باكو هي عاصمة أذربيجان الديمقراطية وأكبر مدنها التي سافرنا معها إلى عالم متمازج بالثقافة من كل جوانبه، فهي من ناحية مدينة ذات طابع أوروبي، ومن ناحية أخرى مدينة ذات طابع إسلامي شرقي، وتقع على الساحل الغربي لبحر قزوين.
يُعتقد أنَّ الاسم "باكو" مُشتق من كلمة فارسيَّة قديمة هي "باد-كوبه"، وتعني "ريح منضربة" وبالتالي يُقصد بها "المدينة التي تضربها الرياح".
حملنا أمتعتنا الشخصية وسافرنا مع شركة نخال للسياحة والسفر (الممَثلة بالسيدة ضحى قزعون) إلى هذه العاصمة، لنتعرّف باليوم الأول على شارع نظامي شبيه بوسط البلد في لبنان، كالأبنية ذات الطابع الحديث، المحلات التجارية التي رأينا في بعضها ما يحمل تراث البلد وأخرى العالمية، إلى جانب المطاعم والمقاهي التي يتردد إليها الناس والسياح يومياً ويبقون هناك حتى أوجه الصباح الأولى. في هذا اليوم أيضاً أخذنا لمحة عن جودة المأكولات المتشابهة إلى حد كبير مع المأكولات التركية والإيرانية، بالإضافة إلى المأكولات الشرقية والغربية، وقائمة واسعة من المأكولات مثل المشاوي والمقبلات الفريدة، ولفتنا اعتمادهم الدائم للـ "كزبرة" في أغلبية الوجبات التي تقدّم.
اليوم التالي كان ثقافياً باميتاز، إذ ركبنا الحافلة وتنقلنا بين هذا المكان الذي يحمل طابعاً تراثياً مميزاً وذاك المكان الذي اضطلعنا فيه على تاريخ "باكو".
المحطة الأولى كانت في الـ Highland Park المعروفة باسم "ساحة المشاهدة" ، وفي وقت سابق من الحقبة السوفييتية باسم "حديقة سيرجي كيروف"، وهي واحدة من أكثر الأماكن المفضلة في باكو التي تتمتع بالمشي والراحة والاستمتاع بمنظر البحر. يمكنك الاسترخاء أثناء استنشاق الهواء النقي ومشاهدة المدينة، وهو يقع مباشرة في قلب باكو.
ولجمال الـ Flame Towers أو أبراج الشعلة حكاية أخرى، مؤلفة من ثلاث ناطحات سحاب، بارتفاع 182 مترًا.
وهي الأبراج التي تمثل النيران كعلامة على "أهورا مازدا" في "الزرادشتية" من قبل الأذربيجان وأذربيجان كمكان ولد فيه النبي "زرادشت"، إلى جانب وجود نصب للشهداء وبداخله نار مشتعلة.
وانتقلنا بعدها إلى Baku Boulevard، المعروف أيضًا باسم National Park، وهو متنزه أنشئ في عام 1909 ، يعود تاريخه إلى أكثر من 100 عام.
وفيه توجد بحيرة "Venice" حيث يمكن للسياح أن يركبوا السفن الصغيرة للتنقل داخلها وإلتقاط أجمل الصور على موسيقى كلاسيكية هادئة.
كما وللعشاق حصتهم الكبيرة في هذا المكان، فنراهم في كل زاوية منسجمين مع بعضهم في هذا المكان الهادئ.
ولا بدّ لنا أن نقوم بزيارة السوق القديمة لنتعرّف أكثر على تراث هذا البلد، فدخلنا إلى Shirvanshahs’ Palace حيث تم الإعلان عنه كمتحف رسمي عام 1964 ومنذ ذلك التاريخ تم الحفاظ عليه من قبل الحكومة. يعد القصر أيضًا مهمًا لوضعه داخل المدينة الداخلية "إيتشاريشار" خلف جدران القلعة القديمة التي بنتها المملكة نفسها في القرن الثاني عشر، عندما أصبحت المدينة عاصمة للبلاد. وهكذا، فإن النمط المعماري للمباني والجدران في المدينة الداخلية متشابه للغاية ورائع، مع التركيز على فن الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى، كما يشاهد الزائر في هذا القصر أدوات قديمة اعتاد القيمون على استخدامها إلى جانب الأزياء.
إلى جانب هذا القصر فهناك لبرج العذراء حكاية أخرى، والذي يعتبر من المعالم الأثرية التي تعود للقرن الثاني عشر في المدينة القديمة.
وتشير القصص إلى أن ابنة أحد الملوك قامت بالانتحار من أعلى هذا البرج لأنهم رفضوا حبها من شخص تريده. بعد ذلك قمنا بزيارة شارع صغير تم فيه تصوير الفيلم العالمي The Diamond Arm.
ففي هذا البلد الغني بالنفط والغاز نلاحظ أنه كلما تنقلنا مسافة معينة نجد أماكن لاستخراجها من باطن الأرض، ويعتبر النفط والغاز مصدراً أساسياً لمدخول الدولة.
وكانت للمتاحف حصة مميزة في هذه الرحلة، فقمنا بزيارة متحف Gobustan حيث رأينا رسومات إستوحوها من النقشات التي كان يقوم بها الإنسان القديم، لننتقل بعدها إلى الجبل الذي رأينا على أحجاره أحرفاً ورسومات قام الإنسان القديم بالفعل بالنقش عليها.
أما أول معبد ديني في "باكو" فيحمل اسم Atashgah Fire Temple State، وكانت للنار حصة مميزة بإيمانهم في السابق، والديانة كانت الـ "زراياسترانيزم"، وعام 1883 غادر الناس هذا المعبد الذي تحول إلى مكان تراثي.
قبل أن ننهي يومنا هذا لا بد أن نقوم بزيارة الـ Fire Mountain أو الجبل الذي تخرج منه النيران، وهو عبارة عن جبل يخرج من جانب منه نيران بسبب وجود كمية غاز كبيرة في هذه المنطقة، ويعود عمر هذا الجبل إلى 300 مليون سنة.
كما قمنا بالاطلاع على مركز "حيدر علييف" الذي صممته المهندسة المعمارية زها حديد قبل وفاتها بأعوام، وأصبح أحد معالم مدينة باكو، ويتكون المركز من أربعة طوابق ضخمة مكرسة للفن والثقافة الحديثة والكلاسيكية.
أما بالنسبة لرئيسهم، فيتم انتخابه بطريقة التصويت، والبرلمان يتألف من 125 سياسياً، كما أنهم حازوا على استقلالهم من الاتحاد السوفياتي عام 1991.
أما الفريق الإعلامي الذي كان مكوناً من الزملاء، عمر خدّاج، لينا دياب، داني حداد، لوكاس لمعة، إيلي فغالي، سابين حاج، علي عواضة، محمد شعيب، ريبيكا سليمان، نانيت زياده، ألين كاي"، فلقد كان فريقاً مميزاً وإيجابياً جداً.
المنطقة مميزة جداً وتستحق الزيارة لأيام معدودة من أجل الاسترخاء والاطلاع على ثقافة جديدة.
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً اضغط هنا.