ماجد أفيوني شخصية مميزة في عالم التمثيل، أدى مختلف الأدوار مهما بلغت صعوبتها.
ولد ماجد أفيوني، المعروف بـ"بلبل أفندي"، يوم 25 كانون الثاني/يناير عام 1933 في طرابلس، وبدأت هوايته في التمثيل وهو على مقاعد الدراسة في المرحلة الإبتدائية.
إشتهر بشخصية "الأستاذ بلبل" ورافق عمالقة الفن في لبنان
أول دور لعبه ماجد أفيوني كان دور فتاة، إذ كانت تُمنع الفتيات من الإشتراك في الأعمال الفنية، خصوصاً التمثيل، وفي الستينيات كانت أهم المحطات الفنية بالنسبة إليه هي المسرح الوطني، وأول عمل تلفزيوني قدمه في الستينيات، كان يبث على الهواء مباشرة وهو بعنوان "الممثل الكبير" مع المخرج غازو غرابيتيان، كما عمل مع الأخوين الرحباني في البرنامج التلفزيوني "من يوم ليوم"، فلعب شخصية "معلم فهيم الحلاق".
رافق ماجد أفيوني عمالقة الفن في لبنان، وساهم في تأسيس ثقافة مسرحية وتلفزيونية شعبية مع محمد شامل وشوشو وصلاح تيزاني "أبو سليم" والأخوين الرحباني وغيرهم. وهو من المشاركين في المسرح الوطني اليومي "الوحيد الذي عرفه لبنان في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي"، والذي أسسه الفنانان الراحلان نزار ميقاتي وحسن علاء الدين (شوشو).
كما إشتهر ماجد أفيوني بشخصية "بلبل أفندي" في برنامج "الدنيا هيك"، الذي كتبه ومثل فيه محمد شامل عبر تلفزيون لبنان، وكان من أهم الأعمال وحصد نجاحاً تلفزيونياً كبيراً، وجمع أهم أقطاب التمثيل التلفزيوني اللبناني، وتميز بنقده الإجتماعي والسياسي المغلف بالفكاهة الراقية والسخرية اللاذعة في إطار يعكس الشارع البيروتي. وعُرف ماجد أفيوني بهذا البرنامج بصوته الشجي وأدائه ألوان الطرب الأصيل، حتى إستحق لقب "بلبل أفندي" عن جدارة.
في ربيع عام 1959 بدأ ماجد أفيوني بتقديم البرامج في التلفزيون، وعمل في المسرح 50 عاماً، وعمل مع الأخوين الرحباني في محطة الشرق الأدنى لغاية عام 1956، وكان أول عمل معهما مسلسل "من يوم ليوم"، وشارك في مسرحية "بترا" من بطولة السيدة فيروز.
ماجد أفيوني مع مسرح "شوشو"
رافق ماجد أفيوني مشوار شوشو المسرحي منذ العام 1965، وعمله الأول "شوشو بك في صوفر"، إخراج نزار ميقاتي، حتى لحظة وفاة شوشو.
ولم يقتصر نشاط ماجد أفيوني على التمثيل الذي أحبه، بل كان يدرّس مادة الأدب العربي في جامعة القديس يوسف في بيروت، لمعرفته أن الفن لا "يطعم خبزاً" ولمعايشته المصير المؤسف لمعظم رفاق دربه، ومنهم محمد شامل وشوشو وفريال كريم وناديا حمدي.
تمتع ماجد أفيوني بصفتين، الإنصات جيداً والقدرة على إقتناص القصص، ولديه قناعته بأن كل إنسان لديه قصة، وكل القصص جذابة طالما قصّت بشكل صحيح. وتعد حياة ماجد أفيوني نموذجاً للصراع والتحدي لتحقيق أهدافه، وله العديد من المعارك الفنية بداية من فكرة إنشائه لمسرح شعبي مع زميله الممثل الراحل زياد مكوك، وإستمرت صراعاته حتى صراعه مع المرض.
صراعه مع المرض ووفاته
قبل رحيله دخل ماجد أفيوني الى المستشفى وأجريت له عملية جراحية، للتخلص من الديسك من جهة الرقبة. وبعدها دخل الى المستشفى أيضاً وحقن بالدم وهو في غرفة الطوارئ، وبقي 7 ساعات فيها ليتأمن له سرير، ثم تبيّن أنه ينزف دماً من المعدة.
وقد أمضى ماجد أفيوني أيامه الأخيرة في عزلة، وحرم من حقوقه كفنان وكإنسان شأنه شأن معظم الفنانين، الذين لا يتمتعون بأي ضمان إجتماعي أو صحي أو ضمان شيخوخة يخفف من معاناتهم في لبنان، مما يضطرهم الى العمل وهم على حافة القبر، الى أن توفي يوم 12 نيسان/أبريل عام 2003، عن عمر يناهز السبعين عاماً، بعد نصف قرن من العطاء المسرحي والتلفزيوني والسينمائي والإذاعي.