لم يقدم المخرج السوري الليث حجو مسلسلاً إلا وحقق به نجاحاً كبيراً، حتى إعتبره كثيرون واحداً من أهم المخرجين الذين مروا في تاريخ الدراما السورية، وحتى العربية.
ولد في حلب عام 1970، وهو مخرج مثقف وهادئ ومتزن وجدي، بدأت مسيرته الإخراجية كمساعد مخرج على أيدي أهم المخرجين السوريين، قبل أن يتألق في الكوميديا والتراجيديا على حد سواء.
قدّم من خلال أعماله مواضيع مقاربة للواقع ومرتبطة بالظرف الزماني والمكاني، محاولاً تمرير الرسائل والمقولات، كواجب أخلاقي وأساسي لدور الفن، من دون الانتقاص من أهمية عنصر المتعة والتسلية.
برع في إخراج الأعمال الكوميدية والتراجيدية
بعض أعمال الليث حجو إستمرت ولم ترتبط بزمان المشاهدة الأول ويمكن إعادة قراءتها لاحقاً، كمسلسل "ضيعة ضايعة" الذي تكررت مشاهدته مع مرور الزمن، فهو يحمل قضايا إنسانية عامة تصلح لكل زمان ومكان، وكذلك "الخربة" و"الانتظار"، كمثال على أعمال وثقت قضايا إنسانية راهنة.
أول أعماله الإخراجية كان "بقعة ضوء" الذي حقق نجاحاً كبيراً وأصبح من كلاسيكيات الدراما، الأمر الذي دفع الشركة المنتجة لإنتاج 14 جزءاً في وقت لاحق.
وتتالت نجاحاته كمخرج فقدم أكثر من عشرين عملاً سورياً وعربياً، أهمها "خلف القضبان" عام 2005 و"الانتظار" و"أهل الغرام" عام 2006 و"ضيعة ضايعة" عام 2008 و"فنجان الدم" عام 2009 و"تقاطع خطر" عام 2010 و"الخربة" عام 2011 و"أرواح عارية" عام 2012 و"لعبة الموت" و"سنعود بعد قليل" عام 2013 و"ضبوا الشناتي" عام 2014 و"24 قيراط" عام 2015 و"الندم" عام 2016 و"الواق واق" عام 2018 و"مسافة أمان" عام 2019.
كما خاض الليث حجو تجربة الإخراج السينمائي مرة واحدة، عبر فيلم "الحبل السري" عام 2018، مؤكداً أن تأخره في دخول عالم السينما سببه نضج الفكرة بالعموم، بحيث يجب أن يتواجد النص المناسب والشرط الفني، بالإضافة لضرورة العمل على الفيلم الذي سيُقدم، كما أكد أن دخول عالم الفن السابع حلم لأي مخرج.
ضيعة ضايعة
كان "ضيعة ضايعة" من أول المسلسلات التي اتبعت أسلوباً مميزاً في الإخراج، فكانت له الريادة، من خلال فكرة شرح المفردات، التي تعرض أسفل الشاشة، كون المسلسل ناطقاً بلهجة المنطقة الساحلية، فكانت الترجمة ذات طابع كوميدي.
إذاً، أهم ما يميز مسلسل "ضيعة ضايعة" هو اللهجة المحكية فيه، إذ يتحدث الممثلون لهجة مشتقة من لهجة أهالي مدينة اللاذقية، ويستعملون فيه مفردات غاية في الطرافة والغرابة ولا زالت مستخدمةً في أرجاء المنطقة، حيث تتم ترجمة هذه المصطلحات إلى اللغة العربية الفصحى في المسلسل.
كما أن فكرة تشفير الكلمات النابية، جاءت من كلمة مضحكة قالها الممثل الراحل نضال سيجري، في ختام أحد المشاهد، ما اضطرهم إلى إزالتها بالمونتاج.
وعرض الليث حجو مقاطع تسجيلية للمسلسل كاشفاً عن ما وصفه "حقائق لا يعرفها أحد"، وذكر معلومات عن كواليس تصوير مسلسل "ضيعة ضايعة" عُرضت لأول مرة.
ومن هذه الحقائق أن كادر العمل تلقى مخالفة في الكهرباء بعد الانتهاء من تصوير الجزء الأول منه، لاضطرارهم إلى استجرار غير مشروع للكهرباء، وأن مشهد حريق الجبل لم يكن مدرجاً في السيناريو، وإنما اندلع الحريق في أثناء التصوير، وتم توظيفه في حلقة "جريمة غامضة" من الجزء الأول.
كما كشف أن اللهجة كان اختيارها من قبل الكاتب ممدوح حمادة، وأن شخصية "سلنغو" هي شخصية حقيقية كانت موجودة في اللاذقية ومشهورة بـ "نحولها"، وأن قرية "السمرا" التي تم التصوير فيها، هي آخر موقع تمت معاينته، بينما كان سد "بلوران" من المواقع المقترحة للتصوير.
بعد 18 عاماً
وعما يرغب الليث حجو في قوله كمخرج ولكنه لم يتمكن من ذلك، بعد تراكم تجربة إخراجية عمرها 18 عاماً، قال في لقاء صحفي: "لا توجد لدي مقولات كبيرة أو عناوين عريضة، أنا أقدم مشروعاً فنياً متكاملاً بدأ منذ أول محاولة مع بقعة ضوء، وسينتهي مع آخر لقطة أصورها. الفن يتجدد مع ظروف الحياة، والواجب الأخلاقي والمسؤولية يدفعان المخرج إلى الاستمرار في القول، ولكنها ليست مقولتي وحدي، بل مقولة فنية متكاملة، طالما نحن نتعامل مع الحياة. أنا قليل اللقاءات الصحافية وذلك لأني أستطيع التعبير كمخرج أكثر منه كمتحدث".
دعوة للمصالحة
وجه الليث حجو رسالة واضحة لكل من الممثلين السوريين باسم ياخور و أيمن رضا بدعوتهما إلى المحبة، بعيداً عن المشاكل التي عصفت بعلاقتهما.
ونشر مقاطع لياخور ورضا من الأجزاء الأولى لمسلسل "بقعة ضوء"، الذي تشاركا ببطولته تحت إدارته، وأرفقها بمقطع من شارة المسلسل المصري الشهير " المال والبنون"، التي أداها الفنان علي الحجار.
وبدا واضحاً من أن رسالة الليث حجو تدعو ياخور ورضا للمصالحة، بعد الخلاف بينهما.
معلومات قد لا تعرفونها الليث حجو
هو نجل الممثل الراحل عمر حجو.
أخرج كليب أغنية الفنانة أصالة "ما بقاش أنا" عام 2001.
أخرج عدة حفلات موسيقية وسجل مسرحيات للتلفزيون.
فاز عام 2010 بجائزة أدونيا كأفضل إخراج عن مسلسل "ضيعة ضايعة".
فاز فيلمه "الحبل السري" بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان " Festival du Court-Métrage d’Auch" الفرنسي.