في 14 تشرين الأول/أكتوبر عام 2019، رحلت الممثلة نجوى علوان في إحدى مستشفيات بيروت عن عمر 53 عاماً، بسبب أزمة مرضية تعرضت لها قبل سنوات عديدة، أبعدتها عن الأضواء.
وعلى الرغم من قلة أعمالها وإطلالاتها الإعلامية، إلا أنها تركت بصمة ساطعة في الدراما السورية، من خلال عدة أعمال لا تزال في ذاكرة الجمهور العربي، ومع إنتشار خبر وفاتها، لم يكن هنالك تفاصيل كافية للحديث عنها.
هي لبنانية الأصل لكنها درست وعاشت وعملت وإشتهرت في سوريا، ولدت في قرية "متين" في محافظة جبل لبنان عام 1966، وقد سارعت "مكتبة المتين العامة" لنعي الراحلة واستحضار أثرها البليغ، كمسؤولة عن المكتبة وإحيائها بالأنشطة الفنية.
تخرجت نجوى علوان في المعهد العالي للفنون بدمشق عام 1990، وقد بدأت مسيرتها عام 1992 وشاركت في عدة مسلسلات، لكن إنطلاقتها الفعلية كانت عام 1995 بمسلسل "نهارات الدفلي" بشخصية "عايدة"، مع المخرج محمد زاهر سليمان.
أعمالها
ومن أبرز أعمال نجوى علوان مسلسل "التغريبة الفلسطينية" عام 2004، من كتابة وليد سيف وإخراج حاتم علي، وبطولة عدد كبير من النجوم، وجسدت علوان في المسلسل الذي روى معاناة الشعب الفلسطيني مع التهجير شخصية "لطفية" ابنة أحد أثرياء بلدة من ريف فلسطين، والذي استغل نفوذه وماله في ظلم عائلة "الشيخ أحمد"، لتتزوج بعدها من "مسعود" (رامي حنا) ابن هذه العائلة بالرغم من أنها تكبره وأرملة، والذي قرر الارتباط بها من أجل نفوذ أبيها "أبو عايد" (حسن عويتي)، لتبدأ هجرة الشعب الفلسطيني، ويجد "مسعود" نفسه أمام زوجة لا يحبها وتكبره ودون النفوذ الذي حلم به، وتعيش "لطفية" بعدها مع مسعود العديد من المشاكل والمواجهات.
ومن أعمالها الدرامية المعروفة أيضاً "هوى بحري" عام 1997 و"الدرب الشائك" و"الطويبي" و"مذكرات عائلة" عام 1998 و"البحث عن صلاح الدين" و"مقامات بديع الزمان الهمذاني" عام 2001 و"عذراء الجبل" عام 2004 و"الغدر" و"عصي الدمع" عام 2005 و"على طول الأيام" و"أهل الغرام" و"ندى الأيام" عام 2006 و"عنترة" و"الاجتياح" عام 2007 و"رائحة المطر" عام 2008 و"طريق النحل"عام 2009 و"العقاب" و"مطلوب رجال" و"أبواب الغيم" عام 2010 و"عمر" عام 2012.
سينمائياً شاركت في أربعة أفلام سورية هي "زائرة المساء" عام 2003 و"طريق النحل" و"الليل الطويل" و"الأمانة" عام 2009.
كما شاركت نجوى علوان في دبلجة الكثير من أعمال الرسوم المتحركة، مثل "المحقق كونان" و"أسطورة زورو"، إضافة إلى مشاركتها في دبلجة الدراما التركية مثل مسلسل "سنوات الضياع".
مرض ووفاة
إبتعدت نجوى علوان عن الفن بعد عام 2012، إثر إصابتها بمرض "التصلب اللويحي"، إضافة إلى أن الأزمة السورية التي جعلتها تغادر سوريا إلى لبنان، وتوفيت فيه في الرابع عشر من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 2019، إثر نوبة قلبية.
وقد رثاها الكثير من الفنانين، وفي مقدمتهم شكران مرتجى زميلتها في المعهد، وكتبت: "نجوى علوان رحلت؟؟ زميلة المعهد ذات العيون الخضراء المبتسمة دوماً لم أعد أقوى على الرثاء، اعذروني إذا مت يوماً بجرعة زائدة من الحزن.. حسبي الله ونعم الوكيل، تعازيّ لأحبتها الكثر.. اعتذر لمن سيقرأ الخبر على صفحتي أعلم صعوبة هذه الأخبار".
أما تيم حسن الذي شاركها في مسلسل "على طول الأيام" فكتب: "رحم الله الزميلة نجوى علوان، تعازيّ لأسرتها الكريمة الله يصبرهم ويعينهم، البقاء لله".
زأمل عرفة كتبت: "الممثلة نجوى علوان... ذكروكِ في رحيلك أكثر مما ذكروكِ في الحياة والفن والعمل، لقلبك الطيب الراحة... يستمر الرحيل وكأننا نقف في طابور الموت بالانتظار إلى رحمة الله".
ومن الذين تذكروها أيضاً بعد وفاتها كان قصي خولي الذي كتب: "إنا إليه وإنا إليه راجعون، الممثلة نجوى علوان في ذمة الله، الله يرحمك ويصبر أهلك".
بدورها كتبت كاريس بشار: "نجوى علوان وداعاً.. لروحك الطيبة السلام".