فنان موهوب أنصفه الفن بالحصول على البطولة المطلقة والمساحة التي يستحقها، وإستطاع أن يُثبت نجاحه وقوة موهبته عن جدارة على مدار ثلاثة أعوام متتالية في الدراما التفزيونية، ولكن هذا العام إختار أن يُغرد خارج الصندوق بعيداً عن أي أدوار سابقة وتحدى نفسه لشهور من أجل الوصول إلى لياقة بدنية عالية وعضلات تتناسب مع طبيعة شخصية "أدهم" لاعب المصارعة الرومانية بمسلسل "لمس أكتاف".
. هو الممثل ياسر جلال الذي إختار من الفن الرسالة المجتمعية وما يمس الناس عن قرب، وهذا العام ناقش مدى تأثير المخدرات على الشباب في مسلسله ويؤكد عدم حدوث توارد في الأفكار بمسلسله واي مسلسلات ناقشت القضية نفسها، ويكشف لنا عن التناقض الموجود بدوره في المسلسل، ويوضح لنا هدفه من التمثيل، ورأيه في مقاييس نسب المشاهدة، ومنع عرض المسلسلات على الإنترنت، وموقفه من السينما والكثير من التفاصيل في اللقاء التالي:
في البداية..ما الذي جذبك لمسلسل "لمس أكتاف" من عوامل وخاصة إلقاء الضوء على قضية المُخدرات وتأثيرها على جيل جديد من الشباب؟
جذبني السيناريو وما تناوله من مدى تأثير أنواع جديدة من المواد المُخدرة على الجيل الجديد من الشباب، ولهذا إنجذبت لتقديم العمل حيث يحمل رسالة مجتمعية وأخلاقية شديدة الأهمية، فضلاً عن أنني أحب مناقشة القضايا الموجودة بالمجتمع والتي تكون بالغة الاهمية على غرار هذه المواد المُخدرة والمنتشرة أخيراً، ومن خلال دور المُصارع التي تضطره الظروف للتحول من القيام بأعمال إنسانية للوقوع في أزمات تجعله يتناول قضايا المواد المُخدرة في هذا العمل.
الكثير من الأعمال الفنية ناقشت قضايا المُخدرات ضمن قصصها على مدار سنوات ماضية، فما الفرق بالنسبة لك في مناقشة القضايا من جديد وبشكل مختلف؟
الفرق بالنسبة لي هي طريقة التقديم بالنسبة للقصة ومناقشة هذه القضية الحساسة التي ما زالت موجودة إلى الآن، وتنتشر ما بين الحين والآخر نوعيات جديدة من المواد المُخدرة التي تؤثر على الشباب في الوقت الحالي، فأهم شيء عندي هو توصيل الرسالة بشكل صحيح فليس كل شيء يجوز تقديمه على الشاشة، فهناك كادرات في التصوير وطرق مختلفة تجعلك توصل الرسالة من دون إيذاء المُشاهد نفسياً، وهذا ما أسعى إليه في أعمالي أي أن تكون طرق مناقشتي لأية قضية بالمجتمع بطريقة صحيحة ومن دون إيذاء المشاهد بأي شكل من الاشكال.
التناقض بين الخير والشر الموجود في الشخصيات بمسلسل "لمس أكتاف"، هل كان مقصوداً لإبراز الصواب والخطأ في النفس البشرية؟
كل إنسان بداخله الخير والشر ونحن في هذا المسلسل نلقي الضوء على الصواب والخطأ بالفعل من خلال هذه التناقضات الموجودة بكل الشخصيات في العمل، كما أن الصراع بين الخير والشر هو أزلي وموجود طوال الوقت، وفي النهاية مهما طال الشر فالخير سينتصر حتماً في نهاية المطاف.
في أعمالك التلفزيونية التي قدمتها مؤخراً وصولاً إلى "لمس أكتاف" هذا العام تناقش قضايا فساد موجودة بالمجتمع من دون وجود أية جرعة كوميديا بأعمالك، فما السبب؟
في الحقيقة أنا ضد الكوميديا والضحك من أجل الضحك، فأنا لا أرفض الكوميديا بشكل عام وإنما ارفض ألا تكون مصحوبة برسالة مجتمعية وكل فنان له طريقته في تقديمه لقضايا مجتمعه ومناقشتها من خلال أعماله، وأنا أحب أن أقدم أية قضية مجتمعية وفقا للمجتمع المصري والشرقي الذي نعيش فيه، وأهم ما يشغلني أن تحمل اعمالي رسائل هادفة وتُفجر قضايا موجودة بالفعل لأن التأثير في المجتمع هو ما ابحث عنه.
وكيف كانت التحضيرات الخاصة بالشكل الخارجي لشخصية "أدهم" المُصارع وصولا لبنيان جسدي قوي وعضلات مفتولة، وهو لوك صعب الوصول له إلا بعد شهور من التمرينات الشاقة والصعبة؟
الوصول للشكل الخارجي لشخصية "أدهم" إستغرق أسابيع طويلة من التمرينات القاسية من أجل الحصول على هذا اللوك، وهذا على الرغم من حرصي بإستمرار على ممارسة التمارين والتردد بصفة مُنتظمة لصالات التمارين الرياضية، وكل هذا كان على يد مُتخصص بالمجال وخبير تغذية، وتدربت لفترة طويلة قبل إنطلاق التصوير على المُصارعة الرومانية وأداء الحركات الخطيرة الموجودة بهذه اللعبة لأن الخطأ فيها لن تكون عواقبه سليمة، والحمد لله سعيد بالمجهود الذي بذلته وتكلل بهذا الشكل من النجاح، ولكل مجتهد نصيب.
رغم أن أعمالك الدرامية تُباع ويتم تسويقها بإسمك إلا أنك دائماً ما تشعر بالحب تجاه زملائك وتؤكد أن أعمالك بطولات جماعية وليست مُطلقة على عكس ما يفعل مُريدو الشهرة والذين يدعون النجومية بالوقت الحالي؟
ما أقوله فعلاً هي مشاعر صادقة تجاه كل من نتعاون سوياً في أعمال فنية، لأنني مُقتنع بأن أي عمل فني لا يمكن أن يقوم بممثل واحد بل العمل في الفن جماعي وأقرب إلى لعبة كرة القدم، فليس هناك من يؤدي بمفرده ومن يدعي ذلك فهو مخطئ لأن العمل الفني إن لم يكن مُتكاملاً وتكون فيه روح الجماعة هي الغالبة فبالتأكيد سيحدث خلل في الامر.
وما هدفك من التمثيل؟
عملي بالتمثيل هو بناء على شغف وحب كبير بدأ بداخلي منذ سنوات، فأنا لا أبحث عن شهرة أو جني المال من وراء عملي بهذا المجال، وكل القريبين مني يعرفون عني ذلك.
هل ترى أن قرار منع عرض المسلسلات هذا العام على اليوتيوب والإنترنت سيحد من الظواهر المُزيفة الخاصة بنسب المُشاهدة؟
أعتقد أنه قرار سليم بالنسبة للصناعة بشكل عام حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية، وخاصة أن نجاح الاعمال الفنية لا يُقاس بهذه الطرق السطحية التي كانت تجري وفقها الأمور، وفي صراع على المسلسل الأكثر مُشاهدة على يوتيوب والتي غالباً ما تكون أرقاماً غير صحيحة ومزيفة بالفعل.
وما المقياس الحقيقي بالنسبة لك لنسب المُشاهدة؟
اعتقد من خلال الفضائيات وإهتمام الناس بالمسلسلات سواء في البيوت أو بالأماكن العامة، كذلك بالنسبة لمن هم مُتخصصين في النقد والجمهور والسوشال ميديا، وعوامل أخرى كثيرة وفي النهاية ليست لدينا شركة رسمية تقوم بعمل هذه الإحصائيات بشكل دقيق ومنظم في الوقت الحالي وغياب هذه الشركات أحدث بلبلة مزيفة وصراعات وهمية حول الاعلى في نسب المُشاهدة.
وما رأيك في نوعية برامج المقالب والتي تميز بها شقيقك رامز جلال على مدار سنوات وأصبح ماركة مُسجلة في رمضان، ورغم ذلك يحظى بهجوم وإتهامات بالفبركة؟
إتفقنا أو إختلفنا فرامز جلال أصبح ظاهرة مهمة للغاية ينتظرها الكثير من الناس بمختلف الفئات العمرية وهذا يتجلى كل عام بمُجرد الإعلان عن حضور رامز ببرنامج وفكرة جديدة.
وماذا عن السينما، هل هناك نية للمشاركة والحضور السينمائي خلال الفترة المُقبلة على غرار ما حققته من نجاحات بالدراما خلال الثلاثة أعوام الماضية؟
أتمنى المشاركة بأفلام سينمائية ذات قيمة ومحتوى فني يجعلني أتحمس له على غرار تجاربي وميولي الفنية التي إتضحت للجميع في الدراما مؤخراً، وحينما سأجد العمل المناسب الذي يضعني بمكان جيد في السينما فسوفأقوم بذلك بكل تأكيد ومن دون تردد.
وفي النهاية.. كيف توازن بين عملك وحياتك الأسرية؟
لست جديداً على التمثيل واسرتي تتقبل طبيعة عملي وتساعدني على أداء وإنجاز عملي بأفضل طريقة ممكنة، وفي الوقت نفسه أستطيع إحداث التوازن ما بين الطرفين والموضوع يحتاج لنظام فقط وليس أكثر، ولكن أحيانا تضطرني ظروف التصوير للإبتعاد عن المنزل ولكن عملنا يكون بشكل موسمي وليس طيلة ايام العام، والاسرة تتقبل ذلك ولكن وقت الحصول على الإجازة أعوضهم عن غيابي.