زين شاكر فنان لبناني، صاحب صوت طربي أصيل، في رصيده عدد من الأغنيات الناجحة والتي يرددها الجمهور إلى اليوم.
هو كاتب وملحن، تعاون مع عدد من الفنانين في أغنيات مهمة، واليوم وبعد فترة من الغياب يعود بعمل جديد أخبرنا تفاصيله في هذه المقابلة التي أجريناها معه، إضافة إلى غيرها من المواضيع.
أخبرنا عن عملك الجديد؟
أحضر لألبوم جديد، عملت عليه لحوالى الـ 8 أشهر وهو يتضمن 8 أغنيات باللهجتين اللبنانية والمصرية، ويضم عدداً من أسماء الموزعين ومعظمه من كلماتي وألحاني وسيصدر قريباً.
لم يتمّ بعد إختيار عنوان الألبوم، ومن المقترح أن يكون "وجع" وهي إحدى أغنياته، على ان يتم تصويرها على طريقة الفيديو كليب إضافة إلى أغنيتين أيضاً سيتم تصويرهما.
وإضافة إلى هذا الألبوم، فأنا أحضر لألبوم آخر يتضمن أغنيات لي أعدت توزيعها وأغنيات أخرى لفنانين معروفين مثل عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وغيرهما أيضاً بتوزيع جديد، ومن المفروض ان يطرح بعد ثلاثة اشهر على طرح الأول.
أكثر الفنانين يعتمدون اليوم على طرح أغنيات منفردة، ولكن أنت سرت بالعكس وستطرح ألبوماً، لماذا؟
صراحةً، حركة السوق في لبنان بشكل خاص كانت بطيئة جداً خلال الفترة الماضية من هذا العام، ولم يكن هناك الحماس الذي كان موجوداً سابقاً، وهذا الأمر جعلنيلا أتسرع في أن أصدر أغنية كل شهرين أو ثلاثة.
ومن هنا جاءت فكرة الألبوم، كي لا أضيع الوقت، إذ أنه في وقت الحركة الخفيفة إستغليت الموضوع في صناعة ألبوم جديد.
مع الإشارة إلى ان الكلفة نفسها إن كان بالنسبة لأغنية منفردة أو الألبوم، وفي الواقع الأغاني موجودة لدي، فأحببت أن يكون الألبوم مرة واحدة، ووجدتها فكرة أجمل من الأغنيات المنفردة، وأراها خطوة أفضل للفنان، وهي تعطي فرصة للمستمع أن يختار بنفسه الأغنية التي تعجبه.
كيف هي علاقتك بالسوشال ميديا؟ خاصة اليوم يلجأ إليها أكثرية الفنانين للتسويق لأعمالهم، فهل ستلجأ لهذا الأمر أنت أيضاً؟ وهل تؤمن ان لها هذا الدور المهم في نجاح وإنتشار الفنان؟
ليس هناك من امر لا يساعد في إنتشار الفنان، وانا لا أستخف بأية وسيلة، ولكن السوشال ميديا وللأسف الشديد أصبحت هناك زحمة في من يعملون فيها، وأصبح هناك "عجقة سير" فيها اكثر من "العجقة" التي نراها على الطرقات.
فبات أي شخص يقول لك أنا لدي مكتب أو شركة للسوشال ميديا وأستطيع ان أسوق لأعمالك، وإن أردت أن أكون منصفاً، هناك حوالى الـ2% من هذه الشركات ممكن أن تعمل بضمير وبالشكل الصحيح، والباقي لا يعرفون شيئاً عن هذا الموضوع، وهو فقط تعبئة للفراغ في ظلّ قلّة الوظائف.
السوشال ميديا أمر مهم جداً، في حال كانت إدارتها بالشكل الصحيح والمتقن، وبالشكل الذي يضمن الشفافية، وأنا لا أريد الإعتماد على شراء المتابعين وعدد المشاهدات، كما يحدث مع الكثيرين.
واليوم أصبحت السوشال ميديا أهم بكثير من التلفاز والإذاعة، إذ تراجعت الاخيرة بشكل كبير، إضافة إلى كثرة الإذاعات التي لعبت بالسوق كثيراً وعملت على التزوير والنصب والإحتيال، فأصبح الإعتماد أو الإستماع إلى الإذاعة التي وصلت في مرحلة من المراحل إلى أهمية أكبر من التلفاز، قليلاً جداً ولا أحد يستمع إليها كما في السابق.
كيف هي علاقاتك بالوسط الفني؟ وهل تؤمن بالصداقات الفنية؟
يوجد أصدقاء ولكنهم بالمعنى الأصح هم "أعداء"، فلا أحد في الوسط الفني يحب الآخر، مع العلم انني أؤمن كثيراً بالصداقات وتعاون الفنانين مع بعضهم، ولكن للأسف الشديد نحن ليس لدينا هذه الروح، ودائماً لدينا روح الغدر والخيانة والأنانية.
أو في أقصى الحالات، يمكنك مصادقة شخص مبتدئ جديد، إلى ان يصبح مشهوراً فيستغني عنك.
حصلت معك هذه الحالة؟
ليس معي تحديداً، ولكن حصلت أمامي كثيراً، بمعنى ان تصنع نجماً "شحّاد" ليس معه ما يأكله ولا يمت إلى الفن والغناء بصلة، فيصبح نجماً كبيراً وسعر حفلته بأرقام خيالية، فيتخلى عنك ويقفل هاتفه بوجهك، مع العلم أنه لليوم إن أعاد الأغنية 100 مرة في الاستوديو فهو "ينشز".
هل تقصد أحداً معيّناً؟
هذا الكلام يشمل الكثيرين، ومن يقرأ كلامي سيعرف نفسه وأنه هو المقصود، فأنا أتكلم هنا عن قلة الأصل والضمير.
من تعتبره اليوم نجماً على الساحة اللبنانية؟ ويستحق هذه النجومية؟
لا يوجد لا في لبنان ولا على الساحة العربية، ونستطيع ان نقول بأنه كان هناك نجوم في لبنان، اما اليوم فهو عصر النجوم المنطفئة، فكلهم نجوم وملوك الطرب (ساخراً)، هناك أغنية ناجحة، وليس هناك مطرب ناجح.
وليس من الضروري أن يكون النجم قد تلقى دراسات عليا في الموسيقى والغناء، فهناك دكاترة في هذا المجال ولكنهم لم ينالوا شهرتهم الغنائية أو الموسيقية، أي انهم ليسوا مشهورين ولكنهم عباقرة.
فالشهرة شيء والخبرة والتعليم الغنائي شيء آخر تماماً، فكان لدينا نجوم في لبنان كبار جداً نفتخر بهم كثيراً.
وهناك نجم أعماله وأخلاقه وشخصيته يدلون على نجوميته، فمثلاً كان عندنا في لبنان، أيام "استوديو الفن" شخصية الفنان وليد توفيق التي تعجبني كثيراً، فهو فنان وصل لمرحلة إستحق لقب "النجم العربي"، فأنا أعتز وأفتخر به كنجم لبناني أضاف للأغنية اللبنانية والعربية أشياء كثيرة.
وهناك أيضاً الفنان راغب علامة من النجوم اللبنانيين الذين شرفوا لبنان فنياً، والفنان الراحل ملحم بركات والفنان غسان صليبا الذي للأسف لم يأخذ حقه كما أخذه الباقون، فهؤلاء وغيرهم طبعاً لم ينطفئوا، ليس بالضرورة أن يكونوا مشهورين ولكنهم نجوم.
وطبعاً لا ننسى كبارنا مثل الفنان الراحل وديع الصافي والفنانة الراحلة صباح والسيدة فيروز التي تفتخر أنك مواطن من بلدها، ونصري شمس الدين والرحابنة، إنها مجموعة "رعب" بإختصار.
اين هي المشكلة برأيك اليوم التي اوصلت الساحة الفنية إلى هذا الحال؟
المشكلة هي في غياب الرقابة الحقيقية، والنقاد والمحاكم التي تحاسب الشاعر والملحن والمغني، فأصبح هناك "فلتان" فني وأخلاقي، فاليوم ترى هناك فنانة معينة لا تملك صوتاً وليست دارسة موسيقى، لكنها تملك شيئاً معيناً من الجمال والذي أيضاً اليوم لم يعد ضرورياً، إذ أن الأمر أصبح مكفولاً بخلعها لملابسها لتشتهر.
ثقافة بلدك تأخذها من فنه، فعندما يكون عندك موسيقى راقية يكون هناك شعب راقٍ، اما وجود موسيقى هزلية فهذا يعني أنه هناك شعب عديم الفائدة.