لا تنطفئ حماسة الفنان الفرنسي مارك لافوان مع التقدّم في العمر، فهو ما زال شاباً مفعماً بالحيوية والنشاط والإطلالة العصرية، مقدرته الصوتية العالية تتخطى حدود الشكل فتسافر معه في رحلة رومانسية لا تنطفئ حتى بعد ساعة ونصف الساعة من العرض، لابد وأن تبحث مجدداً عن أغنياته لتستمع إليها.
افتتاح مهرجانات بيبلوس الدولية مساء الجمعة كان للفئة النخبوية في المجتمع ولمتذوقي الأغاني الفرنسية بصوت مارك لافوان الذي قدم 20 أغنية على مسرح الواجهة البحرية من المدينة الأثرية، وهي باقة من أجمل أغنياته الرومانسية الجديدة والقديمة ورافقه أربعة عازفين. جمهوره في لبنان أربعيني وخمسيني في معظمه، يكتظ بالعنصر النسائي العاطفي الذي حلم في الثمانينات بالحب والحياة والحرية والشغف.
"Rue Des Acacias"، "C’est la vie" ،"Dis moi que l'amour" أغنيات تفاعل معها الجمهور غناء ورقصًا وإحساساً، وعبّر لافوان عن سعادته قائلاً: "أشكركم وأشكر لبنان. إنها ليلة رائعة في مدينة رائعة في بلد رائع وجمهور استضافني بقلبه. أحبكم كثيرًا. كونوا سعداء".
لافوان لم يفوت الفرصة ليشبه واقع فرنسا اليوم بلبنان، إذ قال إن لبنان بلد شقيق لفرنسا فهي كذلك فيها تلوّث، قبل أن يغني " C'est ça la France"، وعلى الرغم من ذلك يحب لبنان وقال مرارًا "يحيا لبنان".
ورغم الصعوبات التي نواجهها، يتخطاها لافوان بروحه الطريفة وأسلوبه اللين إذ راح يتلو على الحضور النكات والمواقف الطريفة التي حصلت معه في القدم وعلّمته الكثير.
تابع أمسيته وغنى Le Pont Mirabeau" " Paris "، " J’ai tout oublié"، " Vivre ou ne pas vivre "، la semaine prochaine "، بعد اغنية "bascule moi" اشتعلت الاجواء لتلامس ايقاع السهر والرقص فوقف الحضور وراح يرقص ويصفق مع لافوان.
وفي وصلته مازح الحضور قائلاً إنه انتهى وتمنى رؤيتهم من جديد، وقال إنه "لشرف لنا أن نكون أمامكم اليوم الى اللقاء"، وتمنى أن يراهم مجدداً وأن يكونوا كثيرين. لكن الحضور ظلّ واقفاً يطالبه بالمزيد فعاد وغنى لهم .Chère amie
مارك يحب استذكار أغنياته القديمة ولكنه فاجأ محبيه في لبنان وقدّم لهم اغنيته الجديدة بعنوان"ma papou "والتي لم يتجاوز على طرحها الثمانية أشهر.
لم يشبع رغبات الحضور قبل أن يغني أغنيته المعروفة فقال هل هناك أغنية لم أقدمها بعد؟ ماذا تريدون؟ فطالبه الجمهور بأغنية yeux revolver les فكانت مسك الختام على أمل اللقاء في القريب العاجل.