اذا قررنا مشاهدة الاعمال الفنية التي أطلقت بالفترة الاخيرة، نرى ومن دون أي جهد ان معظمها او كلها هي أعمال هادفة الى رسائل انسانية ، او وطنية او شخصية، ونلاحظ ابتعاد النجوم بطبيعة الحال عن اغاني ايقاعية او رومانسية او فكاهية .
فنجوم العالم العربي ولبنان بالذات ادركوا ان الشعب ليس لديه في هذه الآونة أي مزاج مناسب للاغنيات الايقاعية التي عادة ما نسمعها في السوق اللبناني.
الثورة الموجودة حاليا في لبنان جعلت الاحداث الفنية شبه منقرضة، اذاعات تقفل ابوابها، وموظفون مصروفون من عملهم بسبب الوضع الراهن، فكثرت الاغاني الوطنية والاغاني الهادفة.
وهنا لا ننتقد، بل نحبذ هذا النوع من الفن، رغم انه يرتبط بمناسبة معينة، فوجدنا إليسا قد اصدرت اغنية وطنيةخاصة بالثورة وابتعدت عن تحديد أي موعد نهائي لألبومها المقبل، ايضا نانسي عجرم اجلت عملها المنتظر (الاغنية التي تحدثت عنها) بسبب الاوضاع، بينما اختار ناصيف زيتون إصدار أغنية تحمل رسالة لمرضى السرطان ليصدرها بهذه الفترة بالذات تناسباً مع اجواء لا تحمل الرقص والفرح.
كذلك كارول سماحة التي أصدرت أغنية وطنية عن النشيد الوطني. كما تم تأجيل عدد كبير من المسلسلات والاعمال التي من المنتظر ان تعود بموعد غير محدد وتم إستبدالها ببرامج سياسية. عدا عن تأجيل عرض الافلام، منها فيلم زياد برجي وباميلا الكيك.
وهناك الكثير من الفنانين الذين اجلوا اعمالهم ومسلسلاتهم الى اجل غير مسمى، وهذا ما حصل إعلاميا أيضاً فقد بات من النادر وجود حدث فني كما هي العادة.
إذاً الفنّ الهادف هو البديل، وهو عبارة عن غرفة انعاش لبقاء النجوم على الساحة واطلالاتهم على الجمهور، وهذا ليس خطأ بل ذكاء وإحتراف وواقعية نحتاجها، فالفنان من الناس وليس فوقهم.