نجمة حققت الشهرة والنجاح بعمر مُبكر، وكان لها الحظ في الوقوف أمام نجوم كبار والعمل تحت إشراف مُخرجين كبار وضمن كتابات كبار الكتاب أيضاً، ومن أبرز أعمالها "الراعي والنساء"، "قاسم أمين"، "ذئاب الجبل" و "قصة الأمس"، ورغم ما حققته بمشوارها الفني من نجاحات أرادات حتماً أن يكون لها نجاح وتأثير في حياتها الأسرية وفي ما يخص بناتها، لذا غابت لفترة عن التمثيل وعادت لتُطل من جديد على الجمهور..هي الممثلة المصرية ميرنا وليد التي تتحدث لـ"الفن" عن تجربة عودتها بمسلسل "قيد عائلي"، وأسباب تمردها على أدوارها السابقة، وما وراء غيابها لسنوات، وترد على من يصفها بأنها ممثلة دراما، وأسباب دراستها للإخراج وتفاصيل كثيرة ترويها ميرنا في اللقاء التالي معها:
في البداية.. عُدتِ للشاشة من خلال مسلسل "قيد عائلي"، فكيف كانت الأصداء حول دورك ومشاركتك بهذا العمل؟
سعيدة للغاية بالمشاركة في هذا العمل المتميز وسط كوكبة من النجوم، فضلاً عن أن دوري في مسلسل "قيد عائلي" جديد ومختلف كلياً عما سبق وقدمته من أدوار فنية، وخصوصاً أن شخصية "ماجدة" التي ظهرت بها في أحداث المسلسل أخرجتني من أدوار المرأة الطيبة والبريئة والتي تعوّد أن يراني الجمهور فيها، فلقد أحببت العودة والظهور بدور جديد أغرد به خارج المألوف وبعيداً عن أية منطقة تمثيلية تم وضعي بها من قبل.
ولكن ألا تخشين من التمرد على أدوار المرأة الهادئة والبريئة مما قد يُحدث صدمة لدى المُشاهدين؟
أحياناً الصدمة والتمرد الفني يكون لهما أثر إيجابي، وخصوصاً إذا لم يتوقع الجمهور ظهوري بمنطقة تمثيلية جديدة، كما أنني غبت لسنوات عن التمثيل وأحببت أن تكون العودة صادمة بالنسبة لجمهوري، وفي الوقت نفسه لا أعتقد أن ملامح الفنان والشكل الخارجي يتحكمان في أدواره بل عليه التمرد على مثل هذه الأمور وتقمص شخصيات جديدة بعيدة كل البُعد عن الشكل والملامح.
برأيك هل ترين أن الملامح والشكل تحكما خلال سنوات نشاطك السابقة في الأدوار الفنية التي كانت تُعرض عليكِ؟
أعتقد أن لكل مُخرج رؤيته الخاصة ونظرة للفنان الذي يختاره للمشاركة في العمل الفني الذي يقوده، وأشكر المخرج تامر حمزة على إختياره لي لأداء هذا الدور الذي وضعني بمنطقة تمثيلية جديدة لم أقم بها من قبل، ولا أنكر أنني كُنت خائفة من هذا الدور ولكنني رغبت في تحدي نفسي لأن الفنان عليه أن يؤدي كل الأدوار ويلعب خارج الصندوق دائما، وفي الوقت نفسه بالفعل الملامح قد تتحكم في أدوار الفنان ولكن على الممثل ألا يكون حبيس ملامحه ويهرب من هذا الإطار بإنتقاء ما يتناسب معه من أدوار لا يتم الإعتماد فيها على الملامح فقط.
وكيف تم التحضير لدور "ماجدة" بالإعتماد على السيناريو المكتوب والعوامل النفسية المُتحكمة في تصرفات الشخصية؟
قرأت السيناريو وتناقشت مع المخرج تامر حمزة في ما يخص الدور، وبعد ذلك إعتمدت على إختيار لوك للشخصية في ما يتناسب مع البيئة الخاصة بالشخصية والعوامل النفسية من حيث المظاهر والغرور والتسلط والتعامل مع الآخرين بتعالٍ، وكل هذه العوامل أثرت الشخصية بشكل كبير وساعدتني على تقديمها بأفضل شكل ممكن، والحمد لله ردود الأفعال كانت إيجابية للغاية.
ولماذا غبتِ لسنوات عن التمثيل خلال الفترة الماضية؟
كان من الضروري تكريس أغلب وقتي للعائلة وخصوصاً أن المرحلة العمرية السابقة لبناتي لم تسمح لي بالمشاركة بأعمال فنية إلى جانب رعايتي لهن، فإخترت العائلة والتركيز مع تربية الفتيات ورعايتهن، حتى نضجن وأصبحت كل منهن تستطيع الإعتماد على نفسها، وحينما عُرض علي دور جيد بمسلسل "قيد عائلي" ووجدت الوقت مناسباً للعودة للتمثيل عُدت، وخصوصاً أن ظروف التصوير والعمل بمجال التمثيل صعبة وتستلزم التواجد خارج المنزل لساعات طويلة من اليوم، ولم استطع القيام بذلك في وقت سابق كي لا أكون مُقصرة في حق بناتي.
شاركتِ بأعمال فنية متميزة في بدايتك الفنية مع كبار الكتاب والمخرجين، برأيك ما الذي تغير حالياً بالنسبة لكِ في الصناعة بشكل عام؟
أعتقد أن أكثر ما ألاحظه في الوقت الحالي هي سطحية بعض المواضيع والسيناريوهات، ففي الماضي كنا نجد أعمالاً درامية مكتوبة بعمق وتؤرخ لفترات زمنية بمصر، ولكن هناك تطور كبير في جودة الأعمال الفنية في الوقت الحالي من حيث عُنصر الإخراج والصورة والديكور ومثل هذه العوامل التي تتحكم وتلفت إنتباه عين المشاهد حيال هذه الأعمال.
بعد سنوات طويلة من نشاطك الفني، ما هي أكثر أعمالك الفنية تأثيراً في الجمهور؟
لا أعرف، الجمهور هو من يستطيع الإجابة على هذا السؤال، ولكن كل أعمالي الفنية لها في قلبي ما يجعلني فخورة بها، وهناك تجارب فنية أحبها للغاية وكانت نقلة نوعية لأدوار أخرى بمشواري مثل "ذئاب الجبل" وفيلم "الراعي والنساء"، ودائماً اسعى لأن أترك بصمة لجمهوري من خلال الذي أُشارك به سواء سينما أو دراما.
البعض يصفك بأنك ممثلة دراما فقط لإبتعادك عن السينما لسنوات طويلة، ألم يأتِ وقت العودة؟
أرفض أن يُقال أن هناك ممثل سينما وآخر بالدراما، فالتمثيل واحد سواء هنا أو هناك، ولكن لست مُضطرة لقبول أي عمل سينمائي يُعرض علي من أجل التواجد أو حتى لا يُقال إن مُشاركاتي الدرامية أكثر من السينمائية، فالأمر لا يُقاس كذلك بل أنني لا أعمل إلا في ما أحبه من أعمال وهذه النصيحة قالتها لي السندريلا سعاد حسني رحمها الله حينما شاركت معها بفيلم "الراعي والنساء" والذي أفتخر أنه موجود بأرشيفي الفني، ومنذ ذلك الوقت أعتذر عن أي عمل لا أشعر به.
ما بين رفضك للإنتشار في الأعمال الفنية وقبول كل ما يُعرض عليكِ والحفاظ على معيار جودة وإختلاف أدوارك، كيف تختارين أدوارك؟
أختار أدواري بناء على إحساسي بقرب العمل لنفسي ومدى حبي للدور المعروض علي، وأحاول ألا أتواجد إلا لهدف معين في أي عمل فني سواء تحدٍ أو بدور جديد، من دون الإعتماد على فكرة الإنتشار أو التواجد لمجرد التواجد لأن مثل هذه الأمور هي مرفوضة تماماً بالنسبة لي.
درستِ الإخراج ولم تعملي به.. فما السبب؟
لم يكن هدفي العمل بمجال الإخراج بل دراستي للإخراج للتعرف على كل الجوانب الفنية وكي أكون على دراية بكل جوانب وعناصر العمل الفني، وهذا أفادني للغاية في مشواري التمثيلي، وجعل معيار إختيار أدواري دقيقاً للغاية، وكانت خطوة إيجابية أضافت لي ولم تنتقص مني شيئاً.
وفي النهاية.. بعيداً عن أعمالك الفنية، كيف تنظرين لحياتك الخاصة والاسرية بعد أن كرستِ لها وقتاً كبيراً كان سبباً في غيابك عن التمثيل؟
سعيدة للغاية بأنني إلى جانب بناتي وزوجي وخاصة أنه من الضروري أن يكون هناك توازن بين الطرفين، ولكن لو إستلزم الامر أن أغيب عن الفن لأجل العائلة والاسرة فسوف أفعل ذلك كما فعلتها وقتما كانت الاسرة تحتاجني لصغر عمر بناتي خلال فترة غيابي ولم أستطع تركهن لساعات طويلة والتواجد خارج المنزل بالتصوير، وأعتقد أن ما فعلته هو الطبيعي وخاصة أنني عشت أجواء النجومية والشهرة في سن مُبكرة واحببت أن أكون مؤثرة في حياتي الاسرية وأن يكون لي نجاح بهذه المنطقة كما فعلتها بمشواري الفني.