من نسيم أزقتها الأثرية التي تروي صفحات من التاريخ والحضارة وعلى مقربة من كنيسة مار اصطفان، تلتهب أمسيات مهرجانات البترون السياحية بحضور يضج بالفرح وحب الحياة والتطلع إلى إبقاء المنطقة مركزاً لبث الحياة والسهر.
إلى مدينة البترون توجهنا وللمرة الثانية صودف انقطاع التيار الكهربائي وهو ليس بالأمر الجديد، وكأن القدر قدّر لنا أن تكون أمسيتنا رومنسية صاخبة على ضوء القمر مع النجم ناصيف زيتون.
حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة تشعرك وكأنك محاط بأناس من العائلة وهذه هي الحقيقة، والفضل في ذلك يعود إلى الإعلامية سالي موسى، التي تتولى مهمة الملحقة الإعلامية للمهرجان ولا تفوت فرصة الا وتحيط الجسم الإعلامي بالاهتمام وحسن المعاملة.
لمدة ساعتين سرقنا نجم محبوب فباتت معه الأوقات سرقة كسرعة الضوء.. اعلتى المسرح وهو يضج بالحياة بصوت مندفع وقوي وحنون، قدم باقة من أغنياته القديمة والجديدة التي لاقت تفاعلاً كبيراً من الجمهور الحاضر، والذي غادر كراسيه متجهاً صوب ناصيف ليغني ويرقص ويهيّص ويصفق فرحاً.
رهيب ناصيف زيتون في قدرته على خلق حقل مغناطيسي للحاضرين مملوء بالفرح والهيصة... كبار وصغار كلهم غنوا معه وتمنوا لو أن الوقت يتوقف عند حدود المسرح.
ناصيف جد ووجد في تقديم أغنيات ليست له، كأغنية السيدة فيروز "انا لحبيبي وحبيبي قلي" ليستقبل على وقعها عناصر من الصليب الأحمر على المسرح ويلتقط صورا تذكارية إلى جانبهم ويشيد بدورهم الإنساني في العالم.
ومن بين الأغنيات التي قدمها والتي لاقت إستحسان الجمهور "بكتب اسمك يا بلادي". وهنا كلمة حق تقال بإن ناصيف يحب لبنان وشعبه، إلى درجة نشعر أنه لبناني رغم احترامنا الكبير لجنسيته السورية.
في الختام تمنينا لو أن الأمسية امتدت حتى طلوع الفجر... جرعة من الفرح حملتنا من أسوار البترون وميناها، وصوت رقَّ له الحجر وشهد لسحره القمر.