ما أجمل ان نستغل مهنتنا بعض الأحيان لنوصل رسائل إنسانية تحمل شعار "لا للتمييز"، ففي عصر تنوعت فيه الاجناس جاءت المصممة اللبنانية كارولين بيباوي من بين الكثيرين لتخلق ميزان توافق بين "الأنثى والذكر".
في هذه المقابلة تحدثنا عن مجموعة كارولين الجديدة التي توجهت فيها إلى الجنسين بنكهة عصرية تحمل كل ما للإبداع من معنى.
أطلعينا على تفاصيل مجموعتك لخريف وشتاء 2019-2020..
هذه المجموعة جاءت كرسالة كي نتقبّل التميّز والاختلاف بيننا، وستلاحظ أن هذه المجموعة هي للجنسين، فهناك بعض القطع يمكن ارتداؤها من قبل الرجل ومن قبل المرأة، وهنا كان تركيزي.
كما لجأت إلى ألوان غامقة قليلاً لأن المجموعة شتوية، والقصات تخدم رسالتي.
لاحظت وكأنك ابتعدت قليلاً عن الرجل الشرقي الكلاسيكي في هذه المجموعة..
على العكس، كانت المجموعة موجهة للرجل الشرقي، ولكن نحن اعتدنا ان نراه بطريقة كلاسيكية جدا، ولكن الحياة تتقدّم والأمور تختلف يوماً بعد يوم، لذلك كانت المجموعة بعيدة عن الطابع الكلاسيكي وخفيفة، فهي تخدم متطلبات العصر الذي نعيشه.
لكن عندما تقدّمين للرجل أموراً عصرية، ألا تدخل النكهة الأنثوية بالتصاميم؟
صحيح، فأنا أردت أن أتوجه للاختلاف واحترام الجميع، فبطريقة أخرى يمكن ان أسأل "لماذا المرأة ترتدي بنطالا؟".
الإنسان حر أن يختار ما يريد ارتداءه، لأن اللباس هو هوية الشخص، وعلى الموضة احترام التغير الذي يحصل اليوم في عالمنا.
هل يمكن القول إن الرجل الشرقي مظلوم؟
نعم، لأن الموضة خصصت المرأة باعتبارها تحب التغيير بمشاركتها في المجتمع، ولكن اليوم أيضاً الرجل لديه إطلالات خاصة بالمجتمع.
أغلبية المصممين يلجؤون بأزيائهم إما للرجل أو للمرأة ولكن أنت توجهت للإثنين، كيف استطعت التوفيق بينهما؟
أنا لديّ نظرتي التي تسمح لي بان أشعر بتميّز المرأة وتميّز الرجل، وهذا الموضوع أحببت أن أقوم به منذ زمن بعيد وحان الوقت لكي أنفذ فيه المشورع.
في بداياتك تعاونت مع المصمم اللبناني نيكولا جبران، ماذا أخذت منه؟
نيكولا جبران صديقي قبل أن نتعامل معا، وأود أن أشير إلى أننا نلاحظ اليوم أن روح الموضة أصبحت موحّدة في العالم.
أحترم عمل نيكولا وما يقدمه من أعمال مميزة، ولكن أنا متأثّرة بمدارس عالمية مثل ألكسندر ماكوين.
هل تحاولين دائماً أن تخرجي عن المألوف؟
ليس خروجاً عن المألوف بقدر ما هو ثورة على الموجود.
هل تحرصين على إبراز جسد المرأة دائماً بأزيائك؟
أنا أحب الامرأة الجريئة التي تبرز نفسها بقوة، فأنا أحب أن أظهر المرأة الموجودة وراء الفستان وليس الفستان عينه.
دائما أقول للمرأة: "الفستان لن يظهرك بل أنت من تظهريه".
اللبس ليس إلا هوية للرجل وللمرأة.
أين تكمن الجرأة بتصاميمك؟
عندما تنظر إلى أزيائي ستلاحظ وجود الدفء والشفافية، ولكن دائماً هناك مناطق مغطاة بالمرأة.
أزيائي ليست واضحة، فهناك دائماً جزء اتركه لتكتشفه المرأة بنفسها.
أعلم بأن هناك عشقاً بينك وبين اللون الأسود..
"ضاحكة"، هناك عشق كبير، يقولون إن الأسود لون غامق، ولكن الحقيقة هو لون يضم كل الألوان، ولذلك أنا أحبه.
سبق وتعاونت مع الممثلة نادين نسيب نجيم، كيف كان هذا التعاون؟
نادين امراة تمثّل المرأة العصرية العملية، فهي صاحبة وجه وجسد جميلين وتمتلك قاعدة جماهيرية واسعة.
التعاون معها كان سهلاً للغاية آنذاك.
من هي الفنانة التي ترغبين التعاون معها اليوم وتشعرين بأن ازياءك تليق بها؟
أحب التعاون مع جميع الفنانات، فكلهن محبوبات، وسبق وتعاونت مع الممثلة نادين الراسي، الفنانة شيراز، الفنانة قمر، الفنانة ريم الشريف، الممثلة دانييلا رحمة.
كان تعاوني مع دانييلا رحمة سهلاً للغاية، فهي سيدة تفهم بالموضة، وهي بشخصيتها تجمع بين الشرقي والغربي.
لو خيرتك بين نيكولا جبران، زهير مراد، إيلي صعب لتطلقا مجموعة معاً، من تختارين؟
نيكولا جبران طبعاً، أحب تميّز تصاميمه.
هل باشرت بالتحضيرات لمجموعة جديدة؟
نعم باشرنا بالتحضيرات لربيع وصيف 2020، المجموعة ستكون للجنسين أيضا.
سأخرج قليلاً عن الألوان "الأسودية"، وهناك غرابة بالأزياء نوعاً ما وأتمنى أن تنال إعجاب الجميع.
لمشاهدة المجموعة كاملة، اضغط هنا .