الفنان اللبناني رضا، حالة فنية فريدة من نوعها بصوتها وادائها وإحساسها، حقق نجومية كبيرة منذ التسعينات وما زال إلى اليوم يحتفظ لنفسه بمكانة خاصة على الساحة الفنية ووسط التخبط الكبير الذي تعيشه، ولم يحد عن مستواه وقناعاته.
كثيرة هي الأغنيات الضاربة التي لا ينساها الجمهور نذكر منها "نسيت النوم"، "عدى العمر"، "عذبتني الدني"، "بخاطرك"، "أنا بتعلم منك" وغيرها الكثير يكملها اليوم من خلال أغنيته الجديدة "كابوس".
مقابلة أجريناها مع الفنان رضا للحديث عن عمله الجديد هذا ومواضيع أخرى تتابعونها هنا.
لماذا إخترت خوض الموسم الغنائي الصيفي بأغنية "كابوس" التي هي حزينة ولم تختر أغنية فرحة أكثر؟
هذا هو الستايل الخاص بي، "كابوس" من كلمات وألحان انور مكاوي، ميكس وماسترينغ studio seven.
هل ستصوّر الأغنية على طريقة الفيديو كليب؟
نعم، ومن الممكن ان تكون تحت إدارة مخرجة شابة متخرجة حديثاً.
هل ما زلت تؤمن بفكرة الألبوم؟
طبعاً أؤمن بالألبوم، فهو "prestige" للفنان، لأنك اليوم لا تستطيع ان تواكب كل شيء بالشكل الصحيح، فهناك امور نواكبها لكنها تنعكس علينا سلباً، فالألبوم يبقى بصمة في تاريخ أي احد يغني، لأن اليوم من يعمل على ألبوم تكون "قدماه على الأرض" ويكون شخصاً مؤمناً بنفسه إن كان ناجحاً أم لا.
ولكن نرى اليوم أن اكثرية الفنانين لا يطرحون الألبوم دفعة واحدة، بل على مراحل أي أغنية تلو الأخرى.
هذه فكرة ذكية، فمن الممكن أن نطرح أغنيات منفردة على مراحل وفي النهاية نضيف إليها أغنيات اخرى جديدة ونجمعها بألبوم، فمن هنا لا مهرب من الألبوم وأعيد وأكرر أن الألبوم مهم جداً للفنان.
مع الإشارة إلى أنني أقول بأننا اليوم في عصر الأغنية، فهي من تصنع النجم، ولكن يا تُرى هل مقوماته تكفي؟ وهل يستطيع أن يستمر لفترة طويلة؟ فاليوم نرى فنانين يكسّرون الأرض بأغنية واحدة ولكن بعدها يختفون.
فمن ينجح من وراء أغنية اعتقد أنه لن يكمل، ولكن من ينجح من وراء موهبة وصوت جميل وعلى سبيل المثال الفنان اللبناني معين شريف صديقي الذي اسأله أين أنت، بمعنى انه لا يصدر أغنيات بشكل متواصل، ولكن هل تستطيع أن تحجبه من ذاكرتك، فممنوع ذلك، هذا الصوت وهذه القامة الفنية الكبيرة في لبنان، خليفة الفنان اللبناني الراحل وديع الصافي الأول والأخير ولم يغيّر لونه.
برأيك المشكلة في ذلك أين تقع؟
في الكمية الكبيرة من المستوى الهابط من الأعمال التي تصدر عبر مواقع التواصل الإجتماعي والتي ليس عليها رقيب.
هل ترى ان مسيرتك الفنية المليئة بالنجاحات والأعمال الضاربة، مرّت بعثرات؟
ليس هناك شيء في الحياة سهل، وتحديداً في لبنان، هل هناك أحد يعيش مرتاحاً، لا الفنان ولا المواطن ولا أحد.
إنطلاقاً من أن الفنان كبقية الناس، برأيك هل عليه أن يجاهر برأيه السياسي والإجتماعي بصراحة مطلقة أم يجب أن يحتفظ به لنفسه؟
الفنان في أي مجلس وجد فيه عليه أن يتكلم عن مواطنيته ووطنه، ولكن للأسف السياسيون في هذا البلد قسّموا الشعب إلى كونتونات، حسب الطوائف، ولذلك لا ترى مظاهرة ضدّ الفساد والغلاء والبنزين والكهرباء والنفايات.
رأينا مظاهرة لأجل الممثل التركي بوراك أوزجيفيت.
شعب تافه ومريض.
كيف ترى وضع البلد؟
أنا حزين جداً على لبنان، هذا البلد الذي قسّموه إلى "كونتونات"، فأنا درزي من الجبل ولكنني لست مع أحد ولا أتبع احداً، فمثلاً هذا الجبل الذي جعلوه "كونتوناً" تخيّل لو انا أو مثلاً الفنان اللبناني رامي عياش او الفنان اللبناني الراحل نهاد طربيه وقفنا وغنينا في مهرجانات بيت الدين؟ فنحن ممنوع علينا الغناء هناك وبدلاً منا يأتون لنا بفرق أجنبية، فما هذه الثقافة التي لا نعرفها نحن.
لماذا برأيك؟
لا أدري، عليك أن تسأل من هم مهيمنين على "الكونتون" الجبلي.
ما هو تعليقك على ما قام به الفنان اللبناني مارسيل خليفة، بعد رفضه ان يبدأ حفله بالنشيد الوطني اللبناني ضمن مهرجانات بعلبك الدولية؟
لست على علم بتفاصيل الموضوع، ولكنني رأيت تعليقاً للفنان اللبناني زين العمر يهاجم فيه أحدهم في ما خصّ هذا الموضوع، ومن هنا أقول، أنا أعلم ان مارسيل خليفة هو إنسان وطني وشيوعي يعني أنه يمتلك شيئاً من الإشتراكية أي المساواة، وهو غنّى للبنان وفي الحروب ودافع عنه ولكن أن لا يُبثّ النشيد الوطني اللبناني هذا عارٌ علينا، هذا إذا رفض إنطلاقاً من انني لا اعرف حيثيات الموضوع، ولكن هل تواصلتم معه انتم وسألتوه لماذا رفض؟
هو اصدر بياناً، أرجع فيه السبب إلى الوضع العام في البلد، بمعنى أي بلد تغنون له النشيد الوطني وهو في هذه الحالة، مضيفاًَ أن لديه نشيداً خاصاً به "تصبحون على وطن".
تعجبني فكرة تفكيره لمارسيل خليفة، ويقول ممازحاً "والله ومعو حق"، ولكن كان من المفروض ان يقال النشيد الوطني اللبناني، وهذا كان سيدفع الناس إلى التعاطف معه أكثر في حال عزف النشيدين، بمعنى انه يعتز بالنشيد الوطني اللبناني مضيفاً النشيد الخاص به "تصبحون على وطن" مثلاً في نهاية الحفلة.
هل تعتقد أن هذه دعسة ناقصة لمارسيل خليفة؟
هذه هفوة، ممنوع أن يقع فيها فنان مثل مارسيل خليفة.
هل أنت مع برامج المواهب؟
إذا كان البرنامج صادقاً، ليس إن كان show off.
هل تقصد بالنسبة للجنة التحكيم؟
طبعاً، فعندما ترى هذه الذي تجلس في النصف، خاتمها بمليون دولار وساعتها بثلاثة، فهذا برنامج مواهب أو ماذا؟ وأيضاً الذي يجلس على شمالها والثالث "أبو الغرّة" أبو الشعر الطويل، كل يوم لحيته بشكل جديد، مع الإشارة إلى ان المحطة بحد ذاتها هي show off ولكن الأمور زادت عن حدّها.
إنطلاقاً من هنا، في حال إحترف إبنك مجال الغناء، هل تشجعه لخوض تجربة برامج المواهب؟
إبني ليس مقتعناً مثلي، وتحديداً بالساحة الفنية، أنا لا أريد ان أسمي لأنني "أكبر" من ذلك، ولكن هذا الذي يصرّخ وهو يغني ويخرج برفقة مرافقة ومواكب، فقال لي إبني كيف سأقتنع أن أغني أغنية معينة إن طلبها مني الجمهور، الذي يفضل اليوم مثل هكذا أجواء.
وطرحت عليه سابقاً المشاركة في The Voice لكنه رفض.
هل هذا يعني أنه أخذ قراره بعدم الغناء؟
ليس تماماً، فهو اليوم مدير فرقتي الموسيقية، وأتكل عليه في كثير من الأمور.