لاشكّ أنه يوماً بعد يوم تصبح متطلبات الحياة أكثر صعوبةً، خصوصاً مع تردي الأوضاع الإقتصادية والأزمات الأمنية والسياسية التي نمرّ بها، وهذا ما يؤدي إلى زيادة الحوادث الإجتماعية والمعيشية، ويتطلب مبادرات إنسانية فاعلة من قبل من هم قادرين على أخذها وتفعيلها في مكانها الصحيح.
وهنا نحن لا نتحدث عن من هم في مواقع السلطة سياسياً أو إقتصادياً، كونهم في عالم آخر وبعيدين كل البعد عن الإهتمام بهذه الأمور، ولكن نحن هنا في صدد الحديث عن أصحاب الرأي العام من فنانين وممثلين والذين اليوم بمعظمهم يقودون الكثير من الحملات عبر صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي، للمناداة بالعديد من المواضيع الإجتماعية والإنسانية، ولكن الـ "حبر على ورق" لا يكفي بل يجب ترجمته على أرض الواقع.
وللوقوف على أمثلة حيّة، كان لافتاً كثيراً ما قام به الفنان اللبناني رامي عياش مؤخراً، بتكفّله بملابس أحد التلامذة لسنة كاملة من قبل جمعيته "عيّاش للطفولة"، وذلك بعد أن ضجت قصته بسبب معاقبة المدرسة للطالب نظراً لتأخره عن شراء الزيّ المدرسيّ، لعدم قدرة ذويه المادية على تأمينه.
هذه المبادرة طبعاً غيضٌ من فيض ما يقوم به عياش عن طريق جمعيته، ولكن أتى الأمر تفاعلاً مع قضية آنية ومستجدة لاقت تفاعلاً كبيراً على السوشال ميديا أثبتت أهمية تفاعل النجوم على أرض الواقع وليس بالكلام فقط.
وكمثل آخر، نذكر أيضاً تفاعل الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم مؤخراً مع قضية الطفلة التي ضجت وسائل التواصل بمقطع فيديو وهي تتعرض للضرب من قبل والدها لعدم قدرتها على المشي، فأعلنت نادين عن إستعدادها لتبني هذه الطفلة.
وفي هذا الإطار لا بد من الوقوف عند ذكر النجمة العالمية أنجلينا جولي التي قامت بتبني ثلاثة أطفال من ثلاث دول فقيرة، هي أثيوبيا وكامبوديا وفييتنام، ويمكننا إعتبارها أكبر مثال للتضحية والإنسانية ولابدّ من أن نحتذي به.
فالطفل المتبنى ليس بحاجة إلى المال، بقدر ما هو بحاجة إلى الأمان الذي لايشعر به في كنف عائلة تحميه وتهتم به.
وأخيراً، كثير من الفنانين والنجوم يحبذون عدم الإفصاح عن أعمالهم الإنسانية وهذا بالطبع أمر نحترمه، ولكن ليس من الخطأ الكشف عن بعضها لكي يكونوا عبرة للكثير ممن يحتذون ويتمثلون بهم.