لقّبها الشاعر كامل الشناوي بـ"كروان الشرق"، وذلك لصوتها المميز، فلم تكن حياة الفنانة فايزة أحمد ممهدة بالنجاح، بل حفرت إسمها بالإجتهاد والتعب لتصبح نجمة الغناء في العالم العربي، إذ واجهت العديد من التحديات خلال مشوارها.
النشأة والبداية والنجومية في مصر
في الخامس من كانون الأول/ديسمبر عام 1934 ولدت فايزة أحمد بيكو الرواس، في مدينة صيدا اللبنانية لأب سوري وأم لبنانية، وقد إنتقلت لتعيش في دمشق وهي في عمر الحادية عشر، وقد تدرّبت على يد الملحن محمد النعامي وواجهت فايزة أحمد الفشل في البداية، حينما تقدّمت لإذاعة لبنان، وأيضاً رفضت من إذاعة دمشق، لتتقدم مجدداً الى إذاعة حلب، وبالفعل ذاع صيتها حتى طلبتها إذاعة دمشق بعدها، لتقدم مجموعة من الأغاني وبعدها سافرت فايزة أحمد إلى العراق، حيث إلتقت بالموسيقار رضا علي، والذي قدّمت معه مجموعة من الأغنيات باللهجة العراقية، قام بكتابة كلماتها وتلحينها أيضاً، قبل أن تقرر السفر إلى مصر وتقدمت للإذاعة المصرية، التي نجحت فيها وقدمها صلاح زكي في أغنية لحن محمد محسن، وبعدها التقت بالموسيقار محمد الموجي، والذي قدّمت معه العديد من الأغنيات، وتعاونت أيضاً مع محمود الشريف والتقت بالموسيقار محمد عبد الوهاب في أغنية "هان الود"، فإستطاعت أن تحقّق شعبية كبيرة في مصر، وساعدها على ذلك موهبتها وصوتها المميّز.
400أغنية في مشوارها واشهر من غنى للأم
خلال مشوارها الغنائي، قدّمت فايزة أحمد 320 أغنية للإذاعة و80 أغنية تلفزيونية، بالإضافة للحفلات التي أحيتها، وقدّمت أغنية "ست الحبايب" والتي تعتبر من أشهر وانجح الأغنيات للأم، ومن أغنياتها أيضاً "أنا قلبي ليك ميال" و"ياما القمر على الباب" و"خليكم شاهدين" و"بيت العز" و"قدرت تهجر" و"بكرا تعرف" و"حيران" و"رسالة من امرأة" و"غريب يا زمان" و"يا ليلة بيضا".
أغنية سبب ازمتها مع عبد الحليم حافظ
في عام 1957 قدّمت فايزة أحمد أغنية "أسمر يا أسمراني"، والتي تم تقديمها في فيلم "الوسادة الخالية" لعبد الحليم حافظ، والذي قام بعدها بتسجيل الأغنية بصوته، مما أغضب فايزة أحمد التي اعتبرت الأغنية حقاً لها، خصوصاً أنها حققت نجاحاً كبيراً وقت عرض الفيلم، فقررت أن ترد الموقف بطريقة ساخرة فغنت "هاتولي وابور الحريقة"، والتي كانت على وزن أغنية حليم "قولوا له الحقيقة"، وظل الخلاف لفترة حتى أنهما كانا لا يتشاركان في أي حفل من المفترض أن يجمع بينهما، حتى تم الصلح عام 1973.
سبعة أفلام فقط في مشوارها كممثلة والنحافة سبب كراهيتها للكاميرا
شاركت فايزة أحمد خلال مشوارها في سبعة أفلام، بدأتها عام 1957 بعد أن شاركت في فيلم "تمر حنة" مع رشدي أباظة ونعيمة عاكف، وقدّمت خلال الفيلم مجموعة من الأغاني وبعدها شاركت في "امسك حرامي"، وفي عام 1959 شاركت في فيلم "المليونير الفقير"، وفي العام نفسه شاركت مع الفنان محمد فوزي بطولة فيلمه "ليلى بنت الشاطئ"، كما شاركت في فيلم "عريس مراتي"، وفي عام 1961 شاركت في بطولة "أنا وبناتي"، وكان آخر أدوارها في فيلم "منتهى الفرح" عام 1963، وعلى الرغم من نجوميتها كفنانة إلا ان مشاركتها في بطولات أفلامها السبعة لم تؤهلها لتحصل على البطولة المطلقة سينمائياً، على غرار العديد من النجمات وقتها مثل أم كلثوم وشادية ووردة.
وكانت لا تحب شكلها على الشاشة، فكان وزنها 40 كيلوغراماً، وإضطرت الى ربط قماشة على خصرها، كي تبدو أكثر وزناً، ولكنها كانت تقول "التمثيل كرهته ولا أحب رؤية الأفلام التي تعرض لي".
5زيجات في حياتها وأحد أزواجها كاد يرميها من الطابق السادس وأُصيبت بانهيار عصبي
تزوّجت فايزة أحمد خمس مرات، الأولى من السوري مختار العابد، والذي اكتشفت أنه تزوّج قبلها أكثر من عشر مرات وبأنه يستغل زوجاته لجني الاموال، وتم الإنفصال بعد فترة، وبعدها تزوّجت من المونولوغيست عمر النعامي ولكنها واجهت الأمر نفسه، بعد أن إكتشفت أنه كان يستغلها فإنفصلت عنه أيضاً، والزوج الثالث كان العازف عبد الفتاح خيري، بعد أن تعرضت للمصير نفسه في زيجاتها السابقة، أما الحب الوحيد في حياتها فكان الموسيقارمحمد سلطان، وهو الزوج الرابع لها وبالفعل ظل الزواج طيلة 18 عاماً، وأنجبت توأمها عمر وطارق.
ولكنها طلبت الطلاق لتتزوج من ضابط المرور عادل عبد الرحمن، والذي عاشت معه تجربة قاسية فكان يصغرها بعشر سنوات، وتوقع الجميع أن تفشل هذه الزيجة لعدم التكافؤ، وكان يعاملها بقسوة وتتعرض للضرب والإهانة حتى أنه في إحدى المرات كاد يرميها من الطابق السادس، مما جعلها تطلب الطلاق وساومها لتدفع 35 ألف جنيه مصري، وهو رقم ضخم في ذلك الوقت إضافة إلى أخذ سيارتها، ليتم الإنفصال. وبعد هذه التجربة الصعبة إكتشفت إصابتها بالسرطان، كما أُصيبت أيضاً بإنهيار عصبي فعادت مجددا لحب حياتها محمد سلطان، الذي أصر على العودة لها حين علم بمرضها، فماتت بين أحضانه كما طلبت منه بعد مرضها.
عمليات التجميل سبب اصابتها بالسرطان
تعتبر فايزة أحمد من ضحايا عمليات التجميل، وكانت تعاني من النحافة الشديدة، فقررت أن تجري جراحة نفخ الخدود، والتي كانت تجرى لأول مرة في مصر وأخذت هذه الخطوة حرصاً منها أن تظهر بشكل أفضل، إلا انها سرعان ما عانت من مرض السرطان، والذي ظلت تتعالج منه حتى آخر أيامها، كما أشيع أيضاً أن السبب هو إجراؤها عملية تكبير للثدي، فتعتبر فايزة أحمد من أوائل السيدات اللواتي لجأن لعمليات التجميل، وفور علمها بالمرض سافرت للعلاج بالخارج وإجراء جراحة، لكنها لم تنجح بل تمكن المرض منها، وعادت لتسجّل أغنية "لا يا روح قلبي" والتي أُعجبتها كثيراً، ولم تستمع لنصائح الأطباء لتكون أخر أغنية تسجّلها.
وتوفيتفايزة أحمدفي 21 أيلول/سبتمبر عام 1982، عن عمر يناهز الـ52 عاماً، بعد صراعها مع سرطان الثدي.