مرة جديدة تحوّل المخرجة ليال راجحة قصة حقيقية إلى فيلم سينمائي، ولكن هذه المرّة بقالب جديد يختلف عن عمليها السابقين "حبة لولو" و"شي يوم رح فلّ".
فهذه المرّة كانت إنطلاقة فكرة العمل من قصة رواها أمامها أحد الأشخاص الذين إلتقت بهم صدفة عند أحد أصدقائها، فأثارت بداخلها فضولاً كبيراً وأثّرت بها كثيراً مما دفعها إلى الطلب من صديقها للإجتماع مجدداً بهذا الشخص وسؤاله إن كان بإمكانها تحويل قصة جدّته إلى فيلم سينمائي قصير، وإن كان بإمكانه مساعدتها في كتابة سيناريو الفيلم كي يكون دقيقاً أكثر، فأتى جوابه إيجاباً وهكذا إنطلقا بالعمل.
وما يميّز هذا الفيلم، عن سابق تجاربها أنه ليس تجارياً وليس للعرض، بل كان عبارة عن الرسالة التي قدمتها راجحة لنيل الدرجة الثانية من الماجستير في جامعتها، ولكن وبحسب ما قالت أنه لشدّة تأثر الحاضرين بهذا الفيلم، طالبها أحدهم بعرضه سينمائياً وبعد ترددها وافقت.
وهكذا كان العرض يوم الإثنين الماضي في الـ9 من الشهر الجاري في Grand Cinema في ABC Achrafieh بحضور النائب فيصل الصايغ ممثلاً النائب تيمور جنبلاط وأبطال العمل الممثلين مازن معضم، رودريغ سليمان، عبدو شاهين والياس الزايك إضافة إلى حضور الممثلة ندى أبو فرحات وعائلة راجحة وأصدقائها وحشد من الصحافة والإعلام.
هي قصةّ مؤثرة جداً إختزلت فيها راجحة الكثير من المعاني ما بين تضحيات الأم الجنوبية واللبنانية، وتحملها للألم والعذاب للتضحية بأبنائها دفاعاً عن كرامة وطنهم وأرضهم، إضافة إلى أنه مهما إختلف أبناء الوطن الواحد في العموميات فإنهم سيلتقون يوماً ويعودون ويقفون إلى جانب بعضهم وذلك كله في حوالى الـ15 دقيقة، عادت بها راجحة إلى فترة الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
تجري أحداث هذه القصة في الجنوب اللبناني وتصوّر بشكل خارجي الإنقسام الذي كان بين اللبنانيين تلك الفترة بين المقاومة الإسلامية، وميليشيا لبنان الجنوبي أو "جيش لحد".
"إبراهيم" الشاب المقاوم الذي يؤدي دوره الممثل عبدو شاهين، إبن الأم الذي تؤدي دورها الممثلة ختام اللحام، يُقتل خلال تنفيذه إحدى العمليات ضدّ الإحتلال الإسرائيلي، فيأتي "إلياس" الشاب اللبناني المنخرط "بجيش لحد" وهو صديق مقرّب لإبراهيم وعاشا طفولتهما معاً، والذي يؤدي دوره الممثل رودريغ سليمان، إلى منزل الأم لإخبارها بالفاجعة ويطلب منها القدوم معه لأن عنصرين من جيش الإحتلال اللذين يؤدي دوريهما الممثلان مازن معضم والياس الزايك يريدانها أن تتعرف عليه إن كان فعلاً إبنها، طالباً منها نكران الأمر لأنه في حال إعترفت فإنهم سيهدمون منزلها، فما سيكون موقفها؟ هل ستستطيع أن تتحمل وجعها وتكابر على نفسها بينما إبنها ملقى أمامها على الأرض ومضرّجاً بالدماء؟
إنها فعلاً صورة حزينة عكستها راجحة لفترة مؤلمة مرّت على لبنان، أرادت من خلالها بحسب حديثها معنا خلال تواجدنا في هذا العرض إيصال رسالة بأن نتقبل الإختلاف، وبداخلنا جميعاً هناك إنسان مهما كانت هناك من حروب وإنقسامات في البلد، فنحن في النهاية أهل علينا أن نتعايش مع بعض ونتفهم الآخر.
وكان لنا أيضاً لقاءات مع أبطال العمل، الممثل مازن معضم الذي أكد أن الفيلم جميل ويحمل رسالة متمنياً أن يشارك في المهرجانات وأن ينال الجوائز.
وأضاف أنه سعد كثيراً بالعمل مع راجحة متمنياً أن تُعاد التجربة بينهما في فيلم أطول.
أما الممثل رودريغ سليمان فقال إن الدور الذي يؤديه في العمل جديد عليه، ولم يؤد مثله من قبل، معبراً عن محبته الكبيرة لهذا الدور.
وأضاف ان من سيشاهد الفيلم سيكتشف أمراً عن تلك الفترة قد لا يعرفها كما حصل معه عندما قرأ السيناريو.
الممثل عبدو شاهين الذي قال إنه كان له الفخر بأن تختاره راجحة لهذا الدور الذي عنى له كثيراً، مضيفاً أنه إستمتع كثيراً وهو يؤديه.
الممثل الياس الزايك الذي قال انها كانت تجربة جميلة جداً متمنياً لو كانت أطول، ولاسيما لطريقة العمل التي تمّت وخاصةً مع راجحة.
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً، إضغط هنا.