على الرغم من مرور ثلاثين عاماً على قضية الفنان أحمد عدوية، ومحاولات قتله في عام 1989 بإعطائه جرعة زائدة من المواد المُخدرة "الهيروين" على يد أمير كويتي، حسبما جاءت التقارير الإعلامية الراصدة للحادث في ذلك الوقت، وما إرتبط بالقضية من جدل حول علاقة أزمة إخصائه بالقضية نفسها، إلا أنها ما زالت من القضايا المُثيرة والمُحيرة والتي لم يُحسم الجدل فيها بعد إلى الآن، حيث تم إغلاقها ضد مجهول في ذلك الوقت، ولكن الرأي العام ظل في حديث دائم وتساؤل حول إن كان بالفعل قد تم إخصاء عدوية أم لا، والسبب في ذلك والملابسات حول الموضوع ولما تعرض عدوية للموت وكيف تم إنقاذه قبل توقف أجهزة الجسم بدقائق قليلة ومن ثم تحول الأمر لقضية رأي عام.. "الفن" يكشف لكم الملخص الكامل لما حدث مع عدوية من البداية إلى النهاية وأسباب عودة القضية للظهور مجدداً بعد مرور ثلاثين عاماً عليها، والمرأة الحديدية بحياة عدوية وتفاصيل أخرى كثيرة في السطور المقبلة:

"تلاسنات مُستمرة على مدار ثلاثين عاماً"

بعد تعافي عدوية بسنوات طويلة ومع عودته للغناء ليُطرب جمهوره، كانت العودة بداية لخروج تلاسنات أخرى حول قضيته وإعادتها للاذهان من جديد بعد أن تم إغلاق هذه الصفحة التي دفع عدوية أقساطها على مدار سنوات طويلة، بسبب عدم تصديق الناس محاولات النفي المُستمرة حول قضية الإخصاء. فبدايةً، دفع عدوية الثمن إنطلاقا من وجود مواد مُخدرة بجسده والتي تسببت وقتها في خلل بأجهزة الجسم المختلفة نتيجة تناول جرعة زائدة من الهيروين، وإن كانت مدسوسة له. ومن ثم السفر إلى الخارج وتأثير الحادث عليه إلى الآن، ورغم إتهامات عدوية للأمير طلال بن ناصر في ذلك الوقت ومنع ذكر إسمه في الصحافة والإعلام، إلا أن القبض عليه بعد حادث عدوية بعامين، سمح لكل وسائل الإعلام أن تتناول إسمه وتربطه بالقضية، ولكن لم يتم الحكم عليه وقتها في قضية عدوية لتوجيهها ضد مجهول بل تم حسب الأمير الكويتي بسبب القبض عليه بحيازة كمية كبيرة من المواد المُخدرة.

"لماذا عادت قضية عدوية للأذهان بعد مرور ثلاثين عاما؟"

بداية عودة قضية عدوية للأذهان جاءت مع تواجد نجله الفنان محمد عدوية منذ أسابيع قليلة بالكويت، وخلال إجراء الإعلامي ناصر الشاهد مقابلة تليفزيونية معه عبر برنامج "the plane"، تخللت كواليس الحلقة تلاسنات ما بين فريق إعداد البرنامج ومدير أعماله الذي أوقف التصوير لمرتين بحجة التلاسن حول إن كان عدوية الكبير ممنوعاً من دخول الكويت، ليرد ناصر بقوة على عدم رغبته في إيقاف تصوير البرنامج من جديد من قِبل أي شخص، وأن عدوية ليس ممنوعاً من دخول الكويت، وفي الوقت نفسه إلتزم عدوية الإبن الصمت ولم يرد على أي مما أُثير داخل ستوديو التصوير، مما زاد من حدة تساؤلات الناس وعودة القضية للأذهان من جديد.

"مُلخص القصة"

كل الروايات التي جاءت عن قضية أحمد عدوية من البداية إلى النهاية تتلخص في أن إحدى نساء الأمير طلال بن ناصر وتُدعى "هند شهيد"، كانت مُعجبة لدرجة كبيرة بالفنان احمد عدوية، حتى وصل الأمر للأمير الذي سمع عن حضورها كل حفلاته في ذلك الوقت وتشجيعها المُستمر له، الأمر الذي أثار غيرة الأمير فذهب إلى مصر وطلب منها أن تتقدم بدعوة عدوية إلى جناح الامير الخاص، فأتت هي وعدوية تلبية لنداء الامير. ولكن عدوية لم يكن يعرف أن العواقب ستكون وخيمة لهذه الدرجة، فبعد أن تركتهم "هند" ومع مرور ساعات طويلة على إختفاء عدوية وعدم عودته إلى المنزل، عُرف أن آخر مكان كان فيه هو جناح الأمير الكويتي الفندقي، فتوجّهت هند ومدير أعمال عدوية احمد موافي ليجدوه مستلقياً و"رغوة" بيضاء تخرج من فمه من دون أن يدركوا ما حدث، ولكن سرعان ما تم إبلاغ إدارة الفندق وتم نقله إلى المستشفى واللحاق به وبأجهزة جسمه التي كادت أن تُدمر وكانت وصلت إلى مرحلة قبل الموت بدقائق قليلة.

"الطبيب المعالج لعدوية كان محب للشهرة"

ومع الضجة الكبيرة التي صاحبت هذه القضية وإستمرار غيبوبة عدوية لأسبوعين، عُرف أن ما حصل له كان بسبب تناوله كمية كبيرة من الهيروين المُخدر فأسرعت إدارة المستشفى حينها إلى إبلاغ النيابة للتحقق في الموضوع. ومنذ ذلك الوقت إرتبطت قضية الإخصاء بهذه القضية من دون توضيح من الأطباء والعائلة حول حقيقة هذا الامر إلا بعد مرور فترة. وعلى الرغم من أن د. خيري السمرة الطبيب المعالج لحالة عدوية كان محب للشهرة، ودائماً كان يُصرح للصحافة ويستفز كل من حوله بتصريحاته التي كانت تشعل الرأي العام عن حالة عدوية وبشكل مُستمر، إلا أنه لم يكن له تصريح في ذلك الوقت أو حديث عن قضية الإخصاء وبالتالي قد يكون الأمر مُجرد إجتهادات وشائعات إرتبطت بالقضية منذ ذلك الوقت.

زوجة عدوية .. وراء كل رجل ناجح إمرأة عظيمة

أدارت السيدة "نوسة" زوجة الفنان احمد عدوية كل ما له علاقة بزوجها من اللحظة الأولى التي تم نقله فيها إلى المستشفى وحتى عودته إلى المنزل، ما بين كر وفر من تساؤلات الصحافة حول قصة الإخصاء وعن حالته وما وراء الحادث، وهذا الأمر الذي كان سبباً في أن تقوم الدولة بإتخاذ قرار بإستكمال علاج عدوية والسفر به إلى الخارج، وخاصة بعد الإعلان عن التحفظ عليه بالمستشفى ووضعه وسط حراسة مُشددة. وبعد هذا الحادث بسنوات ظهرت السيدة "نوسة" في برامج عديدة لتؤكد أن زوجها يمارس رجولته بشكل طبيعي من دون أن تتحدث عن واقعة الإخصاء التي تحدث عنها الجميع، وبالفعل أثبتت زوجته أن وراء كل رجل ناجح إمرأة عظيمة، فهي كانت تقابل الضربات من جميع النواحي لتقف صامدة في مكانها وترد وتُخطط وتنفذ وتُبعد الشُبهات عن زوجها وصولاً للعودة إلى مصر بعد رحلة العلاج في باريس، وحفظ القضية ومن ثم تجهيز حفل ضخم لتقديم عدوية لأصدقائه من جديد، ومن ثم إستضافتها ببعض البرامج وإجراء مقابلات صحافية معها، حتى تم توجيه السؤال حول حقيقة إخصائه لتؤكد على رجولة زوجها وأن هذا الحادث شائعة سخيفة غير موجودة بالواقع لتقطع الشك باليقين في ذلك الوقت، ولكن رغم أن الشائعة أصبحت مبتورة منذ سنوات إلا أن الحديث عنها ما بين الحين والآخر ما زال موجوداً من دون إدراك الحقيقة المخفية من كل الأطراف المُتعلقة بهذه القضية.