متلون في الشخصيات التي يُقدمها، فأحياناً تجده رومانسياً في أعماله وأحياناً صارماً وجاداً وأحياناً أخرى يُقدم أدوار الشر، حتى صنع تاريخاً فنياً لنفسه ما بين السينما والدراما وأصبحت أعماله في السينما هي الأفضل فنياً في السينما خلال السنوات الماضية، والدليل تعلُّق الجمهور بها إلى الآن رغم مرور سنوات عليها. وفي الوقت نفسه حجز لنفسه مكانة مهمة بالدراما وتلون في أداء أعمال مختلفة ما بين "الداعية" و "رجل المافيا" وغيرها من الأدوار، وصولاً لأعلى مرحلة من الأداء وإختيار مسلسل ينتمي لـ"السايكو دراما" هذا العام من خلال مسلسل "قمر هادي".. هو النجم هاني سلامة الذي يتحدث لـ"الفن" عن تفاصيل دوره وأسباب قبوله لهذا العمل والصعوبات التي واجهها في أداء الشخصية وفق بناء درامي ونفسي مختلف عما سبق وقدمه، وعن موقفه من السينما وأسباب غيابه عنها لسنوات ومصير فيلم "شر الحليم" والكثير من التفاصيل في اللقاء التالي معه:
في البداية..نود أن نسألك عما جذبك لمسلسل "قمر هادي" والكيمياء والإنسجام اللذين جمعاك بالمؤلف إسلام حافظ والمخرج رؤوف عبدالعزيز في تكرار تعاون أشبه بالإرتياح الفني؟
عوامل كثيرة جذبتني لهذا المسلسل من أهمها الابعاد الإنسانية الموجودة في العمل بعيداً عن الترفية والتسلية وحسب، إنما يحمل العمل رسائل إنسانية مهمة بداخله، فضلاً عن أن هناك إرتياحاً فنياً بالفعل مع المؤلف إسلام حافظ والمخرج رؤوف عبدالعزيز وتقارباً في الافكار مما يُسهل الكثير من الأمور علينا في تقديم الأعمال الدرامية.
ولماذا إختيار شخصيات مُركبة وصعبة لتقديمها وخاصة أن مسلسل "قمر هادي" ينتمي لنوعية "السايكو دراما" وهي صعبة على أي ممثل لتقديمها وتحتاج لدراسة وإظهار الكثير من الجوانب النفسية في التمثيل؟
لا أبحث عن الشخصيات العادية لتقديمها في أعمالي الفنية، وإنما أختار أن أُقدم دراما مصنوعة بشكل جيد تحترم فكر وعقلية الجمهور وليس فقط في ما يخص شخصيتي والدور الذي أُقدمه في العمل، بل المسلسل والقصة كلها بشكل عام، وبالفعل المسلسل ينتمي لنوعية "السايكو دراما" التي تحتاج لإظهار أبعاد النفسية والإعتماد على لغة الجسد أكثر في الأداء التمثيلي وأعتقد أن هذه الطريقة هي الاقرب للواقعية في الأداء، فضلاً عن التشويق الموجود بالمسلسل ككل وبكل حلقة على حدة.
ولماذا صرحت بأن كل حلقة من حلقات مسلسل "قمر هادي" هي أشبه بفيلم قصير؟
لأنه رغم جرعة التشويق الكبيرة الموجودة في العمل والمفاجآت التي يحملها المسلسل، إلا أن كل حلقة من الحلقات بالفعل تبدأ بتشويق وتستمر حتى النهاية ويتم إختتامها بعنصر تشويقي أكبر للحلقات المُقبلة، وطبيعة المُسلسل تستلزم الإثارة والتشويق في كل المشاهد ومن اللحظة الاولى حتى النهاية.
وكيف تعاملت مع الالتماس الذي شهدته الحلقة الاولى من مسلسل "قمر هادي" بمشاهد دفن الأبناء وإتساقها بمشاهد أخرى شبيهة بمسلسلات أخرى بالموسم الدرامي نفسه؟
أعتقد ان هذا الامر عادي وطبيعي وخاصة أنه من الوارد أن تكون الأفكار قريبة من بعضها، وتوارد الأفكار أمر طبيعي ولم يحدث لأول مرة في الدراما بل سبق وكان هناك توارد في الأفكار في كثير من الأعمال بمواسم سابقة.
وما أصعب المشاهد التي واجهتك في تصوير "قمر هادي"؟
هناك الكثير من المشاهد الصعبة في المسلسل، والصعوبات هنا لا تكمن إلا في التركيز على البُعد النفسي وتوصيل صورة حقيقية للمشاهد من خلال كل مشهد لطبيعة المسلسل التي تنتمي لنوعية "السايكو دراما"، ولكن مشهد الدفن في الحلقة الاولى كان بحاجة لمشاعر كبيرة وتعامل مع المشهد وكأنه واقعي بالفعل.
وما الأصداء وردة الفعل التي وصلتك عن مسلسل "قمر هادي" إلى الآن؟
الأصداء مُرضية إلى حد كبير وهناك تفاعل من الجمهور وتعليقات إيجابية كثيرة عن المسلسل بشكل عام، وأعتقد أن الحلقات المُقبلة ستشهد الكثير من المفاجآت التي ستزيد من التعليقات وردة الفعل حول العمل.
ولماذا الإستعانة بـ"دوبلير" في مشاهد سباق السيارات رغم أنك كنت جريئاً في تقديم مشاهد أصعب من قيادة السيارات على الجانب النفسي والمخاطرة سواء في "قمر هادي" أو في أعمال أخرى سابقة؟
الإستعانة بدوبلير لأداء مشاهد سباق السيارات لم تكن لها علاقة بالمخاطرة أو الجرأة، وإنما إتقان القيادة وخاصة أنها ليست سيارة عادية بل هي سباق "فورمولا" وهذا الأمر لا يتطلب تمريناً وحسب ولكن تدريب عليه منذ الصغر، لذا فلم يكن من الصحيح أداء المشهد بنفسي على الإطلاق ولهذا فضلنا الإستعانة بـ"دوبلير".
وكيف كان التعامل مع الأطفال في المسلسل، هل كانت هناك صعوبات في لغة الحوار في ما بينكم؟
على العكس لم تكن هناك صعوبات ولكن الأطفال الذين ظهروا في أحداث المسلسل موهوبين بالفعل وفاجأوني بأدائهم وحفظهم لكل المشاهد من دون إعادات، فضلاً عن الشغف الذي وجدته بداخلهم والرغبة في العمل بالتمثيل وهذا يُبشر بالخير واسعدني للغاية في المشاهد التي جمعتني بهم.
وماذا عن السينما، هل هناك إستقرار على الفيلم السينمائي الذي تعود به لجمهورك خلال الفترة المقبلة؟
حتى الآن ليس هناك ما أعود به للسينما إلا مُجرد أفكار معروضة علي ولم أُقرر موقفي منها، والسينما بالنسبة لي شغف كبير وأحب أن أتواجد بها للغاية ولكنني بحاجة لسيناريو وعمل يستفزاني فنياً وخاصة أن رصيدي في السينما كبير وأفلامي ما زالت تعيش مع الجمهور إلى الآن رغم مرور الكثير من السنوات عليها.
وهل صحيح أن هناك نية لتقديم جزء جديد من أحد أفلامك التي سبق وقدمتها منذ سنوات طويلة؟
لا أعرف عما تتحدث ولكن بشكل عام ليس هناك نية لتقديم جزء جديد من أي فيلم سبق وقدمته من قبل، ولا أميل لفكرة الأجزاء الجديدة وخصوصاً في السينما بل إني احب أن أُقدم أعمالاً جديدة ولا تكون مُرتبطة بما سبق وقدمته من قبل.
وكيف ترى التغييرات والإختلافات التي طرأت على موسم الدراما هذا العام سواء قلة عدد الاعمال أو الحفاظ على حقوق الملكية وعدم نشر الحلقات على الإنترنت؟
أعتقد أن تقليص عدد المسلسلات هذا العام هي فرصة طيبة تُعطي للجمهور المساحة والقدرة على مشاهدة ومتابعة الأعمال المعروضة والقدرة على التقييم في الوقت نفسه، وخاصة أن المشاهد ذكي للغاية ويعرف كيف يفرق بين العمل الجيد وغير الجيد، والحفاظ على حقوق الملكية الفكرية هي خطوة جيدة للغاية، فضلاً عن أن هناك كثيرين كانوا يقيسون نجاح أعمالهم بنسب المشاهدة على الإنترنت واليوتيوب وهذا أمر غير منطقي، ولكن هذا العام مختلف عن كل ما سبق من الأعوام في الدراما، والجمهور هو الحكم الوحيد لنجاح أي عمل.
وفي النهاية.. لماذا بات هاني سلامة بعيداً عن السينما منذ سنوات ومن ثم ركّز على الدراما لثلاثة مواسم درامية متتالية، وما هو مصير فيلمي "شر الحليم" و "المدد" من دون الإعلان عن أية خطوة للامام تجاههما؟
لا أعتبر نفسي بعيداً عن السينما كما ذكرت لك إنما أعمالي القديمة حاضرة وموجودة بقوة رغم مرور سنوات عليها وهذا هو المنطق الذي أعمل به، أن أُقدم أفلاماً تعيش مع الجمهور، وبالنسبة لفيلم "شر الحليم" فهو مؤجل ولا اعرف مصيره أو موعد العمل عليه، أما الفيلم الآخر فلا علاقة لي به ولا اعرف عنه شيئاً، وعودتي للسينما ستكون قوية بفيلم وفكرة جديدة يستحقان العودة، لأن السينما أرشيف للفنان ومبدأ تقديم افلام تعيش مع الجمهور هو ما أبحث عنه الآن في نص جديد يستحق التقديم.