مخرج ذكي وبارع، يعده كثيرون واحداً من أهم المخرجين السوريين والعرب عبر كل الأزمان، خصوصاً أن معظم الأعمال التي أخرجها أخذت شهرة واسعة، وعمله الأخير "باب الحارة" الذي تخطى الحدود العالمية. يُعتبر المخرج بسام الملا أستاذ دراما البيئة الشامية وعرابها ومنشئها، وقد برع فيها خصوصاً أنه إبن الشام الوفي.
أعماله حققت نجاحات كبيرة
عرفت أعمال بسام الملا وخصوصاً تلك التي تناولت البيئة الدمشقية، بجماهيريتها الشديدة، فقد أعيد عرضها على شاشات القنوات الفضائية العربية عشرات المرات، وحققت ولا تزال نسب مشاهدة مرتفعة.
وقد تحولت أعماله المستلهمة من البيئة الشامية إلى كلاسيكيات تتبارى المحطات الفضائية على عرضها، وقد تحول "باب الحارة" الذي عرض جزئه الأول عام 2006 إلى ظاهرة إجتماعية إجتاحت العالم العربي والمهاجر، وحققت أعلى نسبة مشاهدة عربية على الإطلاق.
وترافق ذلك مع تفسيرات اجتماعية وسياسية عدة، فرأى الفلسطينيين في "باب الحارة" رمزاً للوحدة الوطنية في الوقت التي تعصف بالشارع الفلسطيني خلافات الأخوة، وفي العراق كتب أحد المحللين السياسيين، معتبراً أن "باب الحارة" يقدم صورة راقية للحكم الفيدرالي "مجلس عضاوات الحارة"، وفي سوريا كرم التيار الديني المسلسل باعتباره يقدم صورة عن الرسالة الإصلاحية للفن.
وفي كل الدول العربية ألهمت النماذج الرجولية الشبان قيم الشهامة والمروءة، ولو بشكل عاطفي وانفعالي، إلا أنها عبرت عن الحاجة للنموذج المحلي والعربي الأصيل.
مشواره الإخراجي
بدأ بسام الملا مشواره الإخراجي بمسلسل فريد للأطفال بعنوان "كان يا ما كان" وتدور أحداثه حول شؤون الأخلاق وحسن تعامل الإنسان مع أخيه الإنسان، وهو من بطولة سامية الجزائري ونادين خوري وفاتن شاهين ورضوان عقيلي.
وفي عام 1991 قدم مسلسل "الخشخاش"، الذي جمع حينها نجوم الدراما السورية، مثل منى واصف ورفيق سبيعي وأيمن زيدان وحاتم علي وعباس النوري وسلوم حداد وأيمن رضا.
وفي العام نفسه، قدّم أولى أعماله الشامية الخالدة بعنوان "أيام شامية" عرض من خلاله قصة حي من أحياء دمشق أواخر العهد العثماني وبداية عصر النهضة وتعرض للعادات والتقاليد والعلاقات التي كانت سائدة في ذلك الوقت، وهو من بطولة رفيق سبيعي وعدنان بركات وناجي جبر وخالد تاجا وسامية الجزائري وهالة شوكت وسليم كلاس وحسام تحسين بيك وبسام كوسا وعباس النوري ووفاء موصللي وهدى شعراوي.
وخلال عام 1997 قدم مسلسلاً تاريخياً بعنوان "العبابيد" الذي تناول قصة مملكة تدمر والتقاليد القديمة التي كانت تعيش في الضواحي والمزارع المجاورة لمدينة تدمر، في ظل حكم الملكة زنوبيا، وشارك فيها حينها رغدة ومنى واصف وعبد الرحمن آل رشي وأسعد فضة ورشيد عساف وهاني الروماني وصباح الجزائري وسلوم حداد وكاريس بشار.
وفي عام 2000 أخرج بسام الملا عملاً شامياً شهيراً أيضاً هو "الخوالي"، الذي روى قصة نصار بن عريبي المناضل ضد الاحتلال بمشاركة بسام الملا وسليم صبري وصباح الجزائري وهالة شوكت وأمل عرفة ونادين تحسين بيك وسليم كلاس وناجي جبر وعبد الرحمن آل رشي ونجاح حفيظ وعصام عبجي وماغي بوغصن.
وبعد أربع سنوات، وتحديداً عام 2004 قدّم مسلسل "ليالي الصالحية" الذي يجسد مقولة "الدم ما بيصير مي" وهو من بطولة رفيق سبيعي ونبيلة النابلسي ومنى واصف وهالة شوكت وسامية الجزائري وسليم كلاس وبسام كوسا وعباس النوري وقيس الشيخ نجيب وكاريس بشار.
أما عام 2006 فشهد أشهر أعماله وأعمال الدراما السورية على الإطلاق وهو " باب الحارة "، مخرجاً ومنتجاً ومشرفاً عاماً حتى الجزء التاسع، وقد شارك في هذه الأجزاء عدد كبير من النجوم نذكر منهم مثلاً عبد الرحمن آل رشي ومنى واصف وبسام كوسا وسامر المصري وعباس النوري وصباح الجزائري وأدهم الملا وميلاد يوسف ووائل شرف ومصطفى الخاني وميلاد يوسف وقصي خولي وجومانة مراد ووفيق الزعيم ووفاء موصللي وحسن دكاك وسليم كلاس وديمة الجندي وزهير رمضان وصباح بركات وأمية ملص وهدى شعراوي وسحر فوزي وفايز قزق وعلي كريم.
عائلة فنية
ينتمي بسام الملا إلى عائلة فنية عريقة، فوالده الممثل أدهم الملا وأشقائه المخرجين مؤمن وبشار الملا والممثل مؤيد الملا، وولديه أدهم وشمس الملا، اللذين شاركا كممثلين في مسلسل "باب الحارة".
البرامج
أخرج بسام الملا العديد من برامج المنوعات الناجحة، منها "القنال 7" 1984 و"الليل والنجوم" 1984 في دمشق، و"بساط الريح" 1993 في دبي، و"داوود في هوليوود" في الكويت، و"ليل يا ليل" و"ابتسامات" 2000 في بيروت.
كما أخرج عدداً من البرامج الثقافية التراثية التي تستلهم التراث وأعلامه وفنونه عبر مشاهد درامية تمثيلية، وأنجز عدداً كبيراً منها في فترة تسعينيات القرن العشرين خصوصاً، ومنها "بوابة التاريخ، ديوان العرب، أعلام العرب، قناديل رمضان".
الجوائز
حصدت أعمال بسام الملا الكثير من الجوائز، كالجائزة الذهبية في مهرجان القاهرة عن مسلسلي "أيام شامية" و"العبابيد"، وجائزة أحسن إخراج عن الجزء الأول من مسلسل "باب الحارة" في مهرجان التلفزيون العربي بتونس عام (2007)، وسواها من الجوائز عن برامج المنوعات والبرامج الثقافية التي أخرجها.
توثيق
أهم توثيق لمسيرة بسام الملا التلفزيونية منذ بداياته حتى مسلسله الأخير "باب الحارة"، نجده في كتاب "بسام الملا عاشق البيئة الدمشقية" للصحفي السوري محمد منصور، الذي صدر عن دار كنعان بدمشق عام 2008 ضمن سلسلة "الدراما التلفزيونية السورية.. تاريخ وأعلام، وهو يقع في حوالي 200 صفحة من القطع المتوسط.