هو ممثل مسرحي فرض نفسه على الساحة الفنية بدون أي إذن من أحد، ليس أكاديمياً في عالم المسرح لكنه صاحب موهبة مميزة وظفها يحيى جابر في مسرحية "بيروت طريق الجديدة" من ثم "بيروت فوق الشجرة" فتحول الى ظاهرة تخطت كل التوقعات.
زياد عيتاني، الإسم الذي وإن بحثت عنه ستجد الشيء ونقيضه، من صحافي متمكن، الى ممثل مسرحي مبدع الى متهم بالعمالة، الى بريء بقرار قضائي، لكنه بلا شك هو ممثل موهوب اثبت نفسه على الساحة ولا يزال مسرحه يستقطب الجمهور.
بعيداً عن قضيته، كان لنا لقاء فني صريح مع الممثل زياد عيتاني ودار بيننا الحوار التالي:
حصل خلاف منذ فترة بينك وبين الممثلة نادين الراسي على أحد مواقع التواصل الإجتماعي على إثر دعمها لسوزان الحاج حبيش؟
مقاطعاً.. خلاف؟ لا يوجد خلاف بيني وبين نادين الراسي، هي دخلت على خط قضيتي، أنا لا أتابع التلفزيون عموماً وبعيد جداً عن هذه الاجواء لذلك لا أعرفها ولم أشاهد أياً من أعمالها فعلاً، لأن تلك الأمور لا تستهويني . .
لكنك رددت عليها من ثم مسحت التعليق، واعتذرت.
صحيح، مسحت تعليقي، تعليقها استفزني فرددت عليها من ثم انتبهت أنني لا أعرفها تماماً، ذهبت الى غوغل واكتشفت أنها من الممثلات في الدراما ويُنشر عنها اخبار كثيرة تتلعق بمشاكل وفضائح، فتأسفت أنني علقت على كلامها ونزلت لهذا المستوى، واعتذرت من الناس.
لم تكن نادين الراسي فقط من أخذت موقفاً من قضيتك، هناك نادين نسيب نجيم ايضاً..
ربما تعرضت "نادين نسيب نجيم" لضرب مبكل بهذا الفيديو، كانت طريقته كأنه خاص ومباشر وليس للنشر، فوجهها بدا قريباً جدا من الشاشة بحيث لا يعبر عن رسالة للرأي العام. أما عنها فأنا تابعت لها بعض الاطلالات في مسلسل "الهيبة" بواسطة ما ينشره اصدقائي على الفايسبوك، أنا لست متابعاً لأي أحد من هذا الوسط على مواقع التواصل الإجتماعي، ولا أنتمي لهذا الجو كله، لأنني من الأشخاص الذين يؤمنون بالتواصل المباشر مع الناس لذلك اخترت المسرح وأنا متمسك به. حياتي بين المسرح والقراءة ومتابعة كرة القدم لذلك أنا بعيد جداً عن هذه الاجواء، ولا أتابع أخبار نادين نجيم أو الراسي الخ .. .
لكن أنت كممثل من المفروض أنك منتمٍ للمهنة نفسها وربما تتعامل معهما؟
ليس لدي هذا الطموح، لم ولا أفكر بهذا الأمر، وليس خطي أساساً.
لا تفكر بالدراما ولا بالسينما؟
كلا أبداً، كل العالم يعرفون أي نوع من النصوص أقدم في المسرح، وأنا أفتخر أنني معارض للـ"سيستم" اللبناني بما فيه صناعة الدراما والسينما وغيرها، فكيف يمكن أن يكون طموحي الدراما والسينما بنسختهما الحديثة وهما "غريم فكري" لي. وفي اقل مقارنة بين الدراما القديمة القريبة للناس و الحالية اجد أن الدراما القديمة نجحت اكثر في مخاطبة الشارع . قد اختار هذه الاتجاهات بحال استطعنا ان نشكل قفزة نوعية في هذه الصناعة. ومن يدري ؟ ربما نجتهد ...
أنا منطلق بعملي في مجال الصحافة، أنتمي فكرياً لمدرسة القراءة، واهوى عمالقة الكتابة كنجيب محفوظ، وأمين معلوف، الياس خوري وربيع جابر وغيرهم، لذا لا تستهويني الدراما التي تُقدم اليوم، لأن المحتوى الروائي مكرر..
هؤلاء الكتّاب اليوم كتاباتهم ورواياتهم مطلوبة في الدراما؟
منذ سنتين تم تقديم رواية لنجيب محفوظ كعمل درامي بعنوان "أفراح القبة" ونجح العمل و"كسر الدنيي"، المشكلة في الإنتاج الذي لا يسعى لأخذ نصوص من هؤلاء ويحولها لعمل درامي.
مثلا هناك الدراما السورية المتفوقة في محاكاة الواقع وهي تستهويني جدا. قصدتها عمدا عبر متابعتي لها على المواقع التي تعيد نشر المسلسلات، وعندما نقارن اليوم مسلسل "مسافة أمان" وما قدمته فيه الممثلة سلافة معمار، أو مسلسل "الندم" لليث حجو، و"أفراح القبة" و"موجة حارة" بما نراه في لبنان، نجد ان ما يُقدم في لبنان فناً معتمداً على " وجه وسيم للبطل والبطلة"، لكن هناك شيء آخر اسمه تمثيل ورواية. .
انا أقدم مسرحاً مستمراً لسنة، آكل وأشرب منه ويكفيني، والجمهور يأتي ليشاهد الأعمال، هذا الجمهور منه من يشاهد تلك الدراما التي تكلمنا عنها في بيته، لكنهم يخرجون من المنزل ليشاهدوا المسرح وهذا ما يفرض عليك ان تحترم هذا وأحترم فكرهم وثقافتهم وذوقهم العام وأقدم مادة ترفيهية جداً، أو مسرحية تحمل قضية لكن بقالب ترفيهي. هذا الاحترام من الناس و الاقبال امانة كبيرة ولولا هذا الجمهور ما كنت لأستمر في عرض أي عمل من أعمالي على مدار السنة كلها من دون حتى "بانو" اعلاني واحد على الطريق او دعاية متلفزة. الناس تسعى للافضل بقدر سعيك لهم ..
اخر أعمالك كانت "ما طلت كوليت" لكنك لم تعمل فيها مع مكتشفك اذا صح القول يحيى جابر، كيف تصف ردود الفعل؟
المسرحية بدأ عرضها منذ 23 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ولا تزال مستمرة حتى الآن، وأضفنا عرضين بسبب الإقبال الجماهيري رغم أننا أصبحنا بفصل الصيف والناس تفضل البحر والجبل على حساب المسرح، تجربة ناجحة جداً بحسب رأي الناس وليس رأيي، انتقلت من خلالها من المونودرام إلى العمل الجماعي، واكتشفت أن هناك ملعباً اكبر أستطيع أن أقدم فيه شيئاً جديداً، قضيتي فرضت نفسها على المسرحية لكنني قدمتها بقالب ساخر لأن غريمي لا يستحق أن نتكلم عنه بجدية، كما أن الجمهور لا ينقصه قضية مؤلمة مثل هذه، فعلى الرغم من أحقية القضية لكن ليس في المسرح تأخذ ثأرك الشخصي، المسرح للناس ويجب أن نقدم لهم أعمالاً متكاملة تحترم أصول العمل المسرحي.
كنا قد تطرقنا معك سابقاً لموضوع تعامل سيجمعك بالمخرج جاك مارون، اين وصلت الأمور؟
أنا من الأشخاص الذين يعتبرون أن جاك مارون أخذ المسرح اللبناني الى مكان رائع وإيجابي، حتى نجوم الدراما عندما يكونون على مسرح مارون يقدمون إضافات كبيرة نحن بحاجة لها ثقافياً وفكرياً ومسرحياً.
جاك ليس اسماً تقليدياً في عالم المسرح، بل إسم ثوري في المسرح اللبناني، ولهذا السبب نشأت صداقة بيني وبينه أفتخر بها، ورغم الإختلاف بين نوعية المسرح الذي أقدمه ونوعية المسرح الذي يقدمه أتى وشاهد عروضي المسرحية.
مارون وعلى الرغم من المخملية التي يقدمها في بعض الأحيان بمسرحه الا أنه ثورجي، توجد أفكار كثيرة تدور بيننا وربما تجمعنا فكرة مشتركة وربما نترجمها لنص نقدمه، وأنا أتشرف بهذه الخطوة واعتبر ان مارون سوف يضيف لي الكثير خاصة أنني انطلقت بالمسرح من باب الموهبة لا من باب الدراسة.
أطليت في 3 اعمال مسرحية وجسدت فيهم الشخصية البيروتية ونجحت بذلك، لكن هل حاصرتك هذه الشخصية وتحولت من نعمة الى نقمة؟
كلا، نحن من نحول النعمة الى النقمة، أنا اعدت إحياء اللهجة البيروتية في المسرح من جديد بطريقة جديدة وقالب حديث خاصة أنها اندثرت منذ سنوات، وأعدت تقديم بعض المصطلحات والكلمات البيروتية التي تحبها الناس وتعتبرها "نوستالجيا" وأنا لا اخجل بلهجتي كبيروتي بل بالعكس أفتخر بها.
في مسرحيتي "بيروت فوق الشجرة" قدمت أربع لهجات لبنانية، وهذا يثبت أنني قادر على تقديم أية لهجة لكن بشرط أن أقدمها بطريقة لائقة وبدون مبالغة، ومن دون أن ترسخها بمفاهيم خاطئة.
قدمت في رمضان أغنية خفيفة على وزن "بشرة خير" تحكي فيها عن بيروت لكنك عدت وحذفتها ما السبب؟
الموضوع كان مجرد فكرة بسيطة وعفوية خرجت بسهرة جمعتني بفريق عمل مسرحيتي "ما طليت كوليت"، وسجلناها في الاستديو في الليلة نفسها، وعندما نشرناها تم تداولها بشكل كبير وحصدت نسب مشاهدة عالية، لكن البعض اتهمني بأنني اعتديت على حقوق الملكية، فحذفتها رغم أنني عندما طرحتها كان هدفي المزاح وليس تقديم أغنية موازية لبشرة خير.
ظاهرة مسرح زياد عيتاني تعرف عليها الجمهور من خلال تمثيل زياد وكتابات يحيى جابر.. أين يحيى جابر اليوم؟
والله لا أعلم.
لماذا انتهت هذه الثنائية؟
لم تنته، الأمور ليست عملية توأمة بيني وبينه، يحيى لديه رؤية خاصة في مسرحه، وأنا لدي حق بالتجارب والإستقلالية، واعتقد ان الفائدة التي أضفناها لبعضنا إستنفذت. فلماذا نكرر نفسنا؟
اليوم أعمل مع هشام جابر وهاشم عدنان، وأطمح للعمل مع جاك مارون، وكذلك كميل سلامة، ورائدة طه.
عندما سألت يحيى جابر عن عدم حضوره لمشاهدة مسرحية "ما طليت كوليت" اجابني بأنه لم تتم دعوته لمشاهدة العمل، فسألته لماذا فقال لي إسأل زياد.. لماذا لم تدعُ يحيى جابر؟
هو ناطر عزيمة؟!، لا اعتقد أن يحيى ينتظر "عزيمة"، في اي وقت يريد ان يحضر العرض يكفيه ان يتصل ويقول اريد ان اشاهد فستكون الأبواب كلها مفتوحة له.
بالنهاية ما يحدث مع المسرحيين أن الأمور أصبحت "واجبات" وهذا الأمر غير منطقي، نحن لسنا بحفلة كوكتيل لنتعازم، أنا كممثل مسرحي واجبي أن أشاهد كل المسرحيات لآخذ نبذة عن كل الحركة المسرحية، وأتمنى الأمر نفسه من الجميع.
أنت من عائلة فنية، جدك محمد شامل وخالك يوسف شامل وكذلك تربطك علاقة قرابة بالفنان أحمد قعبور فهل ممكن أن نراكما بعمل سوياً؟
من جملة المشاكل في لبنان أن هناك شيئاً اسمه ثقافة "التراند" وهذه النقطة لا تشمل المبدعين، تلك الثقافة ممكن أن يصنعها أصغر شخص "أرعن" في لبنان على مواقع التواصل الإجتماعي، في السابق كانت الصحافة تصنع الرأي العام، للأسف اليوم الرأي العام يصنع الصحافة.
ألتقي بأحمد قعبور بشكل دوري، وإحدى أمنياتي أن يجمعني عمل به، وهو يعلم ذلك لكن كل عمل يحتاج لظروف معينة كي ينضج.
في كل المسرحيات التي قدمتها كان العنصر النسائي غائباً عنها، لو كان العمل يتطلب ان تكون معك ممثلة من تختار؟
توجد أسماء كبيرة في المسرح، أمنيتي ان أعمل مع الممثلة رائدة طه فهي ملكة على المسرح، وعلى المسرح هناك الممثلة ندى أبو فرحات، وريتا حايك، ويوجد الكثير من الأسماء لأن يوجد لدينا الكثير من المواهب على المسرح، واعتقد أن كل ما هو على المسرح تمثيلاً أقوى من الدراما، فمثلا طلال الجردي وغابريال يمين على المسرح اساتذة اما في الدراما فيأخذان أدواراً ثانية وهذا مجحف فهما نجمان نفتخر بهما ، انا عن نفسي افتخر بهما اكثر بكثير من اعتزازي بملكة جمال او عارضة او عارض للازياء . .
كمان أن في لبنان اسمين كبار اعتبرهما الاقوى على الخشبة . تقلا شمعون اذا ارادت وجوليا قصار.