نقولا دانيال ممثل لبناني من الطراز الأول، سخّر موهبته التمثيلية في خدمة المسرح والسينما والتلفزيون على حدّ سواء.
أعماله الدرامية طغت في مسيرته، لتجعله أحد أكثر الوجوه التلفزيونية المحببة والمألوفة نذكر منها "وأشرقت الشمس"، "ياسمينة"، "وين كنتي"، "ثورة الفلاحين".
واليوم، يشارك نقولا دانيال في الموسم الرمضاني من خلال مسلسلي "إنتي مين؟" و"الكاتب"، بدورين مختلفين ومميزين، فماذا عن هاتين التجربتين وغيرهما من الأمور، تجدون الإجابة عليها في هذه المقابلة التي أجريناها معه.
ماذا تخبرنا عن تجربتك في مسلسل "إنتي مين"؟
تجربتي في هذا المسلسل جميلة جداً، بدايةً من كتابة كارين رزق الله للعمل، فالممثل الجيد إضافة إلى المساحة الجيدة التي يملكها في العمل يستطيع أن يأخذ حيّزاً مهماً للتعبير ويلعب الدور بشكل مميز.
وهذا ثاني عمل لي مع الكاتبة والممثلة كارين رزق الله، وأعتبره ثاني عمل ناجح لها بعد مسلسل "قلبي دق" وبين هذين العملين فهي تكمل سلسلة من الإبداع بمقاربة مواضيع تهم الناس، فيها بساطة وحوارات.
ثانياً، من الأمور المميزة في هذا المسلسل هو الـ Casting والذي كان مهماً بحيث أسندت الأدوار لممثلين يبدعون بها ويعطونها حقها وأعني هنا جميعهم.
وأيضاً، هناك دور المخرج إيلي حبيب صاحب الخبرة الطويلة والذي يتعامل مع الممثل بعمق لأنه يقرأ ويكتشف ويتعاون معه، وأضف إلى كل ذلك المجموعة التقنية التي ينضم إليها مدير التصوير والمخرج المنفذ وغيرهما الكثير، فكانت الأجواء جميلة جداً.
بالنسبة للدور الذي تلعبه أنت، فهو دور مركب وبدون شكّ يتطلب جهداً كبيراً لناحية الكلام والحركات وغيرها من الأمور، هل واجهت صعوبات في تأديته؟
هي ليست بمعنى الصعوبات، ولكن الأهم عندي في أي دور ألعبه أن أدخله بمسؤولية وأن أعمل عليه جسداً وروحاً وصوتاً وأداءً.
وبالنسبة لهذا الإنسان الذي أقدمه في المسلسل، فهو عاش تجربة وماضياً حزيناً وتعرض للكثير من الصدمات ولإحباط كبير، وهو يمثل شريحة كبرى من هؤلاء الناس الذين يشبهونه وعاشوا الحرب كمقاتلين وتعرضوا لإحباط كبير بعد إنتهائها.
وإلى كل ذلك، عاش تجربة حب نادرة الوجود أي أنها كانت من متراس إلى متراس ومن المقلب الآخر، كل هذه الأمور المتناقضة موجودة في شخصية "أسعد".
وبعدها إختار أسعد طريقة حياة وعمل في جمع النفايات مع كل الذكريات الأليمة التي يحملها، فإلى كل ذلك، الممثل هنا بحاجة لتركيب شخصية روحاً وجسداً إنطلاقاً من خبرة وتفكير.
ماذا سنشهد في الحلقات المقبلة؟ هل سترضخ للعلاقة بين إبنتك والممثل عمار شلق؟
أسعد لديه خوف كبير من أن يقوم الممثل أسعد رشدان وإبنه الممثل عمار شلق بسرقة إبنته منه، وهذا ما يحكم طبيعة العلاقات في ما بينهم.
وأيضاً فإن أسعد يحمل في داخله الكثير من الأسرار يريد أن يبعدها لأنها توجعه.
لماذا لم تتواجد في الجزء الثالث من "الهيبة-الحصاد"؟وذلك بعد مشاركتك في الجزء الثاني.
لم يعرض علي دور، فشخصية "أبو نضال" التي قدمتها في الجزء الثاني لم تعد موجودة.
ماذا عن مشاركتك في مسلسل "الكاتب"؟
تجربة غنية، ونص قوي، بوليسي إذا أمكن إعتباره.
صدرت تعليقات مؤخراً عن أنه بسبب النص المعقّد، لم يحظَ المسلسل بنجاح ومتابعة كبيرة، ما رأيك؟
من الممكن، ففي النهاية هذا نوع من الكتابة مع مخرج جيد جداً، رامي حنا الذي يملك أعمالاً عظيمة في التلفزيون.
وأنا لست مخولاً أن أحكم لماذا الناس تختار هذا العمل أو ذلك.
برأيك، "إنتي مين؟" تفوّق على "الكاتب"؟
هذا الأمر يعود للمشاهد، وكل ما أستطيع قوله ما ذكرته في الحديث عن "إنتي مين" وأن الـ Casting في "الكاتب" كان رائعاً أيضاً بداية من الممثلين دانييلا رحمة وباسل خياط.
هل تتابع أعمالاً أخرى إضافة إلى "إنتي مين؟" و"الكاتب"؟
حسب الوقت، فهناك كم هائل من الأعمال حالياً، ولكنني أحرص على متابعة القليل من مسلسل "أسود" لأنه يهمني الممثل باسم مغنية والممثلة داليدا خليل وكل فريق العمل، وأيضاً يهمني سمير حبشي حبيب قلبي.
كيف هو تقييمك للمسلسل؟
مسلسل جيد ومحبوب، من حيث الممثلين والإخراج الذي لا غبار عليه.
إنطلاقاً من الكم الهائل للمسلسلات التي تعرض حالياً، بين أعمال لبنانية ومشتركة، هل تأخذ الأخيرة من درب الأعمال اللبنانية؟
مثل ما قلت سابقاً، الناس هي الحكم وهي من تسير نحو متعتها إضافة إلى الممثلين الذين يحبونهم مثل الممثلين نادين نسيب نجيم وقصي خولي في مسلسل "خمسة ونص".
هذا موسم كبير ومفتوح على كل المشاهدين، وأنا برأيي كمسلسل لبناني بحت مثل "إنتي مين" الذي أنتميت له قبل دخولي إلى "الكاتب" مهم أكثر، كونه يهمني الكاتب اللبناني والمنتج اللبناني والمخرج اللبناني.
إلا أن هذا الأمر لا يمنع أن مشاركتي في أعمال مشتركة مع ممثلين سوريين أو مصريين هي جزء من النشاط الموجود في لبنان وهو دليل عافية.
وفي الختام، فهذه الأعمال مطروحة في السوق والمنافسة قوية و"الحصان الذي نفسه أطول يربح السبق".
لماذا أنت غائب عن السينما؟
لا تعرض علي أعمال بسبب الظروف، وإن عُرض علي ما يناسب تطلعاتي وأحبه، أضع نفسي مكان الناس الذين يشاهدون وما أستطيع أن أقدمه لهم أقبله طبعاً.
كيف ترى وضع المسرح اللبناني اليوم؟
المسرح بخير وهناك مجموعة من العاملين بالمسرح اليوم مترسخون في هذا العمل، مع الإشارة إلى أنه ليس بأحلى حالاته، فشروطه وظروف إنتاجه صعبة جداً.
فنلاحظ اليوم أن الأعمال التي تنتج تقوم على ممثل واحد أو ممثلين ولا نرى أعمالاً كبيرة ومن يقوم بهذه الأخيرة، هم أكادميون يستندون إلى طلاب وخريجين.
هذه أسميها فترة راحة، كون السينما والتلفزيون يأخذان اليوم دور المسرح ولكن لابدّ وأن يأتي اليوم الذي ينشط المسرح فيه.
ولا يمكننا أن ننسى أنه في العام الماضي شهدنا الدورة الأولى للمهرجان الوطني للمسرح اللبناني والذي كنت أنا أحد أعضاء الهيئة العليا فيه، وقد شهد حضور جماهير من أعمار مختلفة ولاسيما الشباب الذين هم الأمل، ونأمل خلال هذا العام أن نوسّع الدائرة حول هذا الحدث.
هل هناك من مشاريع جديدة؟
هناك إعادة لمسرحية "مجنون ليلى" في السادس والسابع من شهر تموز/يوليو المقبل.