحينما وجدت فرصة ولو ضئيلة، إنتسبت فوراً لمعهد "تياترو" حتى ولو كان معهداً خاصاً، ولكن لأدرس التمثيل كي لا أبدأ في أمر لم أدرسه.
وما الجديد لديكِ من أعمال فنية خلال الفترة المقبلة؟
شاركت بأكثر من فيلم سينمائي وكان آخرها "تشيز" للمخرج وليد درويش، وفيلم من إخراج سيف الدين سبيعي، وقريبا سيتم عرض "تشيز" ومن بعده سيتم عرض الفيلم الآخر، وبالدراما حظي في هذا العام يبدو أنه بطيء وأنا أنتظر عروضاً جيدة، خصوصاً أن الموسم لم يفتتح بعد. وحتى ولو هناك مواسم دراما أخرى، دائما ما تكون خارج سوريا، ودائما ما يتجهون للممثل الأقرب للشركة واللوكيشن، وهذه مشكلة صعبة تضيع علينا الكثير من الفرص، وفي الوقت الحالي أنا أقضي معظم وقتي بالدوبلاج، وأعمل بأعمال كارتون ووثائقية وأعمال دراما تركية وهندية ومكسيكية وسجلت رواية بصوتي.
وما المعايير التي تعتمدين عليها في إختياراتك؟
الحقيقة أن قلة الفرص لا تترك لنا المساحة لتكون هناك معايير نقف أمامها، ولكن دائما نحاول أن تكون المعايير على الأقل تشبه مبادئنا وطريقة حياتنا ومجتمعنا، ولو بنسبة قليلة، وأن تكون الشخصية لها رسالة وتسلط الضوء على أشخاص مهمشين ومظلومين بالمجتمع، وتهمني جودة العمل، وأن يكون النص هادفاً وأن يكون للشخصية أثر بهذا النص من دون أن تمر مرور الكرام.
وبأية مرحلة فنية ترين نفسك في الوقت الحالي؟
أرى نفسي مبتدئة وأعمل بروح الهاوية، رغم تجاربي وحبي لها ولما قدمته لي، ولكني لا أعد نفسي من الفنانين الذين وصلوا، ولو لـ10% ممن يشعرون بأنهم قدموا ما يرغبون به، فمن الممكن أن تكون هناك عوامل مؤثرة في هذا الأمر، من بينها الوقت، والحظ يلعب دوراً في أن يؤمن بك مخرج أو شركة إنتاج لتُقدم لهم شيئاً ممتازاً، ومن الممكن أن تحدث هذه الإحتمالات، وأنا أنتظر فرصة جيدة بالوسط، وأتعلم من أي زميل سواء بالسينما أو الدراما، وأرى أنني مازلت في بداية الطريق وأنتظر الفرصة لإثبات نفسي.
هل ترغبين في تحقيق النجومية وإنتشار إسمك عربيا من خلال العمل بسوريا؟ أم ترغبين في الحضور
المصري واللبناني والعربي المشترك؟
الحقيقة ليس هناك أحد بالوسط الفني لا يحب النجومية، وأن يُعرف إسمه ويترك بصمته، فحينما أكون نجمة يحترمني كل الناس، فهذا يعني أنني تركت بصمة وأستطيع أن أتقدم وأنجز شيئاً،وأتمنى أن ينتشر إسمي عربيا بسوريا وخارج سوريا، وبالنسبة للأعمال العربية هي ظاهرة جيدة إستطاعت أن تجمع عدة شعوب عربية مختلفة في عادات وتقاليد تحت سقف عمل واحد، والأمر تحدٍّ في هذه النوعية من
الأعمال التي تظهر قدرات الممثل، وتمكنه من إثبات نفسه ليس ضمن بلده، بل بأي مناخ يتم وضعه فيه.
من قدوتك في التمثيل؟
لدي عدة أشخاص من عمالقة سوريا، منهم منى واصف ودريد لحام وأيمن زيدان وبسام كوسا، وهؤلاء أنظر إليهم، وأرى أنهم من وضعوا حجر أساس لكي نكمل بنفس المستوى، وفي فترة كانت الإمكانيات ضعيفة للغاية ولكنهم قدموا أعمالا جيدة للوطن العربي بأبهى صورة من دون أن تشتتنا وسائل التواصل الإجتماعي والمغريات في بعض الأعمال التي إتجهت للأمر الإستعراضي.
ولماذا مازلتِ تعملين بمجال الدوبلاج والذي قطعتِ فيه شوطا طويلا رغم العروض الأخرى الخاصة بالتمثيل؟
مازلت أعمل بمجال الدوبلاج أولاً لأنني دخلت إليه منذ فترة قصيرة وليست طويلة، ولم يكن لدي الوعي بهذا العالم، ولكن حينما دخلت هذا العالم وبالتحديد الوثائقي وجدت نفسي أؤدي بشكل صحيح، وهذا فن قائم بحد ذاته، وفرع من الفروع التي يمكن أن يلجأ لها الفنان، والدوبلاج هو عالم مستقل تماما يستحق الإحترام، فأنا لا أعمل فيه من أجل الماديات، بل أحب كل الشخصيات التي أقدمها وأندمج مع كل شخصية، وأحب أن أوصل طبيعة كل شخصية من خلال صوتي فقط.
هل ترين أن أنجح الأعمال بالدوبلاج هي سورية ولذلك تعملين بها؟ ولقد سبق وحقق مكسيم خليل نجاحا من خلالها ودخل الفن والتمثيل من هذه البوابة.
هناك حقيقة لا نستطيع أن ننكرها أن الأعمال الدرامية الأجنبية التي تمت دبلجتها بالسورية لاقت متابعة ورواجا، والكل أحب اللهجة السورية لأنها تصل الى كل اللهجات بسهولة وليست فيها صعوبة بالفهم، وبالتأكيد حينما يحقق فنانون كبار من شبابنا نجاحاً، فهذا يجعلنا نعمل من أجل النجاح على نفس دربهم، وطالما لدي صوت يسمح لي بأن أعمل بهذا المجال فهذا أمر جيد، وخصوصاً أنني أمتلك موهبة تقليد أصوات الفنانين بشكل جيد، ولا بد من إستغلال هذه الموهبة، وأوجه الشكر لشركات الإنتاج لإعطاء الفرص للشباب الذين يمتلكون موهبة الصوت الجيد الذي يسمح لهم بالعمل بمجال الدوبلاج.
وما هي طموحاتك الفنية كممثلة؟
طموحي أن أترك بصمة تليق بهذا المشاهد العربي الذواق، ولدينا ميزة جميلة في الوطن العربي أن المُشاهد ذواق ويعرف كيف يختار العمل الصحيح، وأتمنى أن أترك بصمة لدى هذا الجمهور الواعي الذي يختار مشاهدة أعماله بعناية، ومازلت أطمح والأمل أراه أمامي، بأن أترك بصمة يوماً ما تستحق الإحترام على الأقل.
وفي النهاية .. الحب والفن وجهان متعارضان لبعضهما البعض، فما رأيك في ذلك؟
الحب والفن هما أكثر شيئين مرتبطين لأن الفنان بطبيعته حساس ومحب، وأينما تضعه يقدم لك أي شيء يستخدم من خلاله فنه وأحاسيسه.. فما بالك بحياته الخاصة، ودائما ما نرى لدى الفنان عاطفة لأن الفن يعلمك الحنان والتقرب من الناس، وتجسيد الشخصيات أمر يجعلك تدخل على كل الناس عن قرب، وبالنهاية أنت شخص واحد تمتلك من الحب كمية كبيرة تجعلك تطرح هذه الشخصيات بطريقة صحيحة، وأرى أن الفنان مرتبط بشكل كامل بالحب.