نقترب من باب السنين مع يد مرتجفة خائفة أن تقرع باباً يدخلها إلى أيام جديدة، وكلما اقتربنا من هذا الباب كلما شعرنا بالخوف وقلق الرحيل.
ننظر إلى جسدنا وعلامات الهرم بدأت بالظهور، ننظر إلى المرآة طارحين علامات استفهام عدة كمثل ما إذا كنا استطعنا استغلال الوقت الذي مضى أم هو من استغلنا!؟
خوف، وقلق، وتوتر نعيشه كلما أطفأنا شموع سنوات مضت وسنوات سنستقبلها.
والأجمل من كل ذلك الكلام أن ننظر إلى المرآة مع تجاعيد تروي قصة حياة ونجاح، تجاعيد ترسم ألوان الحياة بخيباتها ومحطاتها، بألوان التضحية ولحن الشقاء وصورة الفخر!
مؤخراً تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى مكان يكبر فيه الناس فجأة ليتحولوا جميعاً إلى أناس تخطوا الثمانينيات، مفتخرين بعمرهم، فرحين بتجاعيدهم.
أردت أن آخذ ما قدمه ذلك التطبيق الذي يعدّل صورة الفرد ويظهره بعمر السبعين والثمانين إلى شقه الإيجابي، وأشير إلى ان الناس نسيت ذلك الخوف الذي تحدثت عنه في البداية وأخذت من السن "نكتة" يضحكون عليها في ما بينهم، وينشرون صورهم ليتحدوا بعضهم البعض في من الأجمل بالتجاعيد ومع علامات التقدم بالسن.
وعلى الصعيد الفني، لفتنا ما قامت به الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم التي تعتبر من اجمل السيدات في العالم والتي أثبتت للجميع عدم تخوفها من السن، لا بل أخذت الأمر بإيجابية كلية، وأثبتت أيضاً أنها على علم تام بأنها مهما كبرت لن تخاف من العمر طالما هي بصحة جيدة.
والفنانة بلقيس، التي رأت نفسها امرأة حكيمة وجميلة خط الزمن على وجهها دروساً وعبراً علمتها لأحفادها، فنانة واثقة من نفسها لم تخف من الزمن، بل أخذته من الناحية الإيجابية.
إلا أننا لم نشهد مثل هذا التصرّف عند الكثير من الشخصيات الفنية، فهل هو خوف من العمر وقلة ثقة؟