الشاب مامي والملقّب بـ"أمير الراي"، الذي إستطاع أن يتخطى الفقر ليصبح واحداً من أشهر مطربي الراي في العالم، وتجاوزت شهرته الجزائر ووصل إلى حدود العالمية، في مسيرة فنية لسنوات طويلة مليئة بالتفاصيل والأحداث.
عاش في حي فقير وطفولة صعبة
لم تكن حياة "محمد الخليفاتي" أو الشاب مامي سهلة في طفولته حيث ولد بين 9 اشقاء وأب صارم يعمل في أحد مصانع الورق، فنشأ في أوضاع فقيرة، وقد ولد "مامي" في 11 تموز/ يوليو عام 1966، وبالرغم من أنه كان أصغر أخوته لكنه كان حريصاً على قبول العمل من أجل مساعدة والده على كسب قوته اليومي، وكانت هوايته الغناء فكان يحفظ ويغني المقطوعات الأجنبية، وبدأ يغني في الأفراح والنوادي الليلة، إلى جانب حرصه على متابعة واجباته المدرسية.
ولكنه في عمر الـ13 عاماً شارك في برنامج "ألحان وشباب" وحصل على المركز الثاني وقتها، بعد أن أدى أغنية قديمة تعود إلى عام 1920، ولم يحصل وقتها على المركز الأول للنظرة الدونية للراى حيث كانت السلطات ترى بأنه نوع من النشاز والغناء المنحرف.
بداية الإحتراف والشهرة في فرنسا
ما بين عامي 1982 و1985 باع الشاب مامي مئات الآلاف من النسخ من أشرطة الكاسيت التي قدمها مما جعله يحقق شهرة معقولة، ولكن بعد إلغاء السلطة الجزائرية الحظر عن موسيقى الراى عام 1985 كانت بدايته الحقيقة إلى جانب الشاب خالد فتم تنظيم المهرجان الأول للراى في وهران ، وفي عام 1986 شارك الشاب مامي مع الشاب خالد في مهرجان بوبيني في فرنسا، وهناك نجح في التعاقد مع إحدى الشركات، وأحيا بعدها حفلاً على خشبة
مسرح أولمبيا الباريسي الشهير وكانت سابقة لمغني راي، وبعدها بفترة سجل أول ألبوماته "دوني لبلادي".
الخدمة العسكرية لم تعطل مشواره ودويتوهات عالمية وعربية
وفي الوقت الذي وصل فيه الشاب مامي إلى مكانة كبيرة، غاب عن جمهوره لمدة عامين أدى خلالهما الخدمة العسكرية، وبعد انتهائه عاد ليواصل مسيرته الفنية من باريس مجدداً، فقدم في عام 1990 ثاني ألبوماته الغنائية "خلوني نبكي وحدي" في أميركا، وبعدها بـ5 سنوات قدم "سعيدة" وهو إهداء لأهل بلدته الفقيرة ، ومن بعده ألبوم "مالي مالي" عام 1999 الذي حقق أعلى مستوى مبيعات في فرنسا، ليصبح الشاب مامي بعدها من أهم مطربي الراي على مستوى العالم، وهو ما دفع النجم العالمي ستينغ للتعاون معه في أغنية "وردة الصحراء"، التي طرحها في عام 1999، ونال شهرة كبيرة أيضاً في العالم العربي، بعد أغنية "يوم ورا يوم" مع سميرة سعيد، وكانت الأغنية شهادة ميلاد فني له في العالم العربي، وغنى أيضاً مع كاظم الساهر أغنية "أجلس في المقهى".
حياته العائلية
إنتشرت شائعات عن زواج الشاب مامي من فتاة مغربية، لكن في تصريحات له نفى الأمر مؤكدا بأنه متزوج فقط من جزائرية، هي ابنة عمه ولم يتزوج غيرها، ولديه ولدان منها.
دخل السجن بعد إجهاض صديقته وعمل في العقارات
في عام 2005، أجبر الشاب مامي صديقته الفرنسية إزابيل سيمون بإجهاض طفلهما، فُحكم عليه بالسجن 5 سنوات، وذلك في عام 2009، وأُطلق سراحه في 23 آذار/مارس عام 2011، بعد أن طلبت عائلتة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي العفو عنه، وبعد خروجه من السجن إعتبر الشاب مامي في تصريحات له أن الأمر كان فرصة للقيام بجرد حساب لحياته، وأنها تجربة مؤلمة تعلم منها، وقد تعطلت أعماله فلجأ وقتها للعمل في العقارات في الجزائر.
شائعات الإعتزال وموقفه من الثورات العربية
في عام 2017 انتشرت شائعات حول نية الشاب مامي الإعتزال لكنه نفى الأمر، وأعلن تحضيره لألبوم جديد ولا يفكر في الإعتزال لأنه يحب الموسيقى.
والشاب مامي أيضاً عرف عنه تشجيعه للثورات العربية، وذلك بعد ثورات 2011، وكان يفكر في الترشح للبرلمان عن قريته "سعيدة".
تجربة تمثيلية وحيدة
فى عام 1997، قدّم الشاب مامي فيلمه الوحيد "100% Arabica" مع الشاب خالد، وظهر بشخصية كريمو، ويدور الفيلم حول أحوال المهاجرين الجزائريين وتفشي الفقر والجريمة فيه، وعجز الشرطة الفرنسية عن الوقوف في مواجهة كل هذا.