تتميّز بلطفها وهدوئها وشخصيتها الجميلة والأنيقة، طيبة القلب وتحظى بمحبة كل زملائها، ولها مشاركات لا تنسى في كثير من الأعمال المحفورة في ذاكرة المشاهدين.
هي نموذج حقيقي للإلتزام، هكذا هي الممثلة الفلسطينية فرح بسيسو المدهشة بإختياراتها العالية المستوى، وأيضاً بقدرتها على الحوار واختيار المفردة التي تذهب إلى التأكيد على المضامين التي تريدها، وهو أمر لم تخلقه الصدفة، بل هو حصاد بحث ودرس وتجربة واشتغال على الذات.
ولدت في نابلس عام 1970 لأبوين فلسطينيين، وعاشت هناك في بيت جدتها لمدة ثلاث سنوات، ثم انتقلت للعيش في الكويت ودرست فيها عامين في المعهد العالي للفنون المسرحية، وتحديداً في الفترة التي سبقت حرب الخليج، بعدها غادرت مع أسرتها إلى دمشق.
تخرجت من الثانوية العامة في الكويت، وكانت ترغب في دراسة الآثار أو سياحة وفنادق أو صحافة وإعلام وكان مجموعها جيداً، لكنها وجدت إعلاناً من المعهد العالي للفنون المسرحية يدعو إلى تقدمة طلبات، فإرتأت دراسة الديكور ولكن حينها كان هذا الاختصاص للكويتيين فقط، فتقدمت لدراسة التمثيل والإخراج.
بداية مشوارها
بدأت فرح بسيسو مشوارها في سهرة تلفزيونية بعنوان "النو" مع المخرج هيثم حقي، وذلك خلال فترة دراستها في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق عام 1993، وقدمت بعد ذلك العديد من الأدوار في السينما والتلفزيون.
يحمل رصيدها ما يقارب ستين مسلسلاً، الغالبية العظمى منها في الدراما السورية، ونذكر منها "حمام القيشاني" عام 1994 و"الجوارح" و"خلف الجدران" عام 1995 و"المحكوم" عام 1996 و"أيام الغضب" عام 1997 و"ياقوت" و"جواهر" عام 1998 و"الزير سالم" عام 2000 و"أبيض أبيض" عام 2001 و"بقعة ضوء" و"عرسان آخر زمن" عام 2003 و"عشنا وشفنا" و"قتل الربيع" عام 2004 و"أحلى المرايا" و"الطريق إلى كابل" عام 2005 و"درويش" عام 2006 و"موعد مع المطر" عام 2008 و" حب في الهايد بارك" عام 2009 و"أبو جانتي" و"كليوباترا" و"الحبيب الأول" عام 2010 و"لعبة الموت" عام 2013 و"حلاوة الروح" عام 2014.
من أفلامها "ظلال الصمت" عام 2006 و"تينا" عام 2009.
كلام نواعم
شاركت فرح بسيسو في تقديم برنامج "كلام نواعم" على شاشة "mbc" لتسع سنوات، من عام 2002 إلى عام 2011.
وقالت في أحد تصريحاتها: "اعتبر البرنامج إبني المدلل وأعتبره بمثابة القنطرة أو الجسر، الذي استطاع أن يفتح لي جميع البيوت العربية، ذلك للمكانة التي تتمتع بها "mbc" وأيضاً لطبيعة البرنامج وفريقه الرائع، والبرنامج يمثل حالة من التجدد، سواء من فريق الإعداد أو الإخراج أو التقديم، ونحن نمارس لغة عالية المستوى من النقد الموضوعي، والبحث المتجدد عن الموضوعات والقضايا التي نتصدى لها في كل حلقة، وهذا سر نجاح البرنامج واستمراريته".
عن دمشق
في لقاء تلفزيوني سألها مقدّم البرنامج: "هل شعرتِ بغربة في يوم من الأيام في دمشق؟"، فأجابت فرح بسيسو: "أبداً أبداً ولذلك أعتبر نفسي سوريّة، لم يقل لي أحد في سوريا ولا في مرة من المرات سألني أحدهم ما هي جنسيتك، ولا أحد قال عني هذه الفلسطينيّة، أخذت جوائِز من "مهرجان القاهرة" باسم سوريا، وطوال عمري لم أتميز أو أُميز، ولا أحد للحظة، ولست أقول هذا من باب تمسيح الجوخ أو هكذا أشياء، فالفلسطيني في سوريا يعامل كالسوري وأحسن، وربما كان يدلل أكثر".
وأضافت: "سوريا فضلها كبير عليّ، أنا قُبِلت في خمس دقائِق في المعهد في الوقت الذي كان يصعب عليّ أن أقبل في أي بلد عربي".
وفي لقاء ثان، عبّرت فرح بسيسو عن إشتياقها لسوريا، موضحة أنها عاشت فيها ثلاثة عشر عاماً ولم تر أو تشاهد أحد يسأل عن الطائفة والدين التي أعطتها الكثير، وتمنت لسوريا أن تتعافى وتبقى، مؤكدة أن لا أحد يستطيع أن يكسرها أو يفرّق بين أبنائها.
رفضت العمل مع سلاف فواخرجي بعد مسلسل "كليوباترا"
تحدثت فرح بسيسو في مقابلة صحفية عن علاقتها بالممثلة السورية سلاف فواخرجي وزوجها الممثل والمخرج السوري وائل رمضان، فقالت: "علاقتنا لم تتخط يوماً الزمالة. وهي منعدمة تماماً. وأود أن أؤكد أنه لو لم يكن أمامي سوى كسرة خبز واحدة، وهذه الكسرة ثمنها العمل معهما فسأرفضها".
وأضافت: "أما عن سلاف فهي لا تعنيني بالمرة. ولو شعرت للحظة بالخوف منها لكنت إمتنعت عن المشاركة في مسلسل (كليوباترا)، والذي عرض عام 2010، أو شعرت بالغيرة لإحالة دور (كليوباترا) إليها وليس لي".
معلومات قد لا تعرفونها عن فرح بسيسو
متزوجة من ابن خالها وهو رجل أعمال مصري، ولديها إبنتان تحملان الجنسية المصرية هما "حبيبة" و"حرير".
تقيم في مصر مع أفراد عائلتها، لكنها لم تنقطع عن التواصل مع زملائها في الدراما السورية والكويتية.
قدمت عام 1994 البرنامج الديني "خلق الله" مع عباس النوري في التلفزيون السوري، كما قدمت برنامجاً عبر شبكة أوربت في روما عام 1998.
حصدت عام 1996 الجائزة الذهبية في مهرجان القاهرة الإذاعي والتلفزيوني، كأفضل ممثلة في مسلسل "الفراري".
نالت عام 1998 جائزة في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون كأفضل ممثلة مناصفة مع الممثلة صابرين عن دورها في مسلسل "جمهورية زفتى".
لم تقم بتغيير لهجتها الفلسطينية في اللقاءات الصحافية، رغم إتقانها أغلب لهجات الدول العربية، لأن عائلتها في المنزل تتحدث باللهجة نفسها وهي اعتادت عليها.
تمتلك جواز سفر أردني.