"ليلة في حبّ العندليب"، بهذا العنوان قاد المايسترو المصري هشام جبر ليلة حالمة عاد بنا من خلالها إلى أيام الزمن الجميل بصوت الفنان الفلسطيني محمد عساف، والفنانين المصريين نهى حافظ ومحمد شوقي ومشاركة الأوركسترا الرومانية، وبالتعاون مع الأوركسترا الوطنية اللبنانية، ومشاركة كورال الجامعة الأنطونية، وذلك على أدراج معبد باخوس ضمن فعاليات مهرجانات بعلبك الدولية يوم السبت الماضي. وقد حضر الحفل لفيف من الشخصيات السياسية تقدمها رئيسا الحكومة السابقان فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي، إضافة إلى عدد من الشخصيات الإجتماعية كالسيدة منى الهراوي والسيدة ليلى الصلح حمادة التي كُرّمت من قبل لجنة المهرجان، وفي كلمتها إنتقدت بشكل غير مباشر الفنان مارسيل خليفة لرفضه تقديم النشيد الوطني اللبناني في بداية حفله وقدمت إعتذارها عن هذا الامر، كما حضر عدد من الوجوه الإعلامية وحشد جماهيري ملأ المدرجات.
لم يكن إستحضار الإرث الفني للفنان المصري الراحل عبد الحليم حافظ في هذه الليلة فقط من خلال أغانيه، بل رافقتها مشاهد ومقتطفات من أفلامه التي عرضت على جدران معبد باخوس، فأسرت قلوب الحاضرين وعادت بهم إلى أيام الأبيض والأسود، تلك الأيام التي سيطرت عليها قصص حب عبد الحليم مع أبرز ممثلات العصر الذهبي كالممثليتن المصريتين نادية لطفي والراحلة شادية.
بداية الحفل كانت مع النشيد الوطني اللبناني، تلته 12 اغنية من أجمل روائع العندليب كان لمحمد عساف النصيب الأكبر منها في هذه الليلة، فأبدع بأغنيات مثل "أهواك" و"الهوا هوايا" و"التوبة" و"شغلوني" و"جانا الهوى".
وأدى محمد شوقي "بلاش عتاب" و"يا قلبي يا خالي"، كما تَشارك مع نهى حافظ في أغنية "تعالي أقولك" من فيلم "لحن الوفاء"، بينما أدت نهى "بيني وبينك إيه".
حوالى الساعة ونصف الساعة من الغناء، لم تشفِ غليل الجمهور الحاضر من كل الأعمار، الذي ومع إنتهاء الحفل بأغنية "جانا الهوا" بصوت عساف والتي أشعلت الأجواء والهتافات، جعلتهم متعطشين أكثر لإكمال الحفل وسماع المزيد من أجواء الطرب.
لاشكّ أن الفنان محمد عساف كان نجم الليلة، وهذا كان واضحاً من تصفيق الحضور وهتافاتهم التي كانت تعلو مع كل لحظة يعتلي فيها المسرح ومع كل نهاية أغنية يقدمها، وكانت واضحة تعليقاتهم وهمساتهم مع بعضهم البعض على أنه يحمل بصوته وشكله قرباً كبيراً من الفنان الراحل عبد الحليم حافظ.
وهنا لا بدّ من توجيه تحية كبيرة بدايةً لمتطوعي الصليب الأحمر اللبناني، الذين يواكبون بنشاط كل مهرجانات لبنان، وهذا ما لمسناه شخصياً في مهرجانات بعلبك الدولية، ولاحظنا أنهم حرصوا على إيصال عدد من الحاضرين غير القادرين على السير إلى المدرجات من دون كلل، وعند إنتهاء الحفل حرصوا على التواجد ونقلهم إلى الخارج، فشكراً لهم على هذا المجهود الذي نقدره ونحترمه.
وطبعاً الشكر أيضاً لأفراد القوى الأمنية والجيش اللبناني بكافة عناصره لتأمينهم الحماية وإنتشارهم، مما بعث الأمن والطمأنينة بين الحاضرين.