هو نادر صباغ في "العاصفة تهب مرتين"، والبيك في "ياسمينا"، والأب الجاهل في "جذور" وتاجر مجوهرات "علاقات خاصة" وأيوب في "ثورة الفلاحين" وشخصيات عديدة جسدها فطبعها في أذهان كل مشاهد. ولد فادي إبراهيم يوم 13 نيسان/أبريل عام 1956 في منطقة الحدث، والدته تحمل الجنسية الأسترالية ووالده من لبنان وهو الشاب الوحيد وسط اخواته الاربع، شارك في عدة مسلسلات لبنانية ومصرية وسورية، وكانت بداياته في مسلسل "الفاتحون" عام 1984. خاض تجربة الإخراج مرتين، الأولى في مسلسل "جود" مع بديع أبو شقرا والثانية في "سقوط امرأة"قبل ان يتابع مسيرته كممثل. أخذ عن عمه هواية الرسم، بالإضافة الى هواية النحت، وسعى الى تطويرهما لخدمة عمله. لم يطمح لأن يكون ممثلاً بل خطط لدخول المدرسة الحربية كي يصبح ضابطاً في الطيران، لكن والدته رفضت بشكل قاطع، فتوجه نحو الطيران المدني، لكن ظروفاً غيرت توجهاته ووصلت به الى عالم التمثيل.

إكتشاف موهبته

إكتشف فادي إبراهيم موهبته أيام المدرسة، حين كان في فرقة الكشافة التي كانت تنظم مسرحيات واسكتشات، وفي العام 1979 انخرط في فرقة ناصر مخول الفولكلورية كراقص دبكة وممثل وشارك معه في شانسونييه "والخير لقدام" لوليد خاطر شقيق إحسان صادق، ثم في مسرحية للاطفال "حكاية ستي ام فؤاد".

وشاءت الصدف ان يكون الممثل الراحل إيلي صنيفر جاراً لهم في الحدث وصديقاً لوالده، فاستدعاه في احد الايام عارضاً عليه أداء دور شخصية أجنبية، جيمي جاك الأميركي، في مسلسل "الوحش" الذي عرض على مدار 5 حلقات من إخراج باسم نصر وبطولة صنيفر وآمال عفيش.

وهذا الدور قاد فادي إبراهيم الى دور آخر مع الكاتب مروان نجار في "حكاية كل بيت"، وبعده عرف شهرة واسعة في إعلان بطارية "رايوفاك"، إذ يتقدم من فتاة ويسألها: شو بطاريتك؟ الاعلان الذي اعتبر الأنجح حيث أصبح الناس يرددونها بطرافة في ما بينهم. واختار حينها المضي في مجال التمثيل والظهور أكثر على الشاشة.

وكانت المسلسلات التي يعرضها تلفزيون لبنان بمعظمها باللغة العربية الفصحى بهدف تسويقها في البلدان العربية، وتعرف فادي إبراهيم على المنتج والممثل اللبناني رشيد علامة الذي كان يطلق عليه لقب "ابني الفني" ، وأشركه في أحد مسلسلاته وأوكله بطولة مسلسل في التجربة الثانية عام 1982 بعدما علمه تقنية الإلقاء ومخارج الحروف، بالإضافة الى أن فادي طوّر نفسه من خلال قراءة الكتب الخاصة المتخصصة بالتمثيل.

وسجل أول دور بطولة إلى جانب مادلين طبر وفؤاد شرف الدين في مسلسل "وامطرت ذات صيف" مؤدياً فيه دورًا مزدوجًا لشخصيتي توأمين.

"العاصفة تهب مرتين"، كانت النقلة النوعية بالنسبة له إذ عرض المسلسل على امتداد سنتين في عام 1994 و1995، كان العمل ملفتاً في جرأة الطرح ونقل الواقع كما هو من حياتنا اليومية، والدلالة على ذلك رغبة المعلنين حينها في عرض إعلاناتهم أثناء المسلسل، فأصبح في كل حلقة أكثر من 80 إعلاناً مع الاشارة الى أن قيمة الاعلان بلغت 3 آلاف ليرة لبنانية في وقتها، ويعادل الإعلان في نشرة الأخبار.

نجومية فادي إبراهيم

إنطلقت نجومية فادي إبراهيم مع "نساء في العاصفة" لشكري أنيس فاخوري وصار نادر صباغ ومشاكله مع زوجته "رولا حمادة" حديث الصالونات، وأيضاً فتى الشاشة اللبنانية الاول والاعلى اجراً.

وإقتحم أيضاً خشبة المسرح عبر سلسلة مشاركات مع مروان نجار، أولاً في "لعب الفار بعب الست"، ثم "عمتي نجيبة" فـ "نادر مش قادر"، وكانت له محطة مسرحية بارزة في مسرحية "عقد إيلين" للمخرج اللبناني الفرنسي نبيل الأظن، التي عرضت بنجاح كبير في 72 مدينة أوروبية، على مدى ثلاث سنوات.

ومن خشبة المسرح الى عالم الفن السابع، في رصيده حتى الآن 6 افلام سينمائية، كان اولها "ليلة الذئاب" عام 1983 مع رفيق علي احمد وهيني سرور. ثم كانت تجربة ثانية في فيلم "الجزيرة المحرمة"، وشارك ابراهيم في افلام ايرانية عن الامام الحسين حيث لعب دور راهب.

أصيب فادي إبراهيم بداء السكري، والسبب معاناته مع تلفزيون لبنان إذ له مبالغ كبيرة لم تدفع له، لكن في الحرب أُتلفت جميع الجداول والملفات، التي تثبت هذه الحقوق، وبعد أسبوعين من الحادثة إرتفع معدل السكري لديه.

فادي إبراهيم المترجم

بين العام 1980 و1986 كان فادي إبراهيم يعمل كمترجم لأفلام وثائقية في تلفزيون لبنان، لأنه يملك لغة إنجليزية جيدة، فعرض عليه العمل كمترجم لمسلسلات مهمة، كما دخل الشراكة مع أحد الأشخاص في إفتتاح ملهى ليلي بمنطقة الكسليك سابقاً، وخرج منه ليفتتح مع شقيقه مطعماً في منطقة المنصورية.

فادي إبراهيم يضع الماكياج

والى التمثيل والترجمة، خاض فادي إبراهيم تجربة أخرى مختلفة هي الماكياج، إذ إكتشف نفسه في احدى مسرحيات مروان نجار، حيث دخل غرفة الماكياج وبدأ بتوظيف مواهبه في الرسم على وجهه فلون شعره وشيَّبه. وطلب من مروان نجار عندما سافر الى لندن ان يجلب له عدة ماكياج والكتب المختصة واحترف المهنة وسافر الى برلين للمشاركة في دورات للتجميل للمحترفين، إلا أنه لم يمارس هذه الموهبة بل اقتصرت فقط على وضع مكياجه في بعض المسلسلات.

فادي إبراهيم هزّ الوسط في قرار الهجرة

قرر فادي ابراهيم منذ فترة الهجرة الى أستراليا، بداعي العلاج من السكري وتأمين العلم لأولاده، بعد أزمة صحّية تعرّض لها أثناء تصوير مسلسل "كل الحب كل الغرام"، وأنّ علاجه يتطلّب الراحة.

هو يحمل الجنسيّة الأسترالية، وقد هز الوسط الفني في قراره باستثناء زميله سمير شمص، الذي إعتبر قراره حكيماً وزميله عفيف شيا الذي تمنّى لو كان يستطيع اللحاق به الا ان هذا الموضوع لم يتحقق وبقي فادي في لبنان.

فادي ابراهيم وولديه

لدى فادي إبراهيم ولدين هما "ستيفاني" و"عمر"، وإختارا طريقاً مختلفاً عن الفن، إبنته إختارت التخصص في Graphic Design، وإبنه عمر يتخصص في علم النفس بالجامعة الأميركية في بيروت.