نشاط سينمائي مكثف للممثل اياد نصار هذا العام والذي إعتُبر الفنان الاكثر تواجداً في السينما بأربعة أعمال دفعة واحدة، رغم عمله فيها على فترات متقطعة منذ بداية مشوراه الفني في مصر، ولكنه لم يحقق فيها النجاح مقارنة بما وصل إليه في الدراما التلفزيونية. اياد شارك بفيلمين في عيد الأضحى وهما "الفيل الأزرق 2" و"ولاد رزق 2"، بعدما قدم أيضاً فيلمين في عيد الفطر وهما "كازابلانكا" و"الممر" اللذين حققا ايرادات ضخمة للغاية وتصدرا شباك التذاكر. في حوار خاص لموقع "الفن" تحدث اياد نصار عن تقييمه للعام وللأفلام التي شارك فيها وأشياء أخرى في الحوار التالي.
حدثنا عن تجربتك في فيلم "الفيل الأزرق 2"؟
انجذبت للمشاركة في العمل بسبب وجود عناصر كبيرة على مستوى التمثيل، مثل كريم عبد العزيز وهند صبري ونيللي كريم وعلى مستوى الانتاج الضخم، وأيضاً الكاتب المميز وهو أحمد مراد والمخرج الكبير مثل مروان حامد، الذي قدمت معه مؤخراً فيلم "تراب الماس" وحقق نجاحاً كبيراً.
الا تعتقد أن تقديم جزء ثانٍ من "الفيل الأزرق" مخاطرة من صنّاعه؟
لا أعتقد ذلك تماماً، فالجزء الأول حقق نجاحاً كبيراً على المستوى الجماهيري وأيضاً على مستوى شباك التذاكر، ليس ذلك فقط فالرواية التي أخذ عنها الفيلم للكاتب أحمد مراد حققت انتشاراً كبيراً، إلا أنه كانت لي نظرة بأن الجزء الثاني سيحقق نجاحاً يفوق ما حققه الجزء الاول قبل 5 سنوات، فالمشروع مختلف كلياً من ناحية الموضوع والأحداث التي ذهبت في طريق مغاير تماماً، خاصة بعدما تحرر الكاتب أحمد مراد والمخرج مروان حامد من الرواية، وأصبح لديهما خيال أكبر فهما غير ملتزمين بأحداث معينة كما حدث في الجزء الاول.
شاركت أيضاً في فيلم "ولاد رزق 2" خلال موسم عيد الأضحى السينمائي فماذا عنه؟
أظهر في الفيلم كضيف شرف فقط، فعندما تحدث معي المخرج طارق العريان عن تقديمي مشهدين أو أكثر معه لم أتردد نهائياً، فالفيلم له شعبية جماهيرية منذ الجزء الاول كما أن به العديد من النجوم سواء الأبطال أو ضيوف الشرف، ولكن بعد تصوير مشاهدي في الفيلم اكتشفت أنه عمل مفاجئ للجمهور لأنه نُفّذ بشكل أوروبي مع تقنيات خاصة في مشاهد الأكشن والمطاردات، وأعتقد أيضاً أن المخرج طارق العريان ركز على أن يكون هذا العمل أنجح بكثير من الجزء الأول وهذا ما رأيته خلال يومين من التصوير معه.
بعد عمل متقطع في السينما نجدك هذا العام تشارك في العديد من الأفلام فماذا حدث؟
اعتبر أني في بداياتي السينمائية، وقد بدأت في اكتشاف نفسي فيها خلال العامين الماضيين، ولكن هذا العام تحديداً أعتقد أنه سيحدد العديد من الامور الخاصة بي على مستوى السينما، واعتبر عام 2019 هو عاماً سينمائياً تماماً لي، لأني قدمت فيه العديد من الأفلام والأدوار المميزة والمختلفة وبالفعل وجدت مكاني في السينما، ولكن لا أفكر حالياً بمسألة تقديم فيلم من بطولتي ، إذ إني ما زلت أحاول تقييم هذه الفترة فالسينما تركيبة مختلفة عن الدراما خاصة في مسألة تحمل مسؤولية عمل.
كيف ترى مشاركتك بفيلمين بمواجهة بعضهما في المنافسة وفي موسم واحد وهو عيد الفطر؟
لم أشعر بأي قلق في طرح فيلمي "كازابلانكا" و"الممر" في موسم واحد، بل أعتبر نفسي الأوفر حظاً في الموسم لأني تواجدت في فيلمين تصدرا شباك التذاكر وحققا ايرادات ضخمة جداً، فالأول تخطى الـ 70 مليون جنيه والثاني تخطى الـ 60 مليون جنيه، وهذه أرقام ضخمة للغاية كما أن مسألة طرح الأفلام في موعد محدد ليس أنا من أختارها، وإنما هناك شركة انتاج وأيضاً شركة توزيع تحدد الوقت الأنسب لطرح الفيلم الذي تقف على انتاجه.
ولكن تواجد الفيلمين في وقت واحد قد يؤثر عليك بالسلب اذا حقق فيلم نجاحاً أكثر من الآخر؟
من حسن حظي أن الفيلمين لقيا نجاحاً كبيراً، ولكني لن أستطيع تقييم نفسي في الدورين اللذين قدمتهما، فالجمهور هو من يستطيع التقييم، وأعتقد أن هناك من يحب دوري في "كازابلانكا" والآخر في "الممر" أو في الاثنين معاً، كما أن كل فيلم له أهميته فـ"الممر" له قيمة وطنية و"كازابلانكا" فيلم جماهيري مميز له جمهوره الذي يحب هذا النوع من الأفلام، وحاولت في الفيلمين التفريق بين الشخصيات بشكل كبير، من ناحية الشكل والأداء، حتى لا يشعر الجمهور بالملل.
كيف ترى تقديمك لدور ضابط اسرائيلي في فيلم "الممر" الذي أثار اندهاش الجمهور كونك أردنياً؟
حقيقة إن الأمر كان صعباً جداً في البداية، فإضافة إلى كوني أردنياً، من أصول فلسطينية وتربيت على قضيتهم وفكرة العدو الاسرائيلي، أرى أن الجمهور العربي بات قادراً على الفصل بين الدور الذي يجسده الممثل وحقيقته كإنسان، وعندما قرأت الفيلم اعتبرت شخصية ديفيد تحدٍّ كبير ومغامرة مني، لأنه حتّم عليّ جعل الجمهور يكره هذه الشخصية وبالفعل نجحت في ذلك لأني وجدت ردود الأفعال كما أريد، فلقد كره الجمهور ديفيد.
هل قرار طرح فيلم بطبيعة "الممر" في موسم جماهيري مثل عيد الفطر كانت به مغامرة؟
مغامرة بالفعل ولكنها محسوبة والدليل أن ايرادات الفيلم تخطت الـ 60 مليون جنيه في موسم جماهيري كما في عيد الفطر، رغم أنه فيلم حربي له طابع خاص، وأرى أن "الممر" فيلم مهم جداً للتاريخ، يتناول واحدة من الحروب التي حدثت خلف خطوط العدو في حرب الاستنزاف، ويؤرخ لمرحلة مهمة جداً كانت تحتاج لإلقاء الضوء عليها، خاصة بعد غياب هذه النوعية من الأفلام الحربية منذ فترة طويلة، فالفيلم يشارك في تثقيف جيل جديد عن حروب وبطولات كانت مهمة لتحقيق النصر، وخلق حالة من الانتماء، التي نحتاجها كشعوب عربية لنخرج من كبوتنا.
وما تقييمك لتجربتك في فيلم "كازابلانكا"؟
فيلم "كازابلانكا" تجربة مختلفة بالنسبة لي، فهو يضعني في منطقة جديدة على خارطة السينما، واقصد هنا أنه ينتمي لنوعية أفلام الأكشن والأفلام التجارية القريبة من الشباب، والتي تستهدف قطاعاً عريضاً من الجمهور، وتقربني بالتالي منهم. وهذه النوعية من الأفلام مهمة جدًا في صناعة السينما وبالفعل حقق الفيلم أعلى ايرادات في تاريخ السينما المصرية، وهذا شيء ايجابي للغاية، وأيضاً حصد إشادات من الجمهور والنقاد حول طبيعته كعمل فني مميز.
تغيبت عن الدراما في عام 2018 وأيضاً عام 2019 فهل قررت العودة من جديد؟
اخترت الغياب في العامين الماضيين بإرادتي بعد نجاح آخر أعمالي في الدراما في مسلسل "هذا المساء"، وبعدها تلقيت العديد من العروض السينمائية المميزة وقلت حينها أن الوقت قد حان للتركيز على السينما بشكل أكبر ووضع قدمي فيها بقوة مثل الدراما وهذا ما حدث بالفعل، لكني في الوقت نفسه لم أغب كثيراً لأني اصور حالياً مسلسلاً جديداً بعنوان "حواديت الشانزليزيه" من 45 حلقة للعرض في الموسم الشتوي، ولكن بالنسبة لرمضان 2020 لم أحسم أمري حتى الآن فالأمر ما زال مبكراً للحديث عنه.