حالة من النشاط الفني عاشتها الممثلة المصرية أيتن عامر خلال العام الحالي، بمشاركتها بثلاثة مسلسلات دفعة واحدة في رمضان الماضي، فضلاً عن نشاطها السينمائي أيضاً، ورغم التركيز على الشخصيات الشعبية والتي قربتها من الجمهور إلا أنها كانت رهاناً لبعض الأعمال بمناطق تمثيلية جديدة سواء بمنطقة الكوميديا أو بالنوعيات الأخرى، فهي تعرف كيف تختار أدوارها جيداً وتسعى إلى التغيير بعيداً عن أي تكرار.. وفي حديثها لـ"الفن" تكشف لنا كيف تعاملت مع تجربة "شقة فيصل" المؤجلة منذ سنوات، وترد على عدم تحقيق أفلامها السينمائية الاخيرة إيرادات عالية، والنقلات النوعية في مشوارها، وما تغير في حياتها بعد أمومتها لطفلين، والتعامل مع المتطفلين على حياتها الخاصة وتفاصيل كثيرة في اللقاء التالي:
في البداية، تعيشين حالة من النشاط الفني هذا العام بالمشاركة بثلاثة مسلسلات في رمضان الماضي وهم "طلقة حظ"، "إبن أصول" و "شقة فيصل" المؤجل منذ سنوات..ألم تشعري بالخوف من هذه المُجازفة في الظهور بعدة شخصيات في وقت واحد؟
لم يكن مُقرراً أن أظهر سوى في عملين فقط وهما "طلقة حظ" و "إبن أصول"، والدوران مختلفان تماماً عن بعضهما البعض، ولكنني تفاجأت بقرار عرض مسلسل "شقة فيصل" هذا العام أيضاً وهذا الأمر أسعدني للغاية، ولم أقلق من الظهور بثلاث شخصيات ضمن موسم درامي واحد طالما أن لكل عمل خصوصيته وإختلافه عن غيره، وتلقيت أصداء وردود أفعال قوية ومختلفة عن كل عمل من الثلاثة، وفي النهاية كله إضافة لرصيدي الفني.
أي مسلسل من المسلسلات الثلاثة شعرتِ بقوة أصدائه عن غيره؟
الحقيقة ومن دون دبلوماسية كما ذكرت لك، كل عمل له خصوصيته وردة فعل واصداء كل مسلسل وصلتني بشكل مختلف ومنفصل عن غيره، وهذا يؤكد على أنني ظهرت بشكل مختلف في الأعمال الثلاثة، فمسلسل "طلقة حظ" عمل كوميدي إجتماعي تشويقي، و"إبن أصول" دراما إجتماعية خفيفة و"شقة فيصل" عمل شعبي إجتماعي قريب من الناس.
هل ترين أن التغييرات التي طرأت على تأجيل مسلسل "شقة فيصل" لسنوات أمر إيجابي أو سلبي سواء في تغير الجو العام للاعمال أو وفاة الممثل وائل نور ومن ثم ظهوره في العمل؟
أعتقد أن تجربة مسلسل "شقة فيصل" كانت تستحق العرض بالفعل لأنه عمل فني مُتكامل ولون قريب من الناس، وكل فنان من اللذين شاركوا فيه كان ظهوره مختلفاً عما سبق وظهر فيه من اعمال، وأعتقد أن ظهور الممثل وائل نور رحمه الله في هذا العمل بعد وفاته هو تكليل لمشواره الفني وتأكيد على أن الفنان لا يموت بل تظل أعماله تعيش مع الجمهور حتى بعد مماته، وأنا سعيدة بهذه التجربة للغاية وسعيدة أكثر بعودتها للنور هذا العام.
قدمتِ عدة شخصيات للفتاة البسيطة الشعبية القريبة من الجمهور، فكيف تُقدمين هذه الشخصيات التي أحبك فيها الجمهور من دون أي تماس مع أية شخصية أخرى قدمتها من قبل؟
أعتقد أن النوعية الواحدة قد تحتمل تقديم عشرات الشخصيات من دون أي تماس أو تشابه مع بعضها البعض، وأنا حققت نجاحاً كبيراً في مثل هذه الشخصيات البسيطة التي سبق وقدمتها سواء في السينما أو الدراما، وأشعر بصدق في أدائي لشخصية الفتاة البسيطة القريبة من الجمهور وأجد رد فعل كبير من الجمهور حيال هذه الأدوار، والحمد لله أجد ضالتي في كل مرة تُعرض علي هذه الأدوار وأهتم ألا أُكرر نفسي من دون أن أضع أية شخصية جديدة أُقدمها في نقطة تماس مع غيرها، وإن كان ذلك صعباً ولكنني أستطيع القيام به.
أعمالك السينمائية التي شاركتِ بها مؤخراً وبعيداً عن المحتوى الفني، لم تحظ بإيرادات عالية..ما السبب؟
مسألة الإيرادات هي تسويقية وأمر يخص الجهة الإنتاجية، ولكنني أختار أعمالي سواء في السينما أو الدراما بناء على ما يحمله العمل من رسالة وما يجعلني أُطل على جمهوري بشكل جديد، وإن كانت فكرة الإيرادات مهمة ولكن الأهم أن نُقدم أعمالاً سينمائية تعيش مع الجمهور ويكون محتواها الفني جيداً، والأصداء على أعمالي الأخيرة في السينما سواء "بيكيا" أو "يا تهدي يا تعدي" كانت جيدة للغاية وإستمتعت بكل تجربة، وعدم تحقيقها إيرادات عالية لا يعني فشلها.
على مدار سنوات نشاطك بالوسط الفني..ما هي النقلات النوعية في مشوارك؟
كل عمل فني قدمته وشاركت به كان السبيل نحو المشاركة بأعمال أخرى، فأنا أعتز للغاية بكل ما شاركت فيه من أعمال فنية سواء بالسينما أو الدراما.
وما المعايير التي تختارين على اساسها أدوارك الفنية بعيدا عن الإختلاف؟
أحاول في كل عمل فني أُشارك فيه أن أُغير إختياراتي وأُجدد من خلال الأدوار التي أظهر بها للجمهور، فالنجاح سهل ولكن الإستمرارية هي الأصعب، بالإضافة إلى أنني أعطي لنفسي الفرصة للتعامل مع كل دور بطريقة مفصلة وعلى نطاق واسع.
وهل تواجهك مُشكلات هذا التجديد والتغيير في كل عمل فني جديد عرض عليكِ؟
هي ليست مُشكلات وإنما الممثل لابد أن يمتلك الذكاء الذي يجعله قادراً على الخروج بنفسه لأدوار يُغرد بها بعيداً عما سبق وقدمه، فضلا عن الطموح الذي يكبر يوماً بعد يوم لتكون كل خطوة جديدة أفضل من التي قبلها، وهذا أمر طبيعي ولكن لابد أن تكون كل خطوة محسوبة بشكل جيد ومنطقي وليس عشوائياً.
وما الذي تغير في شخصية وطباع أيتن عامر بعد سنوات من الزواج وإنجاب طفلين؟
بالتأكيد..أشعر بإستقرار أكثر في حياتي رغم أن المسؤولية زادت، ولكن هذه هي الحياة وأنا أحب أن أكون مسؤولة وأوفق بين نجاحي وحياتي الزوجية، وأصبحت أكثر إتزانا في إتخاذ قراراتي بعد التسرع الذي كنت لا أحبه في نفسي.
وكيف تتعاملين مع بعض المُتطفلين على حياتك الخاصة؟
لا أحب التدخل في حياتي الخاصة وأعتقد أنه أمر لا يخص جمهوري، وحياتي الخاصة ملكي أنا والمحيطين بها فقط، وحينما أجد تعليقات سلبية أرد عليها رغم أنني لا أحب أن أُحرج أحداً ولكن لكل شيء حدوده التي لا أحب أن يتخطاها أحد، خصوصاً في ما يتعلق بحياتي الشخصية وأسرتي.
وفي النهاية..كيف تتعاملين مع الأمومة لـ"أيتن" و "يوسف"؟
المسؤولية زادت وأصبحت صعبة ولكنني أستطيع أن أوفق وأوازن بين أمومتي لـ"أيتن" و "يوسف" وحياتي الزوجية والاسرية بشكل عام وبين عملي في الفن، ولا أحاول أن أجعل نفسي مُزدحمة في عدة أعمال طوال أيام السنة، وخصوصاً أن العمل بالتمثيل هو موسمي سواء في رمضان، أو بالسينما والتي غالباً ما تكون موسمية أيضا، كما أن زوجي وأسرتي يُساعدونني كثيراً على تحقيق حلمي بالنجاح في الفن والتوفيق بين أطراف حياتي.