لا شك بأن وائل كفوري نال لقب ملك الرومانسية بجدارة، وذلك لانتهاجه منذ سبع سنوات هذا النمط في أغنياته التي تنوعت قصصها بين الحنين والشجن والحب المستحيل وانتصار كرامة العاشق على الغدر والخيانة ، وحقق تعاونه مع الشاعر منير بو عساف نجاحاً كبيراً كذلك مع الملحنين ملحم أبو شديد وهشام بولس.
لكن الملاحظ أن الجمل اللحنية في أغنياته الأخيرة باتت متشابهة وكأنها مستمدة من ألحان سابقة عند سماعها لأول وهلة، أما بالنسبة لأغنيته الجديدة "استشبهت فيكي"، فعلى الرغم من أنها تتحدث عن الحنين والحب الذي لا يغيره الفراق، نرى أن كلماتها لم تكن بالمستوى الذي عودنا وائل عليه، إذ إن الفكرة تبدو متشابهة جداً مع أغنية كان لحنها في عام 2007 وكتب كلماتها الشاعر الكبير سمير نخلة والتي جاءت على شكل موال وهي "ما صدقت عيوني" والتي تقول كلماتها:
"ما صدقت عيوني هي انتي لا مش انتي
فكرتن خانوني بس طلعتي انتي
هيدا شعرك اللي حبيته اخترتلو اللون ونقيته".
ونلاحظ حتى تشابهاً مع أغنية "جايي عالهدا" من كلمات منير بو عساف وألحان هشام بولس من ألبوم 2017 وتقول كلماتها:
"هَيدا مِش عطرِك عرِفتو واللّي جوّا عيونِك شِفتو غَدر وعُمرو سنين ليكي عَم تِرجف إيدَيكي كِذبِك عَم ياكُل عينَيكي قولي هلّأ مين".
أما كلمات "استشبهت فيكي" من كلمات منير بو عساف وألحان هشام بولس فتقول:
"واستشبهت فيكي قربت بدي احكيكي
نفس شعرك هوي ذاتو، كنت باسمك رح بندهلا، نفس عطرك ونسماتو، لكن مش متلك لابقلا
يا ترى العطر اللي بحبو بعدك بتحطيه، او لاني كنت حبو بطلتي تحبيه
شعرك اللي عشقتو طويل كان يقتلني لما يميل
يا ترى بعدو عحالو يمّا قصيتيه".
"استشبهت فيكي" تروي قصة عاشق لم يستطع تخطي حبه لمحبوبته، حتى أنه شاهد إمرأة تشبهها فظنها هي، أما في "ما صدقت عيوني" فهو رآها وهي تواعد شخصاً آخر ويذكرها بأن لون شعرها اختاره لها وأنه عرفها ولم يستشبه بها.
هنا نشير إلى التكرار في ذكر العطر الذي اشتاق لرائحته وشعرها الذي يحبه طويلاً أو اختار لونه، فالصور الشعرية ليست مختلفة في هذه الأغنيات، بل طغى نوع من الاستنساخ على الموضوع.
وكثرت الطلبات من وائل بالتنويع من حيث التعاون مع شعراء وملحنين آخرين (مع احترامنا) وذلك من اجل خدمة نفسه بطريقة أفضل، وليخرج من هذه النمطية في التكرار . وليعود ملك الرومنسية الى عرشه، عليه أن يسمع اولا للجمهور فهو الهدف والجمهور هذه المرة شبه مجتمع على اهمية التنويع والتغيير.