ولد الممثل عبد المجيد مجذوب في طرابلس في 11 نيسان/أبريل عام 1940، نشأ على الشعر واللغة والفقه والده محمود مجذوب، كان تاجراً عاش قسماً من حياته في البرازيل، ووالدته حفيظة رستم، برز ميله إلى الغناء والعزف في وقت مبكّر، وهو ممثل لبناني من مؤسسي الدراما اللبنانية ، ترك فيها بصمات لا تُمحى حيث تألّق حضوراً وأداءً، دخل ميدان الدراما الإذاعية بفضل صوته الرخيم، فبقي في هذا الميدان عامين، سجل خلالهما مسلسل "عقد الياسمين". كانت محطته الأولى في التلفزيون مع حلقات دراميّة من التراث العربي أنتجتها شركة "بيتروليوم". جسّد يومذاك شخصيّة طبيب يكشف الجرائم، قبل أن تسند إليه البطولة الفعليّة الأولى في "اليد الجريحة"، ثم "الفارس الملثّم" و"سر الغريب"، فـ"ليلى والبراق". شكّل مع الراحلة هند أبي اللمع ثنائياً جميلاً فأبدعا وبرعا وإستطاعا أن يقنعا الجمهور بأنهما حبيبان فعلاً. حرص منذ البدء على صقل معارفه وتثقيف نفسه فهو مجتهد والموهبة وحدها لا تكفي. هو قارئ نهم، ومدمن على الشعر. لم يبدأ مشواره الفني من معهد للتمثيل، كما أصبحت العادة اليوم، وإنما في الكويت، عندما كان يعمل في شركة لتنقيب البترول أدى أدوارا في ثلاثة أفلام سينمائية، وكانت له مشاركات مسرحية قليلة، لكن الإذاعة والتلفزيون بقيا ميدانه المفضل. هو الصوت الدافئ الأنيق الذي يدغدغ مشاعرنا بقصائده الجميلة المكتوبة بالفصحى الصحيحة وليس بالفصحى المستحدثة لأن اللغة العربية جزء من حياته . أدى العديد من الأدوار التاريخية، مثل امرؤ القيس والمتنبي. كما أدى دور الراوي في مغامرات السندباد . ومن أهم مسلسلاته مسلسل "عازف الليل" و مسلسله الناجح "آلو حياتي".. مع الممثل المخضرم عبد المجيد مجذوب كان لنا في موقع الفن هذا الحوار..
أين تقيم حالياً؟
في الصيف أنتقل للإقامة في منزلي ومساحته كبيرة في منطقة الهري وكل سنة في الصيف يتاح لي أن أستريح لشهرين أو ثلاثة حسب ما تسمح الظروف، وهذا متنفس لي ولأولادي وإبنيته منذ حوالى الـ 22 سنة.
اكتسبت إتقانك للغة العربية من المدرسة هل كان لديك شغف بها وهل تأثرت بوالديك في هذا الموضوع؟
والدتي كانت أمية لا تعرف القراءة أو الكتابة لكنها كانت امرأة طاهرة وطيبة ومؤمنة وخلوقة وجميلة وصوتها جميل ومحترمة وعزيزة النفس، أما والدي فكان يتحدث ثلاث لغات منها البرتغالية، ووالدي محمود كان ابن مالك لعقارات جدي محمد الذي كان يملك ربع بساتين طرابلس، سافر والدي إلى البرازيل وعندما عاد وجد والديه قد توفيا وتركا له ميراثاً. أما اللغة العربية فقد أحببتها وطفولتي كانت دينية النزعة، وكنت دائماً ما أذهب إلى المسجد فكان قلبي معلقاً به.
ما رأيك في تقديم نسخة جديدة من مسلسل "ديالا" رغم أنك لم تمثل فيه؟ وفكرة تجديد هكذا أعمال في العصر الذهبي للتلفزيون في لبنان؟
لم لا هذا أمر موجود في العالم كله، وكل الأفلام العظيمة التي أتحفتنا بها العبقرية العالمية عبر التاريخ منذ نشأت السينما كانت في البداية تجربة، ثم حدث التمكن والاحتراف وهذا الإبداع العظيم الذي أطل علينا في ذاك الزمن منذ الخمسينيات حتى الثمانينيات كان أفكاراً عظيمة ثم انحدر المستوى.
ما سر عظمتها هل لان الانتاج سخي والناس كانت مؤمنة بالفن وكان هناك كتاب ممتازون؟
لا داعي أن اعيد، ما قلته كله صحيح، فالاعمال الحالية التي تطرح ليست أجمل وأفضل من القديمة رغم التقدم التقني، وتكون أعمالاً سخيفة وكأنهم يريدون أن يمحوا من تاريخ البشرية كل شيء حتى الأشياء القيمة في الأخلاق وفي الدين وفي الوجدان يريدون تسفيه كل شيء حتى الإنسان يريدون طيه ورميه في الزبالة لتحل مكانه الآلة والروبوت.
عرفت واشتهرت بثنائيتك مع الممثلة الراحلة هند أبي اللمع حتى أتقنت الدور لدرجة أن الناس اقتنعت بأن هناك حباً يجمعكما؟ هل تفتقد لها كممثلة وإنسانة؟
أنت تردين الفضل كله لجمال هند أبي اللمع، ولكن لا يعود الفضل فقط في القدرة على إقناع الناس لي أو لها بل للكلمة الرائعة العظيمة والمتفردة التي لا سابق لها ولا لاحق، للكاتب الراحل وجيه رضوان، نحن أتقنا أداءنا وما بين يدينا كان شيئاً جميلاً ورائعاً وليس أننا أحببنا بعضنا، بل جسدنا الدور بطريقة صحيحة وأوصلناه كما يجب أن يصل، وهي كانت أكثر من أختي وأنا طاهر لدرجة كنت أعتبرها أكثر من أختي وزوجها الراحل أنطوان ريمي كان صديقي وحبيبي، وأنا إنسان أتقي الله.
كم أثّر غياب أسماء كبيرة مثل مروان العبد وأنطوان ريمي ورشيد علامة على الساحة الدرامية وترك فراغاً وهل تجد أن هناك بعض الكتاب الذين يمكن أن ينهضوا بالمسلسلات والدراما حالياً؟
الحياة لا تتوقف عند ابتداء أحد وانتهاء آخر، والموهبة ليست وقفاً لا على أحد ولا مكان ولا زمان، نستثني من ذلك الأنبياء، الإتقان للعطاء الإنساني بيد الله وهو يمنحه لمن يشاء، لكن هناك جو عام فاسد خصوصاً بما يتعلق بالأخلاق والصدق والأمانة والتعاطي.
بعض الكتاب يبررون أنهم ينقلون واقع الحال في أيامنا هذه..
إنما الأمم أخلاق إن بقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا وحالياً الأخلاق ذهبت.
هل تتابع مسلسلات درامية؟
لا أتابع أية إعادة لأي عمل، ولا أحضر نفسي في مسلسلاتي، أمارس الرياضة وأتابع الأفلام الوثائقية، ولا تعنيلي هي فقط، عملت فيها وكسبت رزقاً منها.
شاركت بعدة مسلسلات في الآونة الأخيرة..
أنا ممثل برعت بفضل الله تعالى وأثبتت ذاتي في مضمار التمثيل في العالم العربي كله، وقبل مسلسل "الهيبة" شاركت بمسلسل "الإخوة" وعرض في كل العالم، والشخصية التي لعبت دورها ماتت ويظهر في مشهد اسمه الوصية ومشهد فلاش باك أو حلم وهذه الإطلالات موجودة في العالم كله، وهذه المشاهد تحتاج إلى طاقة مبدعة متمكنة مقنعة لتأديتها، ولذلك يستعينون بممثل أثبت جدارته ومقدرته، ويتفقون معه على أن يجسد هذه الحكاية وهو بمزاجه العقلي وفهمه للعبة الحياة واستمرار الأداء فإذا كانت تخدم تاريخه واسمه ووجوده عند الناس يقبل بها، وفي "الإخوة" وجدت أن الإطلالة تخدمني كثيراً وكذلك في "الهيبة" خدمتني جداً.
من يعجبك من الممثلين أو الممثلات الحاليين؟
محلياً هناك أكثر من ممثل من الشباب السوريين ممتازين وهم ملؤوا الساحة، ولا أسمّي أحداً بعينه، في بعض الأحيان تكونين متوسمة في أحد أو من أحد أنه سيلمع في النهاية، ولكنك ترين أن أساليب ومصالح الإنتاج تلوي ذراعه وينساق إلى طريق "كما تريد السوق".
ما رأيك بمشاركات رولا حمادة ونقولا دانييال ورفيق علي أحمد ونعمة بدوي في دراما رمضان الماضي؟
"عسلامة عينهم"، مع كل احترامي ومحبتي، كلامي الوارد أعلاه وإن حملته وجه العمومية لكنه لا ينطبق على الجميع، أنا أتحدث عن واقع السوق حالياً والمرحلة، وهذا ما فُرض في السوق على أرض الواقع، والمنتجون مستعدون أن يكلف العمل ملايين الدولارت لكن ما يهمهم هو أن يبيع "والناس هيك بدا"، مثلاً قدموا 12 جزءاً من "باب الحارة"! هذا مبالغ فيه هنا وفي مصر وأينما شئت في العالم العربي.
لماذا كنت مقلاً في أعمالك السينمائية؟ وماذا عن السينما المصرية؟
انا عملت 3 أفلام اثنان منها بطولة وواحد انتاج مشترك، وعلى أيام كميل شمعون كان المصريون والسوريون والاجانب يأتون ليصوروا في لبنان، وأنا لم أذهب إلى مصر ولم يطلب مني ولم أحاول على الإطلاق، وأنا أصبحت نجماً في سنتين أو ثلاثة على مستوى العالم العربي، ومجلة الحسناء كانت الأكثر انتشاراً في العالم العربي كله أقاموا استفتاء لمدة ستة أشهر من الوجه الأكثر محبة لقلوب المشاهدين العرب على الشاشة الصغيرة ووصلت العديد من الرسائل إلى مكاتب المجلة وحين انتهى الفرز وظهرت النتائج كان الفرق بيني وبين الفائز بالمركز الثاني نور الشريف.
ما مشاريعك الجديدة؟
معروض علي أعمال ولم أقل بعد نعم، ولا أستطيع أن أكشف عن أي شيء يتعلق بهذا الأمر حتى أوافق على أي عمل.
ترقبونا في جزءٍ ثانٍ من اللقاء.