لا يختلف إثنان على روعة إحساس الفنان الفار من وجه العدالة فضل شاكر، وحسن إختياراته للأعمال التي قدّمها طيلة السنوات الماضية، والتي جعلت منه في مصاف النجوم الأكثر طلباً في المهرجانات والحفلات في لبنان والعالم العربي، والتي حوّل البعض منها أخيراً إلى منبر لتوجيه سهامه السياسية المتطرفة للغاية.
طرحه لأغنية جديدة حملت عنوان "يا ترى" لم تكن موفقة على الإطلاق، على الرغم من نسبة المشاهدة العالية التي تحققها الأغنية الصورة على طريقة lyric video، وكلمات الأغنية المعبرة للغاية والتي كتبها الشاعر أحمد ماضي.
لقد إستمعنا إلى الاغنية أكثر من مرة، لنكون على قدر كبير من المهنية في حكمنا عليها، ولاحظنا الاتي:
أولاً: إن الفنان فضل شاكر لم يقدم جديداً من خلال هذه الأغنية، فهي تشبه الكثير من الأغنيات التي سبق وقدمها من قبل، لكنها جاءت بنسخة رديئة تقنياً.
ثانياً: من الملاحظ أن تسجيل الصوت في الاستوديو غير منسجم مع الموسيقى، ولعل السبب تقني بإمتياز وربما يعود إلى تسجيل الفنان في استوديو يفتقر إلى ماكينات التسجيل المتطورة والمعروفة عالمياً، ففي الكثير من المقاطع طغى صوت الفنان على الموسيقى.
ثالثاً: من الملفت أن توزيع الأغنية متفكك إلى حد كبير، وغير منسجم مع كلام الأغنية وتقطيعها ولا حتى يتطابق معها، وعليه يصح المثل القائل "من كل وادي عصا".
رابعاً: أداء فضل لم يكن موفقاً كما إعتدناه في أغنيات سابقة له، فالإحساس لم يصلنا حتى، وهو المتعارف عليه أنه ملك الإحساس. لذلك المطلوب من فضل أن يعيد حساباته الفنية، قبل أن يطرح أي عمل على الرغم من إنتشاره، لكننا ننتقد من الناحية الموسيقية، وجل ما نطلبه من فضل أن يسلّم نفسه للسلطات اللبنانية، وينفّذ الأحكام الصادرة بحقه، ليعود من بعدها إلى الساحة الفنية وليقرر الجمهور تقبله أو لا.