غيابها عن جمهورها لم يؤثر على خطواتها الفنية التي بدأتها بقوة، فباتت واحدة من أهم نجمات جيلها في عالم الغناء والفن، خاصة وأنها تمتلك صوتاً مميزاً يمكّنها من تقديم الأغنيات بمختلف أنواعها، ففي صوتها أصالة زمن الفن الجميل وشباب جيلها الحالي وتراهن دائما مع كل جديد على أن تحمل الاختلاف والتجديد، وفي الوقت نفسه أن تراعي ذوق جمهورها واختياراته، في الأسطر التالية تتحدث الفنانة "سوما" عن الغياب والعودة والجديد وهل تحلم بتكرار تجربة التمثيل وتفاصيل كثيرة.
نبدأ بالجديد لدى سوما ما الذي تجهزين له خلال الفترة الحالية؟
بدأت بالفعل من فترة بالتحضير لمجموعة من الأغنيات سأقوم بطرحها كأغنيات منفردة، لكني لا زالت في مرحلة اختيار الكلمات والألحان المناسبة وسأحاول أن اطرح أغنية خلال الفترة المقبلة، وبالفعل استقريت على بعض الأغنيات سأعمل عليها قريباً.
ما السر وراء رغبتك في تقديم أغنيات منفردة بعكس ما كنتِ تقومين به من تقديم ألبوم غنائي كامل؟
لأنني لا أريد أن اتأخر على جمهوري فالإعداد للألبوم يستغرق وقتاً، ولذلك فكرت في أن اقدم أغنيات منفردة قبل أن أعد ألبوماً جديداً والذي بكل تأكيد قد يستغرق عاماً أو عامين على أقل تقدير ليخرج بالشكل الذي يرضيني ويرضي جمهوري أيضاً، فأنا حريصة في الاختيار على أن أقدم ألواناً مختلفة "دراما" وأغنيات "مقسوم"، كما أني أحب أن اقدم تجربة جديدة على غرار أغنية "عم الروش" فأعتبر أن الفنان عليه دائماً أن يقدم الجديد والمختلف .
قدمتِ من قبل تجربة التمثيل في فيلم "أعز أصحاب" لماذا لم تكرري التجربة؟
لأنني أحب كثيراً تقديم عمل يكون هادفاً وأن يكون الدور مناسباً لي، وأن أكون راضية تماماً عن العمل الذي أقدمه، وبالفعل لا أنكر بأنه عُرض علي بعض الأعمال لكنها لم تكن مناسبة وهذا ما جعلني أضطر إلى الاعتذار عنها، كما أنني بكل تأكيد لدي خطوط لا يمكنني تجاوزها فلا يمكنني تقديم شخصيات جريئة، كما أني أحب أن أقدم فناً هادفاً وراقياً ويكون قريباً من الجمهور ويشبه تفاصيل واقعهم.
أعلنتِ من فترة عن تعرضك لوعكة صحية كدتِ تفقدين خلالها صوتك، فكيف كانت مشاعرك خلال تلك الفترة وما الذي استفادت منه سوما خلال تلك التجربة الصعبة؟
شعرت بقيمة نعمة الله سبحانه وتعالى، فلا أنكر وقتها بأنني كنت ارفض أن استمع لأغنياتي وأخاف من ذلك كثيراً حتى أنني كنت اذا استمعت لأغنية بالصدفة كنت أبكي بشدة، وبشكل خاص لأنني حاولت أن أغني ولم اتمكن من ذلك، فأخبرني الطبيب وقتها بأنني لن أعود للغناء قبل اجراء عملية. لم يكن الموقف سهلاً، ولأن الله رزقنا بالعديد من النعم التي لا بد أن نحافظ عليها قررت ان أحافظ على صوتي وأركز على كل تفصيل يمكن أن يؤذي أحبالي الصوتية.
ولكن هذه ليست المرة الأولى التي تغيبين فيها عن جمهورك فقد غبتِ أيضاً من قبل بعد طرح ألبوم "ده حبيبي"، ألم تتخوفي من أن يؤثر ذلك على نجوميتك؟
في المرتين لم يكن الأمر بيدي بكل تأكيد، فبعد طرح ألبوم "ده حبيبي" والذي حقق نجاحاً وقتها والحمد لله وبعد عام 2011 كانت هناك حالة ركود في الساحة الفنية عموماً، ووقتها كنت قد انشغلت بإنجابي لإبنتاي مريم وكارما، ولأنه لم يكن هناك استقرار على كل المستويات حينها قررت أن أستغل الوقت في رعايتهما طبعاً، لكني لم أنقطع بشكل نهائي حيث جاءتني الفرصة لأشارك في أوبريت "تسلم الأيادي" والتي تركت بصمة عند الجمهور، فالأمر ليس تخوفاً بقدر ما أني أشتاق لجمهوري ولا أحب الابتعاد عنهم، لكن أحياناً تكون هناك ظروف خارجة عن إرادتي.
خلال فترة غيابك ومرضك كيف كان موقف زوجك المايسترو مصطفى حلمي أمين وأسرتك؟
زوجي سند دائم في كل التفاصيل وفي كل خطواتي وكان يقنعني دائماً بالعودة ويقول لي أن غني، ولكني كنت في هذه الفترة لا استطيع الغناء وأخاف من هذه الخطوة فزوجي مايسترو وينتمي لعائلة فنية ايضا ويدرك قيمة الفن. كما كانت ابنتي تطلب مني أن أغني أيضاً لكني كنت اغير الحديث معها كي لا أضايقها، ولا أنسى أيضاً موقف أسرتي ووقوفهم إلى جواري دائما، ولا أنكر أن هذه المرحلة من اصعب مراحل حياتي في كل ما مررت به ولكني أحمد الله لأن كل تجربة نتعلم منها، وقد تعلمت الكثير من هذه التجربة، كما أن الدعم والمحبة من أسرتي ايضا يعنيان لي الكثير.
قبل أشهر عدتِ للحفلات من خلال دار الأوبرا المصرية لماذا الأوبرا بالتحديد؟
لأنني ابنة دار الاوبرا وبدأت الغناء فيها وأنا في الرابعة عشر من عمري، وابتعادي مؤخراً عن الغناء فيها كان خارجاً عن ارادتي كما قلت من قبل وذلك بسبب ظروف مرضي، فكان من الطبيعي بعد العودة أن أقف على مسرح دار الأوبرا بالإضافة لأنني حريصة دائماً على تقديم أغاني الكبار مثل ام كلثوم وفيروز وعبد الحليم حافظ لأذكّر الجمهور بهذا الفن الراقي الجميل .