بحماسة كبيرة وتوق شديد، يترقّب عشاق السينما دوران عجلة النسخة السابعة من المهرجان السينمائي السنوي الضخم "أجيال"، الذي تقدّمه مؤسسة الدوحة للأفلام، والذي يستقطب الجماهير من مختلف الأعمار والثقافات والجنسيات، وتحتضنه العاصمة القطرية الدوحة. وخلال مؤتمر صحفي حاشد، تمّ الإعلان عن الموعد النهائي لإنطلاق فعاليات المهرجان الذي سيستمر على مدى 6 أيام من 18 ولغاية 23 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، وذلك في الحي الثقافي كتارا.
اللافت في هذه النسخة من مهرجان أجيال السينمائي هو اختياره قائمة تضمّ 96 فيلماً من 39 دولة، كما سيقدّم العروض العامة، عروض لجان التحكيم، الجلسات النقاشية، فعاليات السجادة الحمراء، وفعاليات مخصصة للمجتمع وستبهر بلا شك جميع الفئات العمرية. وسيشهد حفل الافتتاح عرض الفيلم الكوميدي "إن شئت كما في السماء" للمؤلف الفلسطيني إيليا سليمان، الذي حصل على تمويل مشترك من المؤسسة، وفاز بجائزة لجنة التحكيم وجائزة النقاد "فيبريسكي" في مهرجان كان السينمائي 2019.
وكعادته، يستمر مهرجان أجيال السينمائي في تقديم المخرجين من جميع الخلفيات الثقافية، إذ يتألف البرنامج المتنوّع من 23 فيلماً طويلاً و73 فيلماً قصيراً، من بينها 50 فيلماً لبنانياً وعربياً، و56 فيلماً من إخراج صانعات أفلام. ويستضيف المهرجان أفلام المخرجين الفائزين بجوائز مثل فيلم "1982" لوليد مونس الحائز على جائزة نابتك في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي 2019، وفيلم "الوداع" الحائز على جائزة مهرجان صندانس السينمائي وهو من إخراج لولو وانغ، وفيلم "أرض العسل" الحائز على جائزة الحكام الكبرى من مهرجان صندانس السينمائي 2019 لأفضل فيلم وثائقي، وفيلم "من أجل سما" الحائز على جائزة العين الذهبية لأفضل وثائقي في مهرجان كان السينمائي عام 2019، وهو من إخراج وعد الخطيب وإدوارد واتس.
وفي قسم التركيز على السودان، يسلّط المهرجان الضوء على فيلمين حائزين على جوائز، وهما "الحديث عن الأشجار"، و"ستموت في العشرين". وسيتمّ تقديم عرض خاص بعنوان "صنع في الهند"، وذلك احتفاءً بالعام الثقافي قطر الهند 2019. أما برنامج "صنع في قطر" فيقدّم 22 فيلماً من ضمنها العروض الأولى في العالم للمشاريع المدعومة من صندوق الفيلم القطري، وبالتحديد فيلم "نهاية الطريق" لأحمد الشريف، و"قابل للكسر" لخلود العلي.
في ما يتعلّق بلجان تحكيم الفئات الثلاث "محاق، هلال وبدر"، ستتشكّل من 400 حكم من 41 جنسية من بينهم 48 سيصلون من أرمينيا، إيطاليا، البوسنة والهرسك، الأردن، تركيا، تونس، العراق، عمان، فلسطين، الكويت، المملكة المتحدة، الموزمبيق، الهند، ولبنان، وستحتدم المنافسة بين 15 فيلماً طويلاً ومجموعة من البرامج القصيرة.
وعلى هامش المؤتمر الصحفي، إلتقى موقع "الفن" مديرة مهرجان أجيال والرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام فاطمة الرميحي التي قالت: "أشعر بحماسة شديدة لأنها المرة الأولى التي سنخرج فيها للجمهور بهذه الصورة، حيث سنتواجد هذا العام في أكثر من منطقة في قطر وليس فقط داخل كتارا. إنها فرصة رائعة لمشاهدة حوالى 100 فيلم ملهم ورائع خلال أسبوع واحد، وبالفعل تمّ انتقاء هذه الأفلام بعناية واضحة ليستمتع بها الجميع، وأنا سعيدة جداً بعرضها في قطر حيث ستكون العروض الأولى لها في الشرق الأوسط وشمال افريقيا". ورداً على سؤالنا حول ارتفاع حدة المسؤولية بعد نجاح النسخات السابقة، أجابت الرميحي: "للأمانة، المسؤولية كبيرة علينا منذ تقديمنا النسخة الأولى لأن لجان التحكيم لدينا تتألف من أطفال وشباب تتراوح أعمارهم بين 8 سنوات و21 سنة، وهي أعمار خطرة وحساسة تجاه ما يقدّم لها، والحمدلله تمكنا من الحصول على ثقة الأهالي والمدارس والجهات الحكومية وبات عملنا واضحاً وأهدافنا جلية وموثوق بها". وتابعت بالقول: "اللافت أن تجربة النسخ السابقة ساهمت في تطوير مفهوم صناعة السينما لدى هؤلاء الشباب حتى أن البعض منهم توجه إلى الخارج لدراسة صناعة الأفلام بعدما شعروا بالإلهام والمسؤولية لتقديم أعمال متطوّرة لبلادهم، الأمر الذي أثلج صدورنا وجعلنا نشعر بالفخر".