هو ممثل كاتب ومقدم برامج، وقبل كل ذلك هو إنسان حقيقي ينطلق بكل أفعاله الشخصية أو المهنية من حسه الإنساني والإجتماعي، يعيش هموم الناس. تراه ينظم حملات على مواقع التواصل الإجتماعي ويترجمها على الأرض لمساعدة أحد متعثر أو مريض أو محتاج، وفي الوقت نفسه تجده دوماً منهمكاً بأعماله الدرامية.
قوة طارق سويد تتلخص بأنه واقعي الى أبعد حدود، ينطلق من وجع الناس الى الشاشة، يصنع من المواطن العادي بطلاً في أعماله، فتجدها تجسيداً للواقع، لا خيالاً يغيّب الجميع.
يستعد طارق لإطلاق مسلسله الجديد "بالقلب" قريباً، مستعيناً فيه بأسماء فنية لامعة من كارمن لبّس، الى غابريال يمين، الى ستيفاني عطا الله ومحمد عقيل وغيرهم، لذا كان لنا لقاء معه تحدثنا فيه عن تحضيراته والمنافسة الدرامية المنتظرة، وجاء اللقاء على الشكل التالي:
اين اصبح مسلسلك بالقلب؟
انتهى التصوير والحلقة الأخيرة أخذت مني تقريباً شهرين من العمل.
هل كتبت نهاية واحدة أم نهايتين كما درجت العادة خلال هذه الأيام؟
نهاية واحدة، عدّلت بها أكثر من مرة.
من المعروف أن طارق سويد يميل إلى المنحى الإنساني هل سيتغلب هذا الطابع على نهاية "بالقلب"؟
بالتأكيد سيتدخل هذا الطابع بأحداث المسلسل، لكن النهاية ليست بالضرورة أن تكون كما يتمناها طارق، بل بما يتناسب مع الواقع أو مع أحداث العمل، أنا لا أريد مسلسلاً يتسبب بوجع للمشاهد لكن المسلسل يوجع لأننا انطلقنا من الواقع، أنا أنتمي للخط الواقعي في كتاباتي، لكن في بعض الأحيان عليك أن تلحق الجمهور وما يريد، الجمهور يريد الأشياء الخيالية والبعيدة عن الواقع، أضع في أعمالي 70 بالمئة من الواقعية و 30 بالمئة لما يريده الجمهور.
قيل إن العمل سيعرض في رمضان لماذا تم تأجيله هل خوفاً من المنافسة التي دفعت فيها ملايين الدولارت؟
أبداً لم نهرب من المنافسة، لم أستطع أن أنتهي من كتابة العمل ليعرض في رمضان، ما استطعت أن أسلمه للمحطة كان عدداً قليلاً من الحلقات.
صراحة لم أكن أحبذ أن يعرض العمل في رمضان لأنه يريد من المشاهد الكثير من التركيز وبزحمة مسلسلات رمضان سيفقد المشاهد هذه الميزة، وبصراحة المسلسل ليس لرمضان.
تعاملت بالعمل مع العديد من الاسماء الكبيرة وكذلك الواعدة هل تدخلت بإختيارهم؟
نعم كان الإختيار مشتركاً بيني وبين المنتج والمخرج، وهذا كان شرطي من الأساس لأن الأحداث خارجة من الكاتب، لا يمكنني أن أقول أنني اخترت كل الممثلين لكن ما يمكنني أن أقوله لك أنني كنت راضٍ عن اختيار الجميع.
من تتوقع أن يكون مفاجأة العمل؟
العمل بصراحة سيعيد قيمة كارمن لبّس، المسلسل لن يبرز موهبة لبّس لأن موهبتها معروفة لكنه سيعطيها حقها من جديد، وهذا رأي لبّس نفسها.
توجد اليوم طريقة بالعمل لدى بعض شركات الإنتاج وهي "عملولنا مسلسل لهل نجمة والنجم"..
قبل أن تكمل السؤال، هذا الامر لا يمشي مع طارق سويد، لكن هذه الطريقة اليوم "تراند" وربما تعيش لسنوات وتحقق نجاحات كبيرة لكنها لا تمشي مع طارق سويد ككاتب، أنا أعمل بطريقة مختلفة "كتابة القصة من ثم اختيار الممثل".
لا اقول إن من أطلوا في هذه المسلسلات ليسوا جيدين، أنا أتكلم عن طريقة العمل، هذه الطريقة لا أطبقها، أنا بصراحة "ما بعرف إكتب لأبطال أنا كل ممثل بمسلسلي بطل لأن لكل ممثل قصة".
في الآونة الأخيرة ظهر خلاف حول الممثل اللبناني الشاب وعدم مشاركته بالأعمال العربية..البعض اعتبر ان المشكلة بعدم اعطائه الفرصة وآخرون اعتبروا أن الأعمال التي ترتكز على الممثل اللبناني الشاب لا تلقى التوزيع العربي نفسه الذي تلقاه مسلسلات من بطولة ممثلين سوريين أو مصريين..ما رأي طارق سويد؟
برأيي الممثل اللبناني الشاب لم يُعطَ الفرصة الكاملة بعد، من يعتبر أن الممثل اللبناني يسبب له مشكلة في التوزيع أذكّره بأن هذا الكلام كان يقال عن الممثلات اللبنانيات اللواتي اليوم برهن أنهن نجمات في العالم العربي، واصبحت شركات الإنتاج العربية تعتمد عليهن.
طلال الجردي وعمار شلق مثلاً (هول هلق طلعوا براسي وفي كتير أمثلة) يمكنهم أن يكونوا ليسوا نجوماً عرب فقط بل عالميين لأنهما يمثلان بإحساس، ديامان بو عبود أصبحت عالمية -لكنها لا تعرف كيف تسوّق لنفسها- وريتا حايك أيضاً أصبحت عالمية.
الممثلون الشباب لم يأخذوا حقهم بعد، ولديهم قدرات كبيرة، والدليل على ذلك النجاح الذي حققه مسلسل "إنتي مين" لكارين رزق الله الذي عرض في رمضان الماضي وهو لبناني مئة بالمئة.
طالما ذكرت كارين رزق الله ، ماذا لو تواجهت معها عند عرض مسلسل "بالقلب" وتم عرض مسلسل لها..كيف ستكون هذه المنافسة؟
أووف..منافسة بتخوف "أنا حدا حقيقي، نحن الإثنين منكتب واقع ومننطلق من مواضيع منحب نحكي عنها وبتصيب الواقع والمجتمع والشعب"، نحن نشبه بعضنا بالخط الكتابي الدرامي الى حد كبير، أعتقد أن من سيحسم المنافسة هو الجمهور الذي سيقرر أية قضية أهم بالنسبة له، ستكون منافسة جميلة وأنا أحترم قلم كارين رزق الله كثيراً.
تابعت مسلسل الهيبة الحصاد؟
كلا.
اليوم المسلسل سيستكمل بجزء رابع وكاتبه باسم السلكا تخلى عن المهمة، لو عرض على طارق سويد كتابة الجزء الرابع فهل سيوافق؟
كلا، المسلسل لا يشبهني ولا أعلم تفاصيل أحداثه كوني لم اشاهده، هو مسلسل "كسر الأرض والجمهور يعشقه" لكن لا يمكنني أن أكتب شيئاً لم يخرج من فكري، وسأكون صريحاً جداً معك عندما فعلت هذا الأمر بمسلسل "أدهم بك" حيث طلب مني المنتج مروان حداد أن آخذ القصة وأحوّلها الى مسلسل درامي لم أنجح.
مسلسل "أماليا" كان أول خطواتي ونجح بشكل كبير لأنني انطلقت من فكرة أُحب أن أتكلم عنها، وهي الأرملة التي تربي أولادها والقصة أعرفها عن والدتي، المسلسل كان نابعاً مني ولهذا الأمر نجح.
لا أقول لك أن الطريقة التي أعمل بها سهلة، هذه الطريقة صعبة عليّ مادياً ومن كل النواحي "مسلسل بالقلب صرلي سنتين وتلات اشهر عم أكتب فيه كان فيني أعمل بوقته 5 مسلسلات قصص حب وطلّع مصاري أكتر".
البعض يكتب 5 مسلسلات بموسم واحد أليس هذا الأمر غريباً؟
البعض يمكنه أن يكتب 5 أعمال وينجح بها، ربما يمتلكون خبرات كبيرة، أنا لا أمتلك هذه الخبرات وليس بإستطاعتي أن أكتب أعمالاً عديدة في موسم واحد "بتعرف كم مرة بدق تلفوني بيطلبوا مني اكتب قصة حب، ما بقبل بحسا إهانة إلي صراحة، أنا يمكن صعب شوي أو مصعبها على حالي، لازم لين شوي".