كريستوفر دولييه ريف ولد في 25 أيلول/سبتمبر عام 1952، من أب اسمه فرانكلين يعمل كأستاذ جامعي في اللغة الإنجليزية وأم إسمها بربرا وهي صحافية، والتي انفصلت عن والده وهو في الرابعة من عمره، ومن ثم إنتقل للعيش مع والدته في ولاية نيوجرسي، وبعد تخرجه من الثانوية العامة التحق بجامعة "كورنيل"، لدراسة الفنون وتخرج منها عام 1974.
هو ممثل أميركي حقق النجومية، من خلال بطولة أدوار شهيرة، أهمها شخصية "سوبر مان" عام 1978، والذي فاز من خلالها بجائزة بافتا.
وظهر كريستوفر ريف في أفلام أخرى لقيت استحسان النقاد، مثل البوسطنيون (1984)، ستريت سمارت (1987) بقايا اليوم (1993). وحصل على جائزة نقابة ممثلي الشاشة وجائزة غولدن غلوب، عن أدائه في الفيلم التلفزيوني "النافذة الخلفية" (1998)، ورحل عن عالمنا في 10 تشرين الأول/أكتوبر عام 2004 بعد معاناة طويلة مع المرض.
كريستوفر ريف "سوبر مان"
تخَرّج كريستوفر ريف من جامعة "كورنيل" في نيويورك، وكان قد بدأ حياته الفنية في الأعمال التي تُقدم في المهرجانات الصيفية، وظهر في المسلسل التلفزيوني Love of Life وهو لا يزال يدرس في الجامعة، ثم عمل في مسارح برودواي عام 1976 في مسرحية "مسألة جاذبية"، ولعب فيها دور حفيد كاثرين هيبورن، ثم قام ببطولة Fifth of July، ورغم أعماله الأولية المحدودة إختير عام 1978 من بين 200 مرشح ليقوم بدور "سوبرمان" كلارك كينت الذي يتحوّل بإرادته الى البطل الطائر لانقاذ البشرية، ويعد هذا الدور هو الأبرز والأشهر في حياته. بعد ذلك توالت أعماله ومنها (The Remains Of The Day، Superman III، Above Suspicion).
كريستوفر ريف مقعداً
يوم 27 أيار/مايو عام 1995، كان مفصلياً في حياة كريستوفر ريف، بسبب تعرضه لحادث مروع أدّى الى شلله بعد أن سقط عن ظهر الحصان خلال مسابقة الفروسية في كولبيبر، فرجينيا، فلقد رفض حصانه "ايسترن اكسبرس" القفز فوق الحاجز ورمى به أرضاً.
وظلَّ كريستوفر ريف مقعداً على كرسي متحرك الى جانبه جهاز تهوية محمول، لأنه لم يكن بوسعه التنفس من دون مساعدة.
في مطلع عام 2003 خضع في كليفلاند باوهايو، لعملية تجريبية تم خلالها زرع قطب كهربائي في عضلات وسط صدره، مما أتاح له التخلي عن جهاز التنفس لبضع ساعات في اليوم. وبعد سنوات من التدريب الفيزيائي وبفضل منشط كهربائي للعضلات، تمكن من تحريك اصابع يده اليسرى وأصابع رجله مجدداً.
عمل كريستوفر ريف نيابة عن الأشخاص الذين يعانون من إصابات في النخاع الشوكي، لتطوير أبحاث الخلايا الجذعية الجينية البشرية. وأسس مؤسسة باسمه "كريستوفر ريف"، كما شارك في تأسيس مركز أبحاث "ريف - إيرفاين".
وكتب بعد سنوات في كتاب حمل اسم "لا شيء مستحيل: افكار حول حياة جديدة"، أن فرصه في النجاة من عملية لإعادة وصل رأسه بالعمود الفقري كانت 50% في افضل الاحوال. وروى أيضا في الكتاب كيف أن حبه لزوجته الثانية أقنعه بعدم الانتحار.
ولم يتوقع الأطباء له وقتها أن يعيش، ولكنه صارع أكثر من تسع سنوات. وفي عام 2002 صرح بأنه يستطيع تحريك أصابعه ويستطيع أن يشعر بـ65% من جسده، كما قال إنه بدأ يميز الساخن من البارد.
صراع كريستوفر ريف لمحاربة الشلل
كان كريستوفر ريف ينفق حوالى 400 الف دولار سنوياً على علاجه، تفاؤلاً منه بأنه سيمشي مجدداً في أحد الايام. لكنه ندّد علناً بموقف الجمهوريين والرئيس جورج بوش الذين أوقفوا لدوافع دينية، على حد قوله، الابحاث حول الخلايا الجينية التي تشكل املاً لإصلاح النخاع الشوكي.
وأسس كريستوفر ريف مع زوجته دانا أول مركز أميركي، لتعليم المعوقين الاستقلالية والاعتماد على النفس وأسماه "مؤسسة كريستوفر". وأعلن الأطباء في "مؤسسة كريستوفر" عن التوصل إلى نتائج علاجية جديدة في مجال معالجة وترميم الحبل الشوكي المصاب، وقام هؤلاء الأطباء بأكبر دراسة من نوعها، نشرت حتى الآن، في مجال علاج إصابات الحبل الشوكي، تم فيها تحديد التغيرات في التركيبة الجينية في موقع الكدمات والرضوض والإصابات المتوسطة وفوقها وتحتها عند الفئران. وأوضح الأطباء أن الدراسة الجديدة شملت 108 رقاقات جينية، واعتمدت على البحث في أربع نقاط زمنية، تتراوح من ثلاث ساعات إلى 35 يوماً بعد الإصابة. ولكن القدر لم يمهل ريف للاستفادة من نتائج هذه الأبحاث.
وقبل رحيل كريستوفر ريف كتب سيرته الذاتية "ما زلت أنا"، وحقق الكتاب مبيعات ضخمة. وكان آخر دور لعبه هو شخصية المعاق المنعزل في فيلم Above Suspicion.
وفاة كريستوفر ريف
توفي كريستوفر ريف إثر إصابته بأزمة قلبية ودخوله في غيبوبة، بعدما كان يعاني من الشلل بسبب إصابته بكسور خطيرة في فقرات رقبته.
وذكرت دانا ريف زوجة الممثل الراحل في بيان، أن زوجها ساءت صحته لدرجة كبيرة أثناء علاجه، من بعض الالتهابات والقرح وتفاقمت حالته بشدة .
ونُقل ريف الى مستشفى "نورثرن وستشستر"، ولم يستعد وعيه إلى أن توفي. وشكرت دانا ملايين المعجبين من شتى أنحاء العالم الذين أحبوا زوجها، ووقفوا الى جانبه طوال الاعوام التى أصبح مشلولا فيها، ولا يحرك غير إصبع واحد في يده اليسرى.