هو قامة تمثيلية من الزمن الجميل قل نظيرها، عاصر أهم المخرجين والكتّاب والممثلين في زمن الشاشة الذهبي، وصدح صوته بمسلسلات إذاعية وظل محفوراً في ذاكرتنا.
أبدع عبد المجيد مجذوب في الإذاعة والتلفزيون اللذين كانا ملعبه، فتسلح بصوت رخيم ولغة عربية ومخارج حروف صحيحة، جسد أدواراً تاريخية وأخرى رومانسية، كما أدى دور الراوي في مغامرات سندباد البحري، هو ينتقي أعماله بدقة، وكان آخرها مسلسل "الهيبة"، كما لعب دوراً صعباً تم اختياره شخصياً لأدائه في مسلسل "الأخوة"..
وكنا قد نشرنا الجزء الأول من مقابلة أجريناها معه من موقع الفن، وإليكم الجزء الثاني منها..
دعنا نتحدث عن حياتك الأسرية والشخصية.. لديك خمسة أولاد هل يقيم بعضهم في لبنان أو أنهم مسافرون؟
كلهم مسافرون، وابنتي منى زميلة وهي خبيرة في مهنتها تملك صوتاً جميلاً يصلح لهذه المهنة تماماً وراقية، والدكتور أحمد صوته جميل جداً لديه اختصاصان جراحة والعقم عند الرجال، وكل أولادي يشبهونني بشكل أو بآخر، وإبني خالد درس راديو وتلفزيون ويعمل حالياً في قناة الجزيرة بالدوحة وثقافته الغربية عالية جداً، وكل أولادي متزوجون ما عدا خالد ويزورونني دائماً ونحن على تواصل يومي على هذه النعمة والنقمة في الوقت نفسه بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، والحمد لله أسرتي متماسكة.
منذ متى أنت متزوج من زوجتك الحالية؟
زواجنا بات عمره 53 سنة.
هل ما زلت تحبها كما في السابق؟
أنا رجل سعيد وراضٍ.
الحب في حياة عبد المجيد مجذوب، هل اقتصر على المسلسلات أم عشته حقاً؟
أنا لم أعش قصة حب في حياتي ولم أعرف الحب يوماً، وما شاهدتموه في مسلسلاتي كان مجرد تمثيل.
وماذا عن زوجتك الراحلة آسيا غندور؟
ذلك الزواج لم يدم طويلاً وتقدر أن ننفصل ربما للمصلحة العامة للطرفين، وكانت ثمرة الزواج ابنتين رائعتين منى وهند، ثم ارتبطت بزوجتي الحالية زينب واحتضنت الابنتين وربتهما وأنجبت لي ثلاثة أولاد ذكور.
وكيف تم اللقاء بينك وبين زوجتك الحالية؟
التقينا صدفة ، نظرت إليها ونظرت إلي، سلمت علي فسلمت عليها فسألتها تتزوجينني فوافقت.
هناك أربعة أصوات في لبنان لن تتكرر عبد المجيد مجذوب، جهاد الأطرش، محمود سعيد ووحيد جلال...
من قال إنها لن تتكرر، كتب الله لها وحظها جيد أن تخوض تجربة ممتازة جداً والتوفيق من الله، وهذه الأسماء جميعها تواجدت بين أساتذة عمالقة قلما يجود الزمان بمثلهم، وهم صبحي أبو لغد عبد المجيد أبو لبن وغانم الدجاني هم ربوا هذه الأسماء ودربوها وكانت تملك الأهلية والصدقية والاهتمام والجدية في العمل فوصلت بإذن الله.
كنت في عمل مختلف في مجال النفط ثم انطلقت فنياً من الإذاعة أخبرني عن عملك الإذاعي؟
كنت في "الاتحاد الفني" الذي أغنى كل المكتبات الإبداعية في العالم العربي، بالبرامج والمسلسلات والتمثيليات، وكذلك عملت مع استوديو شلهوب والجهات الرسمية لم تنتج أبداً، وكان رشيد علامة استاذي وعرض علي بعض الأمور التي لم أقبل بها إلى أن سنحت الفرصة المناسبة وبدأ المشوار.
تعرض عليك حالياً أدوار في مسلسلات؟
الكثير، لكنهم يعرفون مسبقاً أنني سأرفض ولكن يحاولون رغم ذلك، وأعمالي ليست مقتصرة على الإطلالة التلفزيونية، لدي مؤسسة اسمها خلود تيمناً بإبنتي خلود وهي "خلود للإنتاج" للترجمة والدبلجة، وأنا أعمل بالصوت مع مؤسسات راقية لها وزنها في العالم العربي، وعملت للقرية الإلكترونية وأسجل شعراً لأشخاص محترمين في العالم العربي والأمور مستورة والحمد لله.
هل اتخذت قراراً بإنشاء شركة خاصة بك لأنك كنت تعلم أن الفن لا يطعم خبزاً؟
من قال هذا الأمر، يتقاضون الملايين في الفن، وأنا مرتاح حالياً والحمد لله وأعيش في رضا وربي وفقني في حياتي، وصحتي جيدة وأمارس الرياضة وأولادي (الله يرضى عليهم ويوفقهم) دائماً يغدقون علي، لكني أقول لهم أنا مرتاح لست بحاجة وأنا مكتفٍ.
أخبرني عن ذكرياتك مع زملائك في العصر الذهبي للتلفزيون؟
الياس رزق كان طيباً وحنوناً وفناناً ومبدعاً ولم تكن لي علاقات شخصية مع الفنانين، وحتى لو تذكرت مواقف معينة لا أبوح بها.
كلمتك الأخيرة
أتمنى لك مستقبلاً باهراً لأنك تستحقين ولموقع الفن كل النجاح والتقدم.