أصبح التجميل وإزالة علامات التقدم بالعمر أو حتى تحسين الطلة نوعاً من الموضة في السنوات الأخيرة، وقد بدأتها الفنانات لتظهر بأبهى حلة أمام الجمهور لتقلدها العديد من الفتيات، وتنوعت أساليب التجميل بين ما يحتاج إلى عمليات مثل إبر البوتوكس والفيلر وحتى استخدام الليزر العلاجي وجلسات آلات خاصة للتنحيف وإزالة السيلوليت، وبين عمليات التجميل التي تتعلق منها بتصغير الأنف وشد الوجه وشفط الدهون ونحت الجسم.
فقد تغيرت معايير الجمال في ظل هذه التقنيات المتاحة حتى أصبحت الممثلات أيضاً يتبعنها، وفي بعض الأحيان بناء على طلب المنتجين وأحياناً أخرى كي تبدو الممثلة أجمل على الشاشة، ونحن لسنا ضد التجميل بشكل عام، لكن بالنسبة لمجال التمثيل فمن المعروف أن الأداء التمثيلي يتطلب التعبير ليس في الجسد فقط، بل يتركز على ملامح الوجه التي تظهر لنا حالات الحزن والفرح والغضب والتوتر وغيرها، وطالما أن العديد من الممثلات خصوصاً في سن صغيرة، نشاهدهن في المسلسلات وقد غابت هذه الملامح تماماً ،وتحولن إلى دمى من شمع، فأفقدهن التجميل الكثير من عوامل إنجاح الشخصية التي يؤدونه،ا خصوصاً إذا اضطررن أن يقمن بأدوار تاريخية حينها لم يكن هناك لا وشم للحاجبين ولا تكبير للشفاه ولا إزالة التجاعيد، فأضعن فرصة إيصال الشخصية للمشاهد كما يتطلبها المشهد والنص.
فنحن نجد مثلاً أن الممثلة المصرية عبلة كامل قدمت العديد من الأفلام والمسلسلات ولم تقم بأي تجميل، وحتى استغنت عن الماكياج في الكثير من الشخصيات، وحققت نجاحاً مدوياً في تأديتها للشخصيات في الدراما والكوميديا على حد سواء، وكذلك فعلت الممثلة اللبنانية أندريه ناكوزي التي وبسبب عدم خضوعها لأي تجميل، استطاعت أن تقدم شخصية حياة الراهبة ماري ألفونسين مؤسسة دير الوردية.
وقد تحدثت العديد من الممثلات عن مشاكلهن مع التمثيل، منهم الممثلة السورية مها المصري التي حرمتها عمليات التجميل من التحكم بتعابير وجهها وغيرها، وفي المقابل خرجت المغنية ديمي لوفاتو لتنشر صورة لساقيها من دون فوتوشوب، وقد بدا السيلوليت فيهما لتعلن أنها لم تعد مضطرة للخجل من جسمها وإخفاء عيوبها لأنها لم تعد تكترث للأمر، وهي متصالحة مع نفسها.
في النهاية كما قلنا التجميل أصبح موضة العصر، ولكن بالنسبة للممثلات فعدم اللجوء إليه قدر الإمكان، ومثال على ذلك عايدة صبرا وغيرها، يخدم مصلحة العمل ككل في إيصال كل نواحي الشخصية بصدق عبر تعابير الوجه.