"خمسة ونص" مسلسل أسر المشاهد طيلة شهر رمضان المبارك الماضي بقصة حب جمعت "بيان" الممثلة نادين نسيب نجيم و"غمار الغانم" الممثل قصي خولي في البداية، لتصبح مأساة تؤدي الى انفصال بعد تحول زوجها الى شخص ظالم هدفه الإنتقام من ماضيه.
بيان لم تجد الى جانبها سوى مرافقها الخاص "جاد" الممثل معتصم النهار الذي فجر عواطفه، وكشف عن حبه لها بعد سنوات من التعلّق بها بصمت، فعبّرت له بدورها عن مشاعرها تجاهه، هما اللذان تعلقا ببعضهما بلغة العينين والنظرات، إستطاعا أن ينجحا في الهرب من ظلم غمار الغانم وغضبه بعد معرفته بعلاقتهما، ولكن ليس الى حد بعيد، فالإنتقام أيضا طالهما وبقسوة.
الشوق لمعرفة تطوّر الأحداث وانتصار حب بيان وجاد وإعطائها حق حضانة إبنها كانت لحظة يتمناها المشاهد ليعرف المزيد عنها. إلا أن النهاية جاءت عكس ما تمنى المشاهد بعد متابعة ثلاثين حلقة. أن تظهر نادين نسيب نجيم حليقة الرأس من أجل رسالة إنسانية، صدمة إيجابية غير متوقعة من ممثلة إعتادت أن تظهر بأجمل حلة ،وهذه نقطة تحسب لنادين في تخليها عن جمالها الخارجي من أجل خدمة الدور الى أقصى حدود.
أن تموت بطلة المسلسل، صدمة أخرى، ينتصر فيها الشرّ على الخير، نهاية تخيّب آمال المشاهد الذي يحب النهايات السعيدة وإنتصار بطله. لكن الإخراج برمته جاء ليلطّف النهاية الصادمة ويجعلنا نتقبلها من دون أن تخدش عين المشاهد ومشاعره.
مقتل بيان لامس إخراجه المعايير العالمية، حرص المخرج فيليب أسمر على أن لا نشهد على نقطة دم واحدة أو مشهد عنف واحد. بدأ بفقدان بيان السيطرة على سيارتها ودخولها في نفق مظلم وينتهي بنور، نور يشبه نجومية نادين نسيب نجيم في رمضان 2019 من دون تلطيخها بالدم، على انغام اغنية "ساعات ساعات" للشحرورة صباح، لتظهر ساعة ساحة الشهداء في لبنان عند الساعة الخامسة والنصف وينكشف سبب اختيار عنوان المسلسل.
النهاية تقبلها الجميع من دون أن تأتي صادمة للمتلقي، وشكّلت عبرة لجميع المخرجين كي يُعيدوا النظر في اختياراتهم ومراعاتهم عين المشاهد، خصوصاً في شهر رمضان، حيث إكتفى المشاهد من مشاهد العنف التي يراها كل يوم في نشرات الأخبار والبرامج وعبر مواقع التواصل الإجتماعي والصحف.