تشتمل القواعد المهنية الإعلامية على أسس ومعايير لا يمكن تخطيها، من المصداقية بنقل الخبر، إلى المهنية بالتعامل مع الأحداث، وكذلك إيصال الرسالة الإعلامية بأمانة عالية، وأيضاً نقطة هامة جداً وهي أدبيات المهنة، وهي قواعد أساسية تضع الإطار الكبير لتعامل الإعلامي أثناء تأدية عمله. وهذه الأدبيات تنص على عدم استهتار أو إستخفاف أو سخرية أي إعلامي من ضيفه أو الذي يحاوره، وكذلك عدم التهكم على أفكاره أو المواضيع التي يطرحها، وكذلك احترام المشاهدين وعقولهم وأفكارهم وتقديم أفضل محتوى إعلامي لهم.

هذه القواعد الإعلامية وتحديداً "أدبيات المهنة" لم تحترمها الإعلامية المصرية ريهام سعيد، فوقعت بخطأ مهني قاتل يمس بشكل جوهري بأدبيات المهنة وبالإنسانية، بعد أن نالت من شريحة واسعة من المجتمع، وهم الأشخاص الذين يعانون من السمنة، واعتبرتهم عبئاً على عائلاتهم والدولة، متهمة إياهم بتشويه المنظر العام ناسيةً أنها كانت تعاني من الوزن الزائد والسمنة.

وبعد تفاعل الموضوع بشكل كبير تم إيقاف برنامج سعيد "صبايا"، وكذلك أعلنت إعتزالها العمل الإعلامي.

الحادثة كشفت عن قلة مهنية ريهام سعيد وافتقادها لأدبيات المهنة، وهذا مؤشر خطير يؤكد أن الواقع الإعلامي يحتاج قليلاً الى الأخلاق والإنسانية والعودة للمناهج والقواعد الأساسية للعمل الإعلامي.